اقرأ في هذا المقال
- مفهوم علم النفس الاجتماعي النقدي
- الموضوعات الرئيسية في علم النفس الاجتماعي النقدي
- الفرق بين علم النفس الاجتماعي السائد والنقدي
مفهوم علم النفس الاجتماعي النقدي:
يعبر مفهوم علم النفس الاجتماعي النقدي عن مجال نفسي يدعو للتحرر في تطبيق العديد من المفاهيم والعوامل الاجتماعية، حيث أنه من العلوم الذي يعتني بالتوجه للعدل والمساواة وترك الأساليب التي تدعو للنقد السلبي وتهميش العديد من الأفراد وإهمال وجودهم كأفراد مهمين في تطور المجتمع.
يعتبر مفهوم علم النفس الاجتماعي النقدي من الميادين المهمة في علم النفس الاجتماعي، والذي يعتني بالقيام بجميع الإجراءات اللازمة؛ من أجل الحصول على نتائج مفيدة في القدرة على تغيير السلوكيات المتسلطة في اتجاه السلوك الإيجابي، والاهتمام في تنمية السلوكيات الإنسانية التي تعتبر مكبوتة ومهمشة والمساعدة على التخلص من جميع أشكال التحليل الكمي المتحيز من حيث النقد والتقييم وإلقاء المواقف الحرجة ذات الآثار السلبية.
يتعلق مفهوم علم النفس الاجتماعي النقدي بالعديد من المناهج التطويرية والتقويمية التي تساعد على الوصول للمساعي والرغبات التي تلبي الحاجات الأساسية والإيجابية للمجتمع والأفراد معاً، أي أنها تسعى لتحقيق التوافق النفسي والتكافل والمساواة في تحقيق الأهداف ذات المصلحة العامة، والتخلص من الأزمات النفسية وحل المشكلات المتعلقة بالمجتمع.
يساهم علم النفس الاجتماعي النقدي في التركيز على أهمية الفرد والعمل الفردي بجانب السلوك الجمعي الذي يقدمه الفرد ضمن الجماعة الخاصة به؛ وذلك لأن لكل فرد سمات شخصية خاصة به تؤدي للنظر في الاختلافات الفردية بينه وبين غيره من أعضاء الفريق المنتمي له، أي أن كل شخص مهم وذو مكانة عالية مهما كان الدور الذي يقوم به صغير فلا يكتمل المفهوم الجماعي بدون وجود هذا الدور الفردي.
الموضوعات الرئيسية في علم النفس الاجتماعي النقدي:
يلفت علم النفس النقدي الانتباه إلى العديد من الموضوعات التي تساهم في حصول النهضة والتباهي بالدور الاجتماعي للفرد، وحصول العدل والمساواة، تتمثل الموضوعات الرئيسية في علم النفس الاجتماعي النقدي من خلال ما يلي:
1- العوامل الاجتماعية:
يلفت علم النفس النقدي الانتباه إلى العوامل الاجتماعية التي تؤثر على الأشخاص والتي يتم تجاهلها أحيانًا في مناهج أخرى، أي أنه يؤكد على التأثيرات السياقية التي تشكل تجارب الشخص وسلوكه في المجتمع، على سبيل المثال حالة الإجهاد المرتبط بالعمل، قد يدرس علماء النفس التقليدي الفروق الفردية في مشاعر التوتر، ويمكن تطوير اختبار لتحديد الموظفين الأكثر عرضة للتوتر حتى يتمكنوا من الخضوع لنوع من التدريب على إدارة الإجهاد.
مما يجعلنا نلاحظ أن شرح المشكلة من منظور الأفراد يؤدي إلى حلول تركز على بعد واحد، ومع ذلك فإن علم النفس الاجتماعي النقدي يتخذ نهجًا مختلفًا ويأخذ في الاعتبار خصائص الوظيفة التي يعمل بها الفرد، أو العمل بشكل عام، التي تؤدي إلى الإجهاد والضغوط، أي تحديد جميع العوامل وليس عامل واحد فقط.
2- القوة:
تعتبر القوة هي موضوع مهم في علم النفس الاجتماعي النقدي، حيث يتمثل هدف البحث النفسي في تحديد وتحدي الأفكار والممارسات التي تدعم التمييز ضد الأشخاص على أساس خلفيتهم العرقية، والعمر والجنس والإعاقة وغيرها.
يعتبر النهج النسوي الذي يركز على المرأة ذو تأثير مهم على علم النفس الاجتماعي النقدي؛ لأنه يسلط الضوء على أن علاقات القوة في المجتمع مرتبطة بطرق التفكير والتصرف، حيث لاحظ علماء نفس المرأة أنه قد ارتبطت السمات النمطية الذكورية بالصحة العقلية، لكن الصفات الأنثوية لم تكن مرتبطة وسلبية، مما جعل علم النفس الاجتماعي النقدي يدعو للتحرر من أفكار أن القوة لشخص معين أو فئة معينة ضد الأخرى.
3- اللغة:
تعتبر أهمية اللغة في تشكيل طرق فهم الناس وتصرفهم في العالم فكرة أساسية، حيث تُفهم اللغة على أنها المعيار الأساسي للحياة الاجتماعية؛ لأنها إلى حد كبير من خلال التحدث في التفاعل والكتابة هي التي يدير بها الناس حياتهم، حيث يتم التأكيد على الطرق التي تبني بها اللغة نسخًا مختلفة من العالم، مما جعل علم النفس الاجتماعي النقدي يلاحظ كيف تشير الكلمات المختلفة إلى نفس الشخص ولكنه قام بتقييمها بطرق مختلفة.
الفرق بين علم النفس الاجتماعي السائد والنقدي:
يفترض علم النفس السائد عادةً أن الباحثين يمكن أن يكونوا موضوعيين أو مستقلين تمامًا عن الموضوع الذي يدرسونه، في المقابل، يشير علم النفس الاجتماعي النقدي إلى أن البحث النفسي ليس محايدًا تمامًا، ولا يمكن فصل الباحث الفردي عن المجتمع الذي ينتمي إليه، لذلك يتأثر بحثه بالمعتقدات والقيم الاجتماعية.
هناك دليل كبير على التحيز في ما يعتبر أمرًا مفروغًا منه حول علم النفس البشري، على سبيل المثال، في حالة اختبارات الذكاء، تم تفسير الدرجات الأقل من المجتمعات الأخرى على أنها تشير إلى الدونية الجينية وليس دليلاً على الخصوصية الثقافية للاختبارات.
الفكرة النظرية حول الأشخاص المنتشرين في علم النفس الاجتماعي السائد هي أن الأفراد هم معالجون للمعلومات، تُفهم القوالب النمطية، بما في ذلك المميزة، على أنها نتيجة طبيعية لجميع المعلومات التي يجب على العقل البشري معالجتها وقدراته المعرفية المحدودة.
يشير علم النفس الاجتماعي النقدي إلى أن نموذج معالجة المعلومات للتحيز فردي للغاية في التوجيه ويفشل في تفسير سبب تعرض مجموعات معينة وليس مجموعات أخرى للتفكير العنصري، ومن خلال اقتراح التحيز نتيجة طبيعية وحتمية لعمليات التفكير، تفشل وجهة النظر السائدة في تعزيز التغيير الاجتماعي الذي يتحدى العنصرية والتمييز.
تميل طرق البحث التي يفضلها علم النفس الاجتماعي السائد إلى أن تكون استطلاعات وتجارب حيث يتم تمثيل أفكار الناس وسلوكياتهم كمياً بواسطة الدرجات العددية، وتم انتقاد المشاكل المرتبطة بالطرق الكمية التقليدية لعدة أسباب، على سبيل المثال، فإن مقاييس وفئات البحث السائد تبسط بشكل مفرط تعقيد علم النفس البشري وتتجاهل التأثيرات الشخصية المهمة على الاستجابات.
ويتصرف الناس بشكل مختلف في أوقات وأماكن مختلفة، لكن الأبحاث السائدة تفترض أن استجابة الشخص في الاستطلاع أو التجربة مستقرة ودائمة، وفي حالة التجارب النفسية، غالبًا ما يتم خداع المشاركين بشأن الغرض الحقيقي من الدراسة، وهو أمر غير أمين وغير محترم.
في حين يشجع علم النفس الاجتماعي النقدي الأساليب النوعية، مثل الدراسات القائمة على الملاحظة والمقابلة، يتم استخدام مجموعة كبيرة من مصادر البيانات المستندة إلى اللغة، بما في ذلك التسجيلات الصوتية والمرئية للتفاعلات أو المقالات الصحفية أو الخطابات السياسية، ويستخدم علم النفس الاجتماعي النقدي البحث الإجرائي، الذي يكون الهدف فيه التغيير الاجتماعي لمجموعة أو مجتمع معين وهو نهج مميز.
تتمثل جوانب العمل النقدي التي تميزه عن علم النفس السائد في أنه يهدف عادةً إلى التأكيد على تنوع وتعقيد التجربة البشرية بدلاً من اكتشاف قواعد السلوك البسيطة، والنظر للمشاركين في البحث في سياقاتهم الاجتماعية بدلاً من فحصهم في بيئات تجريبية أكثر تحكمًا، وتحدي جوانب عدم المساواة في المجتمع بدلاً من إنتاج حقائق علمية حول الفكر والسلوك.