في حين أنّ الشخصية هي من الأمور التي نتحدث عنها كل الوقت ؛ مثلاً (لديه مثل هذه الشخصية الرائعة أو شخصيتها مثالية لهذه الوظيفة)، قد نندهش عندما تعلم أن علماء النفس لا يتفقون بالضرورة على تعريف واحد لما يشكل بالضبط الشخصية، توصف الشخصية على نطاق واسع بأنّها الأنماط المميزة للأفكار والمشاعر والسلوكيات التي تجعل الشخص فريد.
خصاص علم نفس الشخصية:
وجد الباحثون أنّه في حين أنّ بعض العوامل الخارجية يمكن أن تؤثر على كيفية التعبير عن سمات شخصية معينة، فإنّ الشخصية تنشأ داخل الفرد، في حين أن بعض جوانب الشخصية قد تتغير مع تقدمنا في السن، تميل الشخصية أيضاً إلى البقاء ثابتة إلى حد ما طوال الحياة؛ نظراً لأنّ الشخصية تلعب دور مهم في السلوك البشري، فإنّ فرع كامل من علم النفس مكرس لدراسة هذا الموضوع الرائع، يهتم علماء نفس الشخصية بالخصائص الفريدة للأفراد وأوجه التشابه بين مجموعات الأشخاص.
- حتى نفهم سيكولوجية علم نفس الشخصية؛ من المهم أن نتعرف على بعض الخصائص الرئيسية لكيفية عمل الشخصية.
- في علم نفس الشخصية تعتبر الشخصية منظمة ومتسقة، نميل إلى التعبير عن جوانب معينة من شخصيتنا في مواقف مختلفة واستجاباتنا مستقرة بشكل عام.
- على الرّغم من أنّ الشخصية مستقرة بشكل عام؛ إلّا أنّها يمكن أن تتأثر بالبيئة، على سبيل المثال بينما قد تقودنا شخصيتنا إلى أن نكون خجولين في المواقف الاجتماعية، فقد تدفعنا حالة الطوارئ إلى اتباع نهج أكثر صراحة وتحمل المسؤولية.
- الشخصية تسبب السلوكيات؛ نحن نتفاعل مع الأشخاص والأشياء في بيئتنا بناءً على شخصيتنا، من تفضيلاتنا الشخصية إلى اختيارنا للوظيفة، يتأثر كل جانب من جوانب حياتنا بشخصيتنا.
كيف تؤثر الشخصية على الصحة الجسدية والعقلية؟
سوف نلقي نظرة على كيفية دراسة علماء النفس للشخصية البشرية؛ يوجد العديد من التقنيات التي تستخدم لدراسة الشخصية، كل تقنية لها نقاط قوتها وضعفها؛ أمّا الأساليب التجريبية فهي تلك التي يتحكم فيها الباحث في متغيرات الاهتمامات ويتعامل معها ويتخذ مقاييس النتائج، هذا هو النموذج العلمي للبحث ولكن البحوث التجريبية يمكن أن يكون صعبا عند دراسة الجوانب الشخصية؛ مثل الدوافع والعواطف ومحركات الأقراص، هذه الأفكار داخلية ومجردة ويمكن أن يكون من الصعب قياسها.
تسمح الطريقة التجريبية للباحثين بالنظر في علاقات السبب والنتيجة بين متغيرات الاهتمام المختلفة، تتضمن دراسات الحالة وطرق التقرير الذاتي التحليل المتعمق للفرد بالإضافة إلى المعلومات المقدمة من قبل الفرد، تعتمد دراسات الحالة بشكل كبير على تفسيرات المراقب، بينما تعتمد أساليب التقرير الذاتي على ذاكرة الفرد المعني، لهذا السبب تميل هذه الأساليب إلى أن تكون ذاتية للغاية ومن الصعب تعميم النتائج على عدد أكبر من السكان.
يركّز البحث السريري على المعلومات التي تُجمع من المرضى السريريين أثناء فترة العلاج، تعتمد العديد من نظريات الشخصية على هذا النوع من البحث، لكن نظراً لأنّ موضوعات البحث فريدة من نوعها وتظهر سلوك غير طبيعي؛ فإنّ هذا البحث يميل إلى أن يكون شخصياً للغاية ويصعب تعميمه.
مصطلحات علم نفس الشخصية:
- تكييف كلاسيكي: التكييف الكلاسيكي هو أسلوب تدريب سلوكي يبدأ بحافز يحدث بشكل طبيعي ممّا يؤدي إلى استجابة تلقائية، بعد ذلك يتم إقران حافز محايد سابق مع المنبه الطبيعي، في النهاية يأتي الحافز المحايد لاستحضار الاستجابة دون وجود الحافز الطبيعي، من المعروف ثم العنصرين كما الحافز مكيفة واستجابة مشروطة.
- تكييف هواء فعال: التكييف الفعال هو أحد أساليب تدريب السلوك، يتم فيه استخدام التعزيزات أو العقوبات للتأثير على السلوك، يتم إنشاء رابط بين السلوك والنتيجة من أجل هذا السلوك.
- فاقد الوعي: في نظرية سيغموند فرويد للتحليل النفسي للشخصية؛ فإن العقل اللاواعي هو مخزن المشاعر والأفكار والإلحاحات التي تقع خارج الوعي، أغلب محتويات اللاوعي لا تكون مقبولة أو لا تكون سارة؛ مثل الشعور بالألم أو القلق أو الصراع/ وفقاً لفرويد يستمر العقل اللاواعي في التأثير على سلوكنا وخبراتنا على الرغم من أنّنا غير مدركين لهذه التأثيرات الأساسية.
- الغرور: وفقاً لفرويد فإنّ الأنا هي أحد أجزاء اللاواعي التي ترتبط بالشخصية؛ يتوسط الأنا بين متطلبات الهوية والأنا العليا والواقع، تمنعنا الأنا من التصرف بناءً على دوافعنا الأساسية التي تم إنشاؤها بواسطة الهوية، لكنّها تعمل أيضاً على تحقيق توازن مع معاييرنا الأخلاقية والمثالية التي أنشأتها الأنا العليا.
- الأنا العليا: الأنا العليا هو أحد مكونات الشخصية؛ تتألف من المثل العليا المنضوية لنا أننا قد تم الحصول عليها من والدينا ومن المجتمع، تعمل الأنا العليا على قمع دوافع الهوية وتحاول جعل الأنا تتصرف بشكل أخلاقي وليس واقعي.
النظريات الرئيسية في علم نفس الشخصية:
علم نفس الشخصية هو أساس العديد من نظريات علم النفس والتي تعتبر الأكثر شهرة لعدد من المفكرين المشهورين؛ مثل في ذلك فرويد وإريك إريكسون، تحاول العديد من هذه النظريات علاج منطقة معينة من الشخصية بينما يحاول البعض الآخر شرح الشخصية على نطاق أوسع.
- نظريات بيولوجية: تشير المقاربات البيولوجية إلى أن الجينات مسؤولة عن الشخصية، في مناقشة الطبيعة الكلاسيكية مقابل التنشئة؛ فإنّ النظريات البيولوجية للشخصية جنباً إلى جنب مع الطبيعة، تشير الأبحاث حول التوريث إلى وجود صلة بين الجينات وسمات الشخصية، غالباً ما تستخدم دراسات التوائم للتحقيق الذي الصفات قد تكون مرتبطة الوراثة مقابل تلك التي قد تكون مرتبطة بالمتغيرات البيئية؛ على سبيل المثال قد ينظر الباحثون في الاختلافات والتشابهات في شخصيات التوائم التي نشأت معاً مقابل أولئك الذين نشؤوا على حدة.
- النظريات السلوكية: من بين المنظرين السلوكيين سكينر وجون واتسون؛ تشير النظريات السلوكية إلّا أنّ الشخصية هي نتيجة التفاعل بين الفرد والبيئة، يدرس المنظرون السلوكيون السلوكيات التي يمكن ملاحظتها والقابلة للقياس، كما يرفضون النظريات التي تأخذ الأفكار الداخلية والحالات المزاجية والمشاعر تلعب دور حيث لا يمكن قياسها، وفقاً للمنظرين السلوكيين يحدث التكييف (الاستجابات السلوكية المتوقعة) من خلال التفاعلات مع بيئتنا التي تشكل في النهاية شخصياتنا.
- النظريات الديناميكية النفسية: تتأثر النظريات الديناميكية النفسية للشخصية بشدة بعمل سيغموند فرويد وتؤكد على تأثير العقل اللاواعي وتجارب الطفولة على الشخصية، نظريات الديناميكا النفسية تشمل نظرية المرحلة النفسية الجنسية لسيجموند فرويد ومراحل إريك إريكسون للتطور النفسي الاجتماعي، يعتقد فرويد أنّ المكونات الثلاثة للشخصية هي الهوية والأنا والأنا العليا؛ الهوية مسؤولة عن الحاجات والحث بينما الأنا العليا تنظم المُثل والأخلاق، الأنا بدورها تلطف مطالب الهوية والأنا العليا والواقع.
- نظريات إنسانية: تؤكد النظريات الإنسانية على أهمية الإرادة الحرة والخبرة الفردية في تنمية الشخصية، المنظرين الإنسانيين هم كارل روجرز وأبراهام ماسلو، يروج المنظرون الإنسانيون لمفهوم تحقيق الذات وهو الحاجة الفطرية للنمو الشخصي والطرق التي يحفز بها النمو الشخصي السلوك.
- نظريات السمات: يعد نهج نظرية السمات أحد أبرز المجالات في علم نفس الشخصية؛ وفقاً لهذه النظريات تتكون الشخصية من عدد من السمات العامة؛ السمة هي خاصية مستقرة بشكل نسبي تجعل الفرد يتصرف بطرق معينة، إنّ المخطط النفسي هو في الأساس الذي يوجه الأنماط السلوكية، تتضمن بعض نظريات السّمات الأكثر شهرة نظرية إيسنك ثلاثية الأبعاد ونظرية العوامل الخمسة للشخصية.
شخصيات مشهورة في علم نفس الشخصية:
تركت بعض أشهر الشخصيات في تاريخ علم النفس بصمة دائمة في مجال علم نفس الشخصية، من أجل فهم النظريات المختلفة للشخصية بشكل أفضل، قد يكون من المفيد معرفة المزيد عن الحياة والنظريات والمساهمات في علم نفس هؤلاء علماء النفس البارزين.
- سيغموند فرويد: كان سيغموند فرويد مؤسّس نظرية التحليل النفسي، أكدت نظرياته على أهمية العقل اللاواعي وتجارب الطفولة والأحلام والرمزية، اقترحت نظريته عن التطور النفسي الجنسي أنّ الأطفال يتقدمون عبر سلسلة من المراحل التي تركز خلالها الطاقة الليبيدالية على مناطق مختلفة من الجسم، أفكاره هي ما يُعرف بالنظريات الكبرى لأنّها تسعى إلى شرح كل جانب من جوانب السلوك البشري تقريباً.
- إريك إريكسون: كان إريك إريكسون عالم نفسي للأنا دربته آنا فرويد، تصف نظريته للمراحل النفسية والاجتماعية كيف تتطور الشخصية طوال العمر؛ مثل فرويد بعض جوانب نظرية إريكسون قد عفا عليها الزمن من قبل الباحثين المعاصرين، لكن نظريته ذات الثماني مراحل للتطور لا تزال شائعة ومؤثرة.
- ساندرا بيم: كان لساندرا بيم تأثير مهم في علم نفس الشخصية وفهمنا لأدوار الجنس، طورت نظرية مخطط الجنس لشرح كيف ينقل المجتمع والثقافة الأفكار حول الجنس والجندر، اقترح بيم أنّ المخططات الجنسانية تم تشكيلها من خلال أشياء مثل الأبوة والأمومة والمدرسة ووسائل الإعلام والتأثيرات الثقافية الأخرى.
- ابراهام ماسلو: كان أبراهام ماسلو عالم نفسي إنساني طور التسلسل الهرمي المعروف للاحتياجات؛ يشمل التسلسل الهرمي الاحتياجات الفسيولوجية واحتياجات السلامة والأمن واحتياجات الحب والمودة واحتياجات احترام الذات واحتياجات تحقيق الذات.