مراحل وخصائص تكوين العادات العقلية

اقرأ في هذا المقال


هناك تعريفات عديدة لمصطلح العادات العقلية فمنهم من عرفها ككل من الدكتور كوستا وكاليك بأنّها عبارة عن مجموعة من الأنماط الأدائية العقلية ذات السمات الثابتة والمستمرة في السلوك، وذلك حتى يتم التوصل إلى العمل العقلاني والذكي في مواجهة الحياة، ولاكتساب العادات لا بد من المرور بمراحل معينة وتميز هذه العادات بخصائص وهذا ما سيتم تناوله في هذا المقال ولكن بداية سيتم عرض ما هو تصنيفات العادة العقلية وذلك لفهم ما هي تتضمنه العادات العقلية من مهارات للتوصل لفهم مراحل اكتساب العادة وخصائصها.

تصنيف العادات العقلية

1- الخرائط: تتشعب من هذا الصنف مهارات مختلفة من مثل مهارة ما وراء المعرفة والمهارات العاطفية وكذلك مهارات طرح الأسئلة.

2- العصف الذهني: هنا تعد عادات من مثل عادات الإبداع والقدرة على مرونة التفكير وحب الاستكشاف والاستطلاع والرغبة في الاستزياد في الخبرة من تشعبات هذا الصنف.

3- منظومات الرسوم: تأتي عادات الالتزام والدقة والضبط والقدرة على التنظيم والقدرة على المثابرة ضمن هذا الصنف.

مراحل تكوين العادة العقلية لدى الفرد

1- مرحلة التفكير: عند هذه المرحلة يصب الفرد مهارات التفكير لديه في شيء معين ويحدد تركيزه واهتمامه على هذا الشيء الذي قام بتعيينه، ويعود توجه الفرد إلى تعيين هذا الشيء عادة إمّا لفضول أو أهمية ومكانة هذا الشيء لديه.

2- مرحلة التسجيل: هنا في هذه النقطة يتم وصل وربط ملف هذا الشيء مع كل الملفات الأخرى والتي تكون من نفس النوع والجنس لهذا الشيء الذي حدده الفرد من أثناء مرحلة التفكير السابقة.

3- مرحلة التكرار: هنا يتخذ الفرد القرار بشأن فائدة هذا السلوك الذي حدده بحيث يقرر بتكرار نفس السلوك والعمل وبنفس المشاعر بغض النظر عن ما إذا كان هذا السلوك هو سلوك إيجابي أم سلوك سلبي.

4- مرحلة التخزين: نتيجة عملية التكرار في مرحلة التسجيل يصبح السلوك وأفكاره أقوى مما يؤدي إلى تخزينها في العقل بشكل عميق في العقل (أي في العقل الباطن) في ملفاته، ثم تكون جاهزة للظهور أمام الفرد عند مواجهة مواقف من نفس نوع الشيء الذي خزنه، وكذلك الأمر حينما يريد الفرد أن ينتزع سلوك ما قام بتخزينه مسبقًا في عقله سيجد صعوبة كبيرة في ذلك، نظرًا لأنّ هذا السلوك قد تم تخزينه وتثبيته في ملفات العقل الباطن.

5- مرحلة العادات: نتيجة التكرار الدائم كما في الخطوات السابقة -تفكير وتسجيل وتكرار وتخزين- يكون العقل البشري قد كوّن اعتقاداً تامًا بأنّ هذه السلوكيات المكررة أي العادات قد أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة وسلوكيات الفرد الذي قام بها، ولذلك يصعب على الفرد نزع أو تغيير أي سلوك يستخدمه كعاده بمجرد تفكيره بتغييره أو باستخدام قوة إرادته أو عن طريق العالم الخارجي وحده، بل بدلًا من ذلك كل ما يجب عليه هو أن يقوم الفرد بتغيير الفكرة الرئيسية عن هذه العادة وقيامه ببرمجة ذاته على نحو وفكر جديد بشرط أن يقوم بهذا الفكر والتغيير الجديد بشكل متكرر.

وبالتالي فأنّ الفرد يكون بذلك قد مرّ بنفس المراحل والخطوات التي كوّن بها العادات السلبية ويستبدلها بالعادات الإيجابية التي يسعى إليها، فالعادات العقلية تنمو وتتطور بطريقة سريعة عندما يكون الموقف الذي يتم فيه ممارسة السلوك بشكل فريد، في حين إذا تمت ممارسة السلوكيات المتعددة في نفس المواقف التي تتشابه مع بعضها البعض فإنّ ذلك سيأخذ عادةً وقتًا وزمنًا أطول حتى تنمو وتنشأ.

مراحل تطور عادات العقل

1- التفكير مهارة منفصلة: تتضمن هذه المرحلة عدة مهارات من مثل مهارة إدخال البيانات ومن ثم معالجة هذه البيانات وتأتي بعدها استخراج الاستنتاجات وأخيرًا التطوير.

2- استراتيجيات التفكير: خلال هذه المرحلة تتم عملية الربط بين مهاراتي التفكير والتفكير المنفصلة عن طريق التكنيكات والاستراتيجيات التي يتم استخدامها خلال مواجهة المشكلات.

3- التفكير عملية إبداعية: تتضمن هذه المرحلة السلوكيات الفريدة من نوعها الخاصة بالفرد وقدرته على توظيف ما يملك من معلومات في خلق أنماط مبتكرة وجديدة للتفكير.

4- التفكير كروح معرفية: تتضمن قوة الفرد الإدراكية وقدرته على الاستعداد للعادة والسلوك ورغبته فيه وقدرته على الالتزام فيه.

خصائص العادات العقلية

حتى تصبح العمليات المعرفية والأداء الذهني عادة لا بد من أن يمر بعمليات الأداء الآتية:

1- تحديد الهدف المعرفي والوجداني و الأدائي.

2- إيجاد الروابط بين الجوانب الأدائية الثلاثة وهي: الجانب المعرفي والجانب الوجداني والجانب الأدائي.

3- تعريف النتاجات الأدائية تعريفاً محددًا بأداء.

4- تحديدها على صورة مهارات معرفة تعريفاً إجرائياً.

5- تحديد هدف المهارة الذهنية.

6- تكرار الأداء الذهني بدرجة كبيرة إلى أن تصبح عمليات أدائية آلية.

7- تتم ممارسة الأداء الذهني بصورة عادة ذهنية آلية راقية يسيطر عليها الفرد مع ممارسته الآلية لها.

علاقة العادات العقلية بالعمليات المعرفية

1- مهارات التفكير: التفكير هو من العمليات المعرفية والتي من الممكن استخدامها والدوام عليها في روتين الحياة اليومية، فعلى سبيل المثال من أسس النجاح في المدرسة كان لا بد من اكتساب الطالب مهارات تفكير أساسية محددة ومتمايزة من مثل القدرة على التصنيف والقدرة على الاستدلال والقدرة على التحليل وغيرها من المهارات، والتي يمكن تعميمها كذلك في جوانب أخرى في الحياة اليومية.

2- العمليات المعرفية: عادة لا يقوم الأفراد بإستخدام مهارات التفكير بمعزل عن غيرها من المهارات، حيث أنّ مهارات التفكير يتم عادة القيام بتنظيمها واستخدامها في مجموعات يطلق عليها اسم العمليات المعرفية، ومن الأمثلة على هذه العمليات عملية حل المشلام وعملية إتخاذ القرارات.

3- عادات العقل: إنّ إكتساب مهارة عادة عقلية يتطلب الأمر أكثر من إكتساب العمليات المعرفية، حيث أنّ العادات العقلية تتطلب قيام الفرد بالتقييم ومن ثم الرغبة في إمتلاك العادة والحساسية وقدرة الفرد على القيام بهذا العادة والإلتزام بها.

سمات العادات العقلية

تختلف العادات العقلية من بيئة مجتمعية إلى أخرى حسب ما أشار إليه الدكتور آرت كوستا والدكتورة كاليك ولكن من أبرز سمات العادات العقلية التي تشترك فيها جميع البيئات هي ما يلي:

1- احترام العادات العقلية الميول الخاصة بالأفراد: هنا يعني إنّ لكل فرد القدرة على إمتلاك مهارة التفكير حيث أنّ العادات العقلية تعتبر أنّ الذكاء هو من النزعات الطبيعية للسلوكيات الفريدة من نوعها للأفراد.

2- احترام العادات العقلية العواطف: هنا يعني حرية الفرد في إمكانية الشعور بتوجه والميل نحو التفكير.

3- مراعاة العادات العقلية الحساسية الفكرية: هنا يحق للفرد إختيار الوقت المناسب لمهارة طرح الأسئلة والتأمل حيث تشمل علم الفرد بكيفية إستخدام متى وكيف للعادات العقلية بشكل تلقائي.

4- نظرة العادات العقلية التكاملية للمعرفة: عن طريق هذه السمة يصبح للفرد إمكانية ربط المعرفة التي لديه بالواقع الذي يعيشه، وبالتالي تكوين عادات عقلية تناسبه وتناسب واقعه المعاش في بيئته الإجتماعية.


شارك المقالة: