مفهوم التمثيلات الذهنية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يمكن القول إن فكرة التمثيلات الذهنية في علم النفس هي في المقام الأول بناء نظري للعلوم المعرفية، على هذا النحو فهو مفهوم أساسي للنظرية الحاسوبية للعقل، والتي وفقًا لها يتم تشكيل الحالات والعمليات المعرفية من خلال حدوث وتحويل وتخزين ما في العقل أو الدماغ والهياكل الحاملة للمعلومات أي التمثيلات من نوع واحد أو اخر.

مفهوم التمثيلات الذهنية في علم النفس

تعتبر التمثيلات الذهنية في علم النفس هو كائن بخصائص دلالية مثل المحتوى والمرجع وشروط الحقيقة وقيمة الحقيقة وغيرها، حيث يمكن تفسير التمثيلات الذهنية في علم النفس على نطاق أوسع على أنه كائن عقلي بخصائص دلالية، وعلى هذا النحو لا يلزم فهم التمثيلات العقلية والحالات والعمليات التي تنطوي عليها فقط من الناحية المعرفية أو الحسابية.

تعتبر التمثيلات الذهنية في علم النفس موضوعًا فلسفيًا له جذور في العصور القديمة وتاريخ وأدب ثري يسبق الثورة المعرفية الأخيرة، والذي لا يزال موضع اهتمام في الفلسفة البحتة، على الرغم من أن معظم فلاسفة العقل المعاصرين يعترفون بأهمية العلوم المعرفية، إلا أنهم يختلفون في درجة تفاعلهم مع أدبيات هذا العلم وأساليبه ونتائجه، ويبقى بالنسبة للكثيرين.

نظريات التمثيلات الذهنية في علم النفس

على الرغم من أن مصطلح النظرية التمثيلية للذهن يُستخدم أحيانًا بشكل تبادلي تقريبًا مع النظرية الحاسوبية للذهن، إلا أنه يمكن استخدامه للإشارة إلى أي نظرية تفترض وجود أشياء عقلية قابلة للتقييم الدلالي بما في ذلك عقلية الأسهم المتداولة في الفلسفة، حيث يعتبر كل من الأفكار والمفاهيم والتصورات والانطباعات والقواعد والمخططات والصور والأوهام وغيرها بالإضافة إلى الأنواع المختلفة من التمثيلات الذهنية شبه الشخصية التي يفترضها العلم المعرفي، وبالتالي يمكن مقارنة النظريات التمثيلية بالنظريات النفسية.

1- النظرية التمثيلية للذهن

تأخذ النظرية التمثيلية للذهن التي تعود إلى أرسطو على الأقل كنقطة انطلاقها الحالات العقلية المنطقية، مثل الأفكار والمعتقدات والرغبات والإدراك والتصورات، ويقال إن مثل هذه الحالات لها نية فهي تدور حول أشياء أو تشير إليها، ويمكن تقييمها فيما يتعلق بخصائص مثل الاتساق والحقيقة والملاءمة والدقة.

تعرف النظرية التمثيلية للذهن مثل هذه الحالات الذهنية المقصودة على أنها علاقات مع التمثيلات الذهنية، وتشرح قصدية الأولى من حيث الخصائص الدلالية للأخيرة، على سبيل المثال لإدراك الفراولة من وجهة النظر التمثيلية، أن يكون لدينا شعور نجربه من نوع ما يرتبط بشكل مناسب بسبب الفراولة.

كما يفهم من النظرية التمثيلية للذهن فإن العمليات العقلية مثل التفكير والاستدلال والتخيل على أنها متواليات من الحالات الذهنية المقصودة، على سبيل المثال تخيل ارتفاع القمر فوق جبل هو من بين أمور أخرى للترفيه عن سلسلة من الصور الذهنية للقمر والجبل.

يفترض فلاسفة العقل المعاصرين أو على الأقل يأملون أنه يمكن تطبيع العقل أي أن كل الحقائق الذهنية لها تفسيرات في مصطلحات العلوم الطبيعية، وهذا الافتراض مشترك في العلوم المعرفية التي تحاول تقديم حسابات للحالات والعمليات العقلية من حيث ميزات الدماغ والجهاز العصبي المركزي.

وفي سياق القيام بذلك تفترض التخصصات الفرعية المختلفة للعلوم المعرفية بما في ذلك علم النفس المعرفي والحسابي وعلم الأعصاب الإدراكي والحاسبي عددًا من أنواع مختلفة من الهياكل والعمليات، وكثير منها غير متورط بشكل مباشر في الحالات والعمليات العقلية كما تصورها منطقيا، ومع ذلك لا يزال هناك التزام مشترك بفكرة أن الحالات والعمليات العقلية يجب تفسيرها من حيث التمثيلات الذهنية.

في الفلسفة تركزت النقاشات الأخيرة حول التمثيل الذهني حول وجود المواقف الافتراضية مثل المعتقدات والرغبات والقيم وغيرها وتحديد محتوياتها أي كيف تصبح حول ما هي حوله، ووجود الخصائص الظاهرية و علاقتهم بمحتوى الفكر والتجربة الإدراكية ضمن العلوم المعرفية نفسها، حيث ركزت المناقشات ذات الصلة من الناحية الفلسفية على العمارة الحسابية للدماغ والجهاز العصبي المركزي وتوافق التفسيرات العلمية والمعقولة للعقلية.

2- المواقف الإيحائية

لاحظ بعض علماء النفس الواقعي أن التعميمات التي نطبقها في الحياة اليومية في التنبؤ بسلوك بعضنا البعض وشرحها غالبًا ما يشار إليها بشكل جماعي باسم علم النفس الشعبي، وكلاهما ناجح بشكل ملحوظ ولا غنى عنه، حيث أن ما يعتقده الشخص والشكوك والرغبات والمخاوف وما إلى ذلك، هو مؤشر موثوق للغاية لما سيفعله هذا الشخص، وليس لدينا طريقة أخرى لفهم سلوك بعضنا البعض إلا عن طريق إسناد مثل هذه الحالات وتطبيق التعميمات ذات الصلة.

وبالتالي نحن ملتزمين بالحقيقة الأساسية لعلم النفس المنطقي، وبالتالي إلى وجود الدول التي تشير إليها تعميماته، حيث يعتقد بعض الواقعيين مثل فودور أن علم النفس المنطقي سيثبت بالعلم المعرفي من خلال التمثيلات الذهنية.

حيث يتم مجادلة أنه لا يوجد أشياء مثل اتجاه افتراضي ودولهم التمثيلية التأسيسية والتورط من قبل تفسير ناجح والتنبؤ بالحياة العقلية لدينا والسلوك الإنساني، مما يؤدي لإنكار صحة التعميمات المنطقية لعلم نفس الموقف الافتراضي، ويجادل بأن علم النفس الشعبي هو نظرية للعقل لها تاريخ طويل من الفشل والانحدار وأنها تقاوم الاندماج في إطار النظريات العلمية الحديثة بما في ذلك علم النفس المعرفي.

مما تم الاعتراف بأن تعميمات علم النفس المنطقي صحيحة ولا غنى عنها، لكنه ينكر أن هذا سبب كافٍ للاعتقاد بالكيانات التي يبدو أنهم يشيرون إليها، ويجادل بأن إعطاء تفسير مقصود لسلوك النظام هو مجرد تبني الموقف المتعمد تجاهه، وإذا كانت استراتيجية تخصيص حالات المحتوى لنظام ما والتنبؤ بسلوكه وشرحها على افتراض أنه عقلاني أي أنه يتصرف كما ينبغي، بالنظر إلى المواقف الافتراضية التي ينبغي أن يكون عليها نظرًا لبيئته ناجحة، إذن النظام متعمد وتعميمات الموقف الافتراضي التي نطبقها عليه صحيحة.

3- التمثيل المفاهيمي وغير المفاهيمي

يعتبر التمثيل المفاهيمي وغير المفاهيمي في مفهوم التمثيلات الذهنية في علم النفس افتراض تقليدي بين الواقعيين حول التمثيلات العقلية أن الحالات التمثيلية تأتي في نوعين أساسيين، فهناك تلك التي مثل الأفكار التي تتكون من مفاهيم وليس لها سمات ظاهرية، وتلك التي تتمثل في الأحاسيس التي لها سمات ظاهرة ولكن ليس لها مكونات ومفاهيم، بحيث يُعرَّف المحتوى غير المفاهيمي عادةً على أنه نوع من المحتوى الذي تشير إلى أنه قد يكون لدى مخلوق يفتقر إلى المفاهيم مع ذلك.

ففي هذا التصنيف يمكن أن تمثل الحالات العقلية إما بطريقة مماثلة لتعبيرات اللغات الطبيعية أو بطريقة مماثلة الرسومات واللوحات والخرائط والصور الفوتوغرافية أو الأفلام، حيث أن حالات الإدراك الحسي مثل رؤية شيء ما باللون الأزرق، يُنظر إليه أحيانًا على أنه حالات هجينة تتكون على سبيل المثال من تجربة حسية غير مفهومة واعتقاد أو مركب أكثر تكاملاً من العناصر المفاهيمية وغير المفاهيمية.


شارك المقالة: