مفهوم اللاوعي التكيفي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


مفهوم اللاوعي التكيفي في علم النفس:

يشير مفهوم اللاوعي التكيفي في علم النفس إلى حقيقة أن هذه العمليات التلقائية تطورت لأنها مفيدة للأشخاص الذين يعتمدون عليها، حيث يتعين على الناس معالجة كميات كبيرة من المعلومات على أساس يومي حتى يتمكنوا من العمل بفعالية والتنقل في عوالمهم الاجتماعية.

نظرًا لأن الناس لديهم كميات محدودة من الموارد المعرفية، فلن تكون هناك طريقة لمعالجة كل هذه المعلومات على مستوى واعي، بعبارة أخرى يمكن للناس فقط التفكير بوعي في كمية صغيرة جدًا من المعلومات التي يواجهونها، لذلك طور الأشخاص مجموعة من العمليات التلقائية التي يمكن أن تساعدهم على إنجاز جميع مهامهم اليومية.

تاريخ مفهوم اللاوعي التكيفي في علم النفس:

كان وجود وخصائص مفهوم اللاوعي مجالات مهمة للدراسة في الفلسفة وعلم النفس، حيث أنه على الرغم من أن العديد من الأشخاص ناقشوا العمليات اللاواعية قبل عمل سيغموند فرويد، فإن معظم علماء النفس يعترفون بأنه كان من أوائل الأشخاص الذين أدركوا أن العديد من العمليات العقلية تحدث دون وعي واعي؛ نظرًا لأن بعض أفكار فرويد لم يتم دعمها، فإن العمليات اللاواعية التي ناقشها تختلف نوعًا ما عن العمليات اللاواعية التي تشكل اللاوعي التكيفي.

من الصعب سرد جميع العمليات اللاواعية التي هي جزء من اللاوعي التكيفي لأن هناك الكثير منها، بعض العمليات غير واعية لأنها تطورت قبل أن يحدث الوعي، على سبيل المثال بعض أجزاء العقل البشري ببساطة لا يمكن فهمها بوعي، وليس لدى الناس وصول واعي إلى العمليات الإدراكية على سبيل المثال تتحول موجات الضوء إلى صور أو تتحول الموجات الصوتية إلى صوت، أو كيف تتشكل الذكريات، أو كيف يتوازن البشر أثناء المشي، أو كيف يتعلم الناس ويعالجون اللغة.

ومع ذلك فإن كل هذه العمليات تحدث، واللاوعي التكيفي هو الذي يسمح لها بالحدوث، وخارج هذه العمليات الحسية، هناك أيضًا عمليات ذات ترتيب أعلى تشكل جزءًا من اللاوعي التكيفي، حيث أنه غالبًا ما يعبر الناس عن المشاعر والشخصية، ويصدرون الأحكام والقرارات، ويشكلون الانطباعات والتقييمات، وتعلم المعلومات، وحتى متابعة الأهداف دون وعي أو انتباه واعي، وبالتالي فإن العمليات المعرفية التي تشكل اللاوعي التكيفي مفيدة ومعقدة.


شارك المقالة: