مصادر المعرفة والتبرير في النجاح المعرفي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تنشأ المعتقدات الخاصة بالنجاح المعرفي عند الناس لمجموعة متنوعة من الأسباب، من بينها أنه يجب أن نضع قائمة بالعوامل النفسية مثل الرغبات والاحتياجات العاطفية والتحيزات بمختلف أنواعها، فمن الواضح أنه عندما تنشأ المعتقدات من مصادر مثل هذه، فإنها لا تعتبر معرفة حتى لو كانت صحيحة، لكي تُحسب المعتقدات الحقيقية على أنها معرفة، من الضروري أن تكون لدينا مصادر وأسباب وجيهة لاعتبارها موثوقة.

مصادر المعرفة والتبرير في النجاح المعرفي في علم النفس

تتمثل مصادر المعرفة والتبرير في النجاح المعرفي في علم النفس من خلال ما يلي:

1- الإدراك

تشمل مفاهيمنا الإدراكية حواسنا الخمس على الأقل المتمثلة في النظر واللمس والسمع والشم والمذاق، حيث يجب أن نميز بين تجربة يمكن تصنيفها على أنها إدراكية في المواقف المتنوعة مثل رؤية أن هناك قهوة في الكوب وتذوقها أنها حلوة المذاق، والتي تستلزم أنها تعتبر مواقف صحيحة، وتجربة إدراكية يبدو أنها فيها لنا كما لو أنها مواقف إدراكية، ولكن حيث قد يكون الموقف الإدراكي لنا خطأ والذي يشير إلى نوع من الخبرة على أنها مظاهر إدراكية.

يكمن سبب التمييز بين التجارب الحسية الصحيحة والخاطئة، وذلك حسب الموقف الذي يقع به الفرد في أن التجربة الحسية الإدراكية غير معصومة عن الخطأ، حيث أن العالم ليس دائمًا كما يبدو لنا في تجاربنا الإدراكية لذلك نحتاج إلى طريقة للإشارة إلى التجارب الإدراكية التي يبدو أن المواقف فيها هي الحالة التي تسمح بإمكانية أن تكون معظم هذه المواقف خاطئة.

تنشأ مجموعة واحدة من القضايا المعرفية حول الإدراك في مصادر المعرفة والتبرير في النجاح المعرفي في علم النفس عندما نشغل أنفسنا بالطبيعة النفسية للعمليات الإدراكية التي نكتسب من خلالها معرفة الأشياء الخارجية، فوفقًا للواقعية المباشرة يمكننا اكتساب مثل هذه المعرفة لأننا نستطيع أن ندرك مباشرة مثل هذه الأشياء، على سبيل المثال عندما يرى الفرد طماطم على الطاولة فإن ما يراه هو الطماطم نفسها.

وفقًا للواقعية غير المباشرة في مصدر الإدراك فنحن نكتسب معرفة الأشياء الخارجية بحكم إدراك شيء آخر، أي المظاهر أو بيانات المعنى، فقد يقول الشخص الواقعي غير المباشر أنه عندما يرى ومن ثم يعرف أن هناك طماطم على الطاولة، فإن ما يراه حقًا ليس الطماطم نفسها ولكن معطيات حسية تشبه الطماطم أو شيء من هذا القبيل.

الواقعيين المباشرين وغير المباشرين لديهم آراء مختلفة حول بنية المعرفة الإدراكية في مصادر المعرفة والتبرير في النجاح المعرفي في علم النفس، قد يقول الواقعيين غير المباشرين إننا نكتسب المعرفة الإدراكية للأشياء الخارجية بحكم إدراك البيانات الحسية التي تمثل الأشياء الخارجية، حيث تتمتع البيانات الحسية بوضع خاص فنحن نعرف بشكل مباشر ما هي عليه.

لذا يعتقد الواقعيين غير المباشرين أنه عندما تكون المعرفة الإدراكية أساسية، فهي معرفة ببيانات المعنى والحالات العقلية الأخرى، ومعرفة الأشياء الخارجية غير مباشرة مشتق من معرفتنا ببيانات المعنى الأساسي، والفكرة الأساسية هي أن لدينا معرفة غير مباشرة بالعالم الخارجي لأنه يمكن أن يكون لدينا معرفة أساسية بعقلنا، وفي المقابل يقول الواقعيين المباشرين إن التجارب الإدراكية يمكن أن تمنحنا معرفة مباشرة وتأسيسية بالأشياء الخارجية.

نحن نأخذ كُليّاتنا الإدراكية لتكون موثوقة، لكن كيف يمكننا أن نعرف أنها موثوقة؟ بالنسبة للخارجيين قد لا يمثل هذا تحديًا كبيرًا إذا كان استخدام الكُلّيّات الموثوقة كافياً للمعرفة، وإذا حصلنا باستخدام كُليّات موثوقة على الاعتقاد بأن كُليّاتنا موثوقة، فإننا نعلم أن كُليّاتنا موثوقة، لكن حتى الخارجيين قد يتساءلون كيف يمكنهم من خلال الجدل، إظهار ذلك بأن كُليّاتنا الإدراكية يمكن الاعتماد عليها.

يبدو أن الطريقة الوحيدة لاكتساب المعرفة حول موثوقية كُليّاتنا الإدراكية هي من خلال الذاكرة، من خلال تذكر ما إذا كانت خدمتنا جيدًا في الماضي، لكن هل يجب أن نثق في ذاكرتنا وهل يجب أن نعتقد أن حلقات النجاح الإدراكي التي يبدو أننا نتذكرها كانت في الواقع حلقات من النجاح الإدراكي؟ إذا كان يحق لنا الإجابة على هذه الأسئلة بنعم، فعندئذ نحتاج إلى سبب لرؤية ذاكرتنا وتجاربنا الإدراكية الموثوقة، لذلك يبدو أنه لا توجد طريقة غير دائرية للدفاع عن مصداقية القدرات الإدراكية للفرد.

2- الاستبطان

الاستبطان مصدر من مصادر المعرفة والتبرير في النجاح المعرفي في علم النفس وهو القدرة على فحص المحتويات الحالية لعقل المرء، حيث أنه من خلال الاستبطان يعرف المرء ما هي الحالات العقلية التي يمر بها المرء حاليًا وما إذا كان المرء عطشانًا أو متعبًا أو متحمسًا أو مُكتئبًا، بالمقارنة مع الإدراك يبدو أن الاستبطان له مكانة خاصة في مصادر المعرفة والتبرير في النجاح المعرفي في علم النفس.

من السهل أن نرى كيف يمكن أن يحدث خطأ في المظهر الإدراكي ولكن في الاستبطان يمكن أن يبدو لنا أننا نعاني من بعض الأشياء بدون الشعور بها، وبالتالي يُعتقد على نطاق واسع أن الاستبطان يتمتع بنوع خاص من المناعة ضد الخطأ، حيث يمكن القول أنه عندما يتعلق الأمر بالاستبطان، لا يوجد فرق بين المظهر والواقع، لذلك فإن المظاهر الاستبطانية تُشكّل نجاحًا مَعصومًا عن الخطأ.

بدلا من ذلك يمكن للمرء أن ينظر إلى الاستبطان كمصدر لليقين، والفكرة هنا هي أن التجربة الاستبطانية للمواقف تزيل أي سبب محتمل للشك فيما إذا كان الموقف صحيحًا، ويمكن للمرء محاولة شرح خصوصية الاستبطان من خلال فحص الطريقة التي نستجيب بها لتقارير الشخص الأول عادةً، وننسب سلطة خاصة إلى مثل هذه التقارير، وفقًا لهذا النهج فإن الاستبطان لا يمكن إصلاحه ولا يمكن تصحيح عمليات تسليمه من قبل أي مصدر آخر.

ومع ذلك فإننا نفسر النوع الخاص من المناعة ضد الخطأ الذي يتمتع به الاستبطان، فإن هذه المناعة لا يتمتع بها الإدراك، لذلك يعتقد بعض المؤسسين من علماء النفس أن أسس معرفتنا التجريبية يمكن توفيرها من خلال التأمل في تجاربنا الإدراكية، بدلاً من تصور الأشياء المستقلة عن العقل من حولنا، حيث جادل نقاد التأسيسية بأن الاستبطان ليس معصومًا عن الخطأ.

إن تعريف الاستبطان على أنه القدرة على معرفة المحتويات الحالية لعقل المرء يترك سؤالًا مفتوحًا حول مدى تشابه التدريبات المختلفة لهذه القدرة مع بعضها البعض، ومنها وفقًا لبعض علماء النفس المعرفي عندما نمارس هذه القدرة فيما يتعلق بأحاسيسنا، فإننا نفعل شيئًا مختلفًا تمامًا عما نفعله عندما نمارس هذه القدرة فيما يتعلق بمعتقداتنا الواعية أو نوايانا أو حالات ذهنية أخرى قابلة للتقييم عقلانيًا، إن ممارسة هذه القدرة فيما يتعلق بحالاتنا الذهنية الواعية والقابلة للتقييم عقلانيًا هي، كما يزعمون مكونة جزئيًا لوجودنا في تلك الحالات بالذات.

دور الذاكرة في مصادر المعرفة والتبرير في النجاح المعرفي

تعتبر الذاكرة مُهمة لمصادر المعرفة والتبرير في النجاح المعرفي في علم النفس، حيث أن الذاكرة هي القدرة على الاحتفاظ بالمعرفة المكتسبة في الماضي أي ما يتذكره المرء، مع ذلك لا يجب أن يكون حدثًا سابقًا، فقد تكون حقيقة واقعة مثل رقم الهاتف أو حدث مستقبلي مثل تاريخ الانتخابات المقبلة، الذاكرة بالطبع غير معصومة من الخطأ فليست كل تجربة تذكر أن المعتقدات هي مثال لتذكر ذلك بشكل صحيح، لذلك يجب أن نميز بين تذكر المعتقدات بشكل سليم ومُوجّه.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف، 2015.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم، 1995.علم النفس العام، هاني يحيى نصري، 2005.علم النفس، محمد حسن غانم، 2004.


شارك المقالة: