مفهوم العملية المزدوجة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تم تطبيق مفهوم العملية المزدوجة في العديد من مجالات علم النفس بما في ذلك الإقناع والقوالب النمطية وإدراك الشخص والذاكرة والتفاوض، بشكل عام تفترض هذه النظريات في مفهوم العملية المزدوجة في علم النفس أن الناس سيفكرون في المعلومات بطريقة سطحية وعفوية نسبيًا ما لم يكونوا قادرين ومتحمسين للتفكير بعناية أكبر.

مفهوم العملية المزدوجة في علم النفس

مفهوم العملية المزدوجة في علم النفس هي مجموعة من النظريات في علم النفس الاجتماعي والشخصي والمعرفي التي تصف كيف يفكر الناس في المعلومات عند إصدار أحكام أو حل المشكلات، حيث تسمى هذه النظريات العملية المزدوجة لأنها تميز بين طريقتين أساسيتين للتفكير في المعلومات تتمثل في طريقة سريعة نسبيًا وسطحية وعفوية تعتمد على ارتباطات حدسية، ونمط أكثر عمقًا وجهدًا خطوة بخطوة يعتمد على التفكير المنهجي.

خلفية وتاريخ العملية المزدوجة في علم النفس

العملية المزدوجة مبنية على عدة أفكار رئيسية لها تاريخ طويل في علم النفس، على سبيل المثال يمكن في كثير من الأحيان تعيين طريقتين من التفكير الموصوفين من خلال العديد من نظريات العملية المزدوجة على طريقة من أعلى إلى أسفل مدفوعة بالأفكار لفهم العالم مقابل طريقة فهم تستند إلى البيانات من أسفل إلى أعلى.

حيث تتأثر الفكرة القائلة بأن الطريقة التي يفهم بها الناس العالم بشكل حاسم بالمعرفة التي يجلبونها إلى الموقف بحيث يبدأون من الأعلى أي في رؤوسهم في فهمهم، وكذلك بالمعلومات المقدمة داخل الموقف نفسه، يعود تاريخه إلى التمييز بين الإدراك والإحساس، على سبيل المثال عندما ينظر شخص ما إلى كتاب على طاولة.

تبني العملية المزدوجة أيضًا على مبادئ الجشطالت التي اكتشفها علماء النفس في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين، والتي تشير إلى أن الناس لديهم ميل طبيعي لجعل التجارب ذات مغزى ومنظم ومتماسك، فمن خلال التركيز على كيفية ارتباط شيء ما بالشيء التالي ورؤية الأنماط في الطريقة التي تتكشف بها الأحداث، يمكن للفرد فهم العالم الاجتماعي والتنبؤ به، مما يسمح له أو لها بالتوقع والتخطيط والتصرف بفعالية.

تم دمج هذه العناصر وغيرها في نظريات العملية المزدوجة في مجموعة متنوعة من المجالات، بدءًا من الثمانينيات غالبًا كمحاولة لفهم وتجميع النتائج أو النظريات المتضاربة في المنطقة، ففي الإقناع على سبيل المثال سمح تطوير نظريتين للعملية المزدوجة نموذج احتمالية التفصيل ونموذج الكشف عن مجريات الأمور للباحثين بتنظيم النتائج المعقدة في مجال تغيير المواقف والظروف وشرح لماذا تؤدي بعض المتغيرات أحيانًا إلى تغيير الموقف و في بعض الأحيان لا تفعل ذلك.

على سبيل المثال عندما يعتمد الناس على طرق مختصرة بسيطة وبديهية في تفكيرهم، فسيكونون أكثر إقناعًا من قبل خبير أكثر من غيرهم، حتى عندما لا تكون حجج الخبير جيدة جدًا، ومع ذلك عندما يعتمد الناس أكثر على المعالجة المنهجية والتصاعدية لجميع المعلومات المتاحة.

وبالمثل في مجال إدراك الشخص تم تطوير نموذج الاستمرارية لتشكيل الانطباع في محاولة للتوفيق بين وجهتي نظر متنافستين حول كيفية إدراك الناس للآخرين أحدهما يقترح أن يشكل الأفراد انطباعات بطريقة تصاعدية، مع إضافة الكثير من التقييمات المحددة حول شخص مستهدف لتكوين متوسط ​​إجمالي للانطباع، وآخر يدعي أن الأشخاص يشكلون انطباعات بناءً على الصور والأفكار النمطية أو الفئات الاجتماعية الأخرى مثل العرق والجنس.

حيث يشير نموذج الاستمرارية إلى أنه يمكن للأشخاص استخدام هذين الوضعين، ويحدد النموذج متى سيعتمد المدرك فقط على تصنيف أولي عام ومتى سيواصل التفكير بعناية أكبر حول شخص آخر بناءً على معلومات فريدة حول ذلك فرد.

أهمية ونتائج مفهوم العملية المزدوجة في علم النفس

مع تزايد شعبية نظريات العملية المزدوجة في علم النفس تم تبنيها من قبل المزيد والمزيد من مجالات علم النفس لوصف كيف يفكر الناس في المعلومات والتوصل إلى استنتاجات، حيث تختلف نظريات العملية المزدوجة بطرق مختلفة، على سبيل المثال يفترض البعض أن طريقتين للتفكير في المعلومات متنافيتان، بينما يقترح البعض الآخر أنهما يحدثان واحدًا تلو الآخر، أو حتى في نفس الوقت.

ومع ذلك فإن النظريات متشابهة أكثر من نظريات مختلفة.، أي أنهم يميزون عادة بين الوضع السريع والسطحي وطريقة التفكير المجهدة والمنهجية، كما أنها تحدد العوامل التي تؤثر على ما إذا كان الناس قادرين على التفكير مليًا في المعلومات ورغبتهم في ذلك، بالإضافة إلى ذلك يتنبؤون بكيفية تأثير استخدام كل وضع على نتائج مثل الأحكام والمواقف والقوالب النمطية والذاكرة.

النموذج الاسترشادي المنهجي لتغيير الموقف في مجال الإقناع مثل نظريات العملية المزدوجة الأخرى، يقترح النموذج الإرشادي المنهجي طريقتين مختلفتين من التفكير في المعلومات، تتضمن المعالجة المنهجية محاولات لفهم أي معلومات يتم مواجهتها تمامًا من خلال الانتباه الدقيق والتفكير العميق والتفكير المكثف على سبيل المثال التفكير بعناية في الحجج المقدمة والشخص الذي يتجادل وأسباب سلوك الشخص.

يتم تجميع هذه المعلومات واستخدامها لتوجيه المواقف والأحكام والسلوكيات اللاحقة، على سبيل المثال قد تتضمن المقاربة المنهجية للتفكير في الصراع قراءة أكبر عدد ممكن من تقارير المجلات والصحف لتعلم وتكوين رأي حول أفضل مسار للعمل في المواقف المختلفة، ليس من المستغرب أن يستلزم مثل هذا التفكير المنهجي قدرًا كبيرًا من الجهد الذهني، ويتطلب أن يكون الشخص قادرًا على تكريس قدر معين من الاهتمام للتفكير في القضية ويريد تكريس هذا الاهتمام، وبالتالي من غير المحتمل أن تحدث المعالجة المنهجية ما لم يكن الشخص قادرًا ومحفزًا للقيام بذلك.

بالنسبة للمعالجة المنهجية فإن المعالجة الاستدراكية أقل تطلبًا من الناحية العقلية وأقل اعتمادًا على امتلاك القدرة على سبيل المثال المعرفة الكافية والوقت الكافي للتفكير بعناية في المعلومات، ففي الواقع غالبًا ما يُطلق على المعالجة الاستدراكية اسم تلقائية نسبيًا لأنها يمكن أن تحدث حتى عندما لا يكون لدى الأشخاص الدافع والقدرة على التفكير عمداً في موضوع ما.

تتضمن المعالجة الاستكشافية التركيز على الإشارات التي يسهل ملاحظتها وفهمها بسهولة، مثل أوراق اعتماد المتصل على سبيل المثال يعتبر خبير أم لا، أو عضوية مجموعة المتصل على سبيل المثال ديمقراطي أو جمهوري، أو عدد الحجج المقدمة كثيرة أو قليلة، حيث ترتبط هذه الإشارات بقواعد القرار اليومية المُعلمة جيدًا والمعروفة باسم الاستدلالات.

ومن الأمثلة على ذلك الخبراء يعرفون أفضل و يمكن الوثوق بمجموعتي التي أنتمي لها وطول النقاش يساوي قوة الحجة، حيث تسمح هذه القواعد البسيطة والبديهية للناس بتشكيل الأحكام والمواقف والنوايا بسرعة وكفاءة، وذلك ببساطة على أساس الإشارات التي يمكن ملاحظتها بسهولة، وبقليل من التفكير النقدي، وقد تتضمن المقاربة الاستكشافية للنزاع بين المجموعات ببساطة تبني رأي خبير، بعبارة أخرى التفكير الاسترشادي هو ما يفعله الفرد عندما لا يكون لديه الكثير من القدرة أو الوقت للتفكير في شيء ما ويريد اتخاذ قرار سريع.


شارك المقالة: