مفهوم الذات في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الذات في علم النفس:

يعبر موضوع الذات عن معرفتنا الذاتية لما نحن عليه بالوقت الحالي، ويتكون من العديد من الآراء والمشاعر التي تتمثل بها أنفسنا بدنيًا وذاتيًا واجتماعيًا، بحيث يتضمن موضوع الذات أيضًا معرفتنا بأساليب وطرق سلوكنا ومهاراتنا وسماتنا الذاتية، بحيث يمكن أن ينمو موضوع الذات بسرعة أكبر خلال فترة الطفولة المبكرة والمراهقة، لكن موضوع الذات بشكل عام يستمر في التشكل والنمو بمرور الزمن بينما نتعلم ونكتسب المزيد عن أنفسنا.

ينظر عالم النفس الاجتماعي روي بوميستر إلى موضوع الذات على أنه قاعدة معرفية، ينتبه الناس لأنفسهم، ويلاحظون كل من حالتهم الباطنية وردود أفعالهم وسلوكهم الخارجي، عن طريق هذا الوعي الشخصي، ويجمع الناس معلومات عن أنفسهم، تم بناء موضوع الذات من هذه المعلومات ويستمر في النمو مع توسيع الناس لآرائهم حول من هم.

استصعبت الأبحاث السابقة حول مفهوم الذات من تصورات أن مفهوم الذات هو مفهوم واحد وثابت وموحد عن الذات، لكن في الآونة الأخيرة، تأكد العلماء أنه يعبر عن هيكل ديناميكي نشط يتأثر بكل من دوافع الشخص والوضع الاجتماعي.

مكونات مفهوم الذات في علم النفس:

تناول كارل روجرز، مكونات مفهوم الذات التي تتشكل من خلالها الذات، وهي الصورة الذاتية، احترام الذات والذات المثالية، ويمكننا توضيحها من خلال ما يلي:

1- الصورة الذاتية: هي الوسيلة التي يرى بها الفرد نفسه، بحيث تتشكل الصورة الذاتية ما يفهمه الفرد عن نفسه سواء من الناحية البدنية الخاصة بسماته الشخصية التي تميزه عن غيره، أو وظائف الفرد تجاه الآخرين من الأهل والأقارب، والسمات والمهارات المهنية في العمل.

لا تتناسق الصورة الذاتية دائمًا مع الحقيقة، فبعض الأفراد لديهم تصور مبالغ فيه لواحد أو أكثر من سماتهم، وقد تكون هذه التصورات المتضخمة إيجابية أو سلبية، وقد يكون للفرد نظرة أكثر إيجابية لجوانب معينة من الذات ونظرة أكثر سلبية للآخرين.

2- احترام الذات: هو الأهمية والمكانة التي يضعها الفرد لنفسه، بحيث تعتمد الدرجات الفردية من احترام الذات على الوسيلة التي يقيم بها نفسه ويقدرها، وتتضمن هذه التقييمات مقارناتنا الشخصية مع الآخرين بالإضافة إلى ردود الآخرين علينا.

3- الذات المثالية: هي المكانة والمستوى الذي يطمح كل شخص ناجح وفريد من الوصول إليه بشتى الطرق والوسائل، وغالبًا ما يكون هناك تناقض وتباين بين الصورة الذاتية للشخص والكفاءة في المكانة والمستوى المعيشي، ويمكن أن يؤثر هذا التناقض سلبًا على احترام الذات.

مفهوم الذات المتنوع في علم النفس:

لدينا جميعًا آراء عديدة ومختلفة عن أنفسنا، فقد تكون بعض هذه الآراء مرتبطة بشكل فضفاض، وقد يكون بعضها مختلف ومتباين، ومع ذلك، لا تخلق هذه الاختلافات مشكلة بالنسبة لنا؛ لأننا ندرك فقط بعضًا من معرفتنا الذاتية في أي وقت معين.

يتكون مفهوم الذات من برامج ذاتية كثيرة تتمثل في مفاهيم شخصية لجزء معين من الذات، وتعد فكرة البرامج الذاتية مفيدة عند التفكير في مفهوم الذات؛ لأنها تفسر كيف يمكن أن يكون لدى الفرد برنامج ذاتي محدد جيدًا حول جزء واحد من الذات.

بينما تفتقر إلى فكرة عن جانب آخر، فقد يرى شخص ما نفسه مرتب ومدرك للضمير، وقد يرى الشخص الثاني نفسه غير مرتب ومشتت، وقد لا يكون لدى شخص ثالث رأي حول ما إذا كان مرتب أم غير مرتب.

الأسس المعرفية والتحفيزية للذات في علم النفس:

تطوير البرنامج الذاتي وموضوع الذات الأكبر له أسس معرفية وتشجيعية، بحيث يميل ويتجه الفرد إلى معالجة المعلومات المتعلقة بالذات بطريقة أكثر شمولاً من المعلومات المرتبطة بأشياء أخرى، ففي الوقت نفسه، وفقًا لنظرية الإدراك الذاتي، ستم نقل وتعلم ومعرفة الذات بنفس الوسيلة التي يتم تعلم بها المعرفة عن الآخرين، ومنها نكتشف تصرفاتنا ونكتشف أهم التأثيرات حول من نحن مما نحلله ونفسره.

بينما يتم تشجيع الأفراد للبحث عن هذه المعرفة الذاتية، فإنهم اختياريين في المعلومات التي ينتبهون إليها، ووجد علماء النفس تحفيزات وتشجيعات محددة للبحث عن معرفة الذات:

  • الوصول إلى حقيقة الذات مع الاهتمام بما هو موجود لدى الشخص من قدرات ومهارات متنوعة.
  • تفريق المعلومات الموجودة والمشجعة للذات أي توزيعها ضمن اتجاهين منها ما هو إيجابي ومحفز بشكل أكيد ومنها ما هو سلبي وغير مشجع.
  • تأكيد جميع ما يعتقده المرء من معلومات وحقائق موضوعية وطبيعية عن الفعل والسلوكيات المتعلقة بالأصل عن الذات.

شارك المقالة: