اقرأ في هذا المقال
- مفهوم هوية المجموعة في علم النفس الاجتماعي
- تاريخ وخلفية مفهوم هوية المجموعة في علم النفس الاجتماعي
- سياق ونتائج هوية المجموعة في علم النفس الاجتماعي
مفهوم هوية المجموعة في علم النفس الاجتماعي:
تشير هوية المجموعة في علم النفس الاجتماعي إلى شعور الشخص بالانتماء إلى مجموعة معينة دون عيرها، حيث يصف المفهوم في جوهره التأثير الاجتماعي داخل المجموعة الواحدة، قد يعتمد هذا التأثير على فئة اجتماعية معينة أو على التفاعل بين الأفراد بين أعضاء المجموعة.
يقدم مفهوم هوية المجموعة في علم النفس الاجتماعي تفسيرًا تحفيزيًا للتحيز داخل المجموعة، حيث يتم ربط الأحكام المتعلقة بالذات كعضو في المجموعة بنتيجة المقارنات الاجتماعية بين المجموعة داخل المجموعة والمجموعات الخارجية ذات الصلة، بالتالي من المفترض أن يرغب الناس في الحصول على صورة مرضية عن الذات وتقدير إيجابي للذات.
يعبر مفهوم هوية المجموعة عن التقييم الذاتي الإيجابي للفرد كعضو في المجموعة الذي يمكن تحقيقه من خلال التأكد من أن المجموعة داخل المجموعة مميزة بشكل إيجابي عن المجموعة الخارجية.
على الرغم من أن تحديد المجموعة لا يعتمد دائمًا على المنافسة، إلا أن تحديد هوية المجموعة في علم النفس الاجتماعي يعتمد على المقارنة الاجتماعية والمنافسة، فعادةً ما ينخرط أعضاء المجموعة في منافسة اجتماعية مع مجموعات خارجية لمحاولة جعل المجموعة داخل المجموعة مميزة بشكل إيجابي، على سبيل المثال في الحد الأدنى من التجارب الجماعية يُظهر الأشخاص تحيزًا ثابتًا تجاه تعظيم الربح داخل المجموعة ونحو تعظيم الربح التفاضلي لصالح المجموعة، حتى عندما يتضرر إجمالي الربح داخل المجموعة.
يتمثل مفهوم هوية المجموعة في علم النفس الاجتماعي في مجموعة الأفراد الذين يسعون جاهدين للحفاظ وتحقيق الشعور بالتميّز والإيجابية، التي تزيد من تميز الفرد كعضو في فريق معين وشعوره بالقيم التي تعود إليه، حيث أنه ينظر لمجموعته من منظور إيجابي بهدف تقدير واحترام الذات والمعرفة الزائدة عن النفس وعن المجموعات الثانية وما تقوم به؛ وذلك من أجل معرفة أهم المقومات والمهارات اللازمة لتحقيق التنافس والنجاح في التقدم عليهم.
تاريخ وخلفية مفهوم هوية المجموعة في علم النفس الاجتماعي:
من الناحية التاريخية درس علماء النفس الاجتماعي عمليات التأثير الاجتماعي المتعلقة بما إذا كانت النتائج الفردية أو الجماعية قد تم تعظيمها، اقترح دوروين كارترايت وألفين زاندر أن العلاقات بين الأفراد في مجموعة تجعلهم مترابطين على بعضهم البعض، بعدها وجد هارولد كيلي وجون تيبوت أن العلاقات بين أعضاء المجموعة كانت في كثير من الأحيان وظيفة أساس ونتائج التبادلات الشخصية، في ضوء ذلك يمكن للمقارنة الاجتماعية وقواعد التبادل والتواصل أن تصوغ روابط مشتركة بين أعضاء المجموعة الواحدة ومجموعات الصداقة هي أحد الأمثلة على كيفية إنتاج عمليات التأثير الاجتماعي لتحديد هوية المجموعة.
على النقيض من هذه الرؤية الديناميكية قدم جون تيرنر أن نظرية التصنيف الذاتي قدمت تفسيرًا قويًا لوقت ولماذا يتعاطف الأعضاء مع المجموعات، من هذا المنظور ينضم الأشخاص إلى مجموعات تمثل فئات اجتماعية فريدة وقوية في بعض الأحيان، حيث ينجذب الأعضاء إلى سلوكيات هذه المجموعات ويتأثرون بها.
بشكل عام يعمل كل من التأثير الاجتماعي والفئات الاجتماعية على إنشاء هوية جماعية، مثل الفرد الذي يدعم أو لا يدعم موضوع الجنسية والمهاجرة بين الدول المختلفة، الذي يتوجه للعديد من المواقف التي يكون من شأنها تغيير نظرة الفرد أو تطويرها نحو تشكيل هوية خاصة بمجموعة من القيم التي تدعم هذه الفكرة.
سياق ونتائج هوية المجموعة في علم النفس الاجتماعي:
أثبتت جينيفر كروكر وآخرين أن هوية الجماعة هي عبارة عن جزء من شعور الناس تجاه أنفسهم، حيث تسمح هوية المجموعة للفرد بالارتباط بشريحة أوسع من المجتمع، حيث أنه قد تنتج هذه الروابط مشاعر تتراوح من الكبرياء إلى التحيز، ففي بعض الحالات وخاصة التي تتمثل بالانتماء للفريق المحدد لكل شخص يكون الأفراد على استعداد للموت من أجل هويتهم الجماعية، حيث دفعت ردود الفعل العاطفية القوية هذه بعض المجموعات إلى محاولة إدارة هوية المجموعة.
في المواقف التي تنطوي على منافسة بين المجموعات قد ينفرد الأعضاء بأنفسهم عن المجموعة عندما يكون أداؤها أقل جودة من الآخرين، بدلاً من ذلك عندما تتلقى مجموعة تهديدات من فصائل خارج المجموعة، وقد يتفاعل الأعضاء عن طريق زيادة تحديد الهوية الجماعية لحماية قيمة المجموعة.
توجه هوية المجموعة في علم النفس الاجتماعي الأعضاء الذين يديرون التهديدات لقيمة المجموعة عن طريق تغيير بعض جوانب كيفية مقارنة المجموعة بالمجموعات الأخرى، حيث يقترح مايكل هوغ أن الاستراتيجيات المحددة التي تستخدمها المجموعة هي وظيفة لكيفية تنظيم المجموعة، على سبيل المثال الحدود والتكوين والسلطة، وتشير مجموعة متزايدة من الأبحاث إلى أن السياق الاجتماعي هو عامل مهم في عملية تحديد المجموعة وتحديد هوية المجموعة.
تؤكد بينيلوبي أوكس أن تصورات التشابه مع الآخرين في سياق اجتماعي معين توفر أساسًا لتفسير الذات على أنها جزء من مجموعة، وتصف كارولين بارتل طبيعة محادثات الناس بعد فترة وجيزة من هجمات عام 2001، ومن وجهة نظرها ركز الناس على تبادل المعلومات والتكهن بمن هو المسؤول ومناقشة كيفية تعامل المدينة مع هذه الأزمة، في هذا السياق أصبحت الهوية الجماعية تعبر عن مجموعة بارزة وملائمة للسياق شعر الناس تجاهها بإحساس متزايد بالانتماء في الأيام التي أعقبت هجمات مركز التجارة العالمي.
بالتركيز على نوع معين من هوية المجموعة والعضوية التنظيمية، قام كارولين بارتل بالتحقيق في كيفية تأثير الخبرات في التوعية المجتمعية على عملية تحديد هوية الموظفين المتطوعين، ووجدت أن المقارنات بين المجموعات مع العملاء أي التأكيد على الاختلافات والمقارنات داخل المجموعة مع أعضاء آخرين في المنظمة مع التأكيد على أوجه التشابه، غيرت كيفية تفسير الأعضاء للصفات المحددة لمنظمتهم، حيث أبلغ المشرفين عن تعاون شخصي أعلى وجهد عمل للأعضاء الذين أصبحت هويتهم التنظيمية أقوى، حيث تشير هذه النتائج إلى أن عمليات تحديد الهوية تعمل في سياقات العمل اليومية.
الهوية الجماعية هي أحد الأسباب التي تجعل الناس يتبرعون لأسباب خيرية، ويدعمون الأصدقاء والعائلة، ويظهرون سلوكيات إنسانية إيجابية تتمثل في تقديم مساعدة تجاه من يتعرفون عليهم، بدلاً من ذلك تشير مارلين بروير إلى أن هوية المجموعة في علم النفس الاجتماعي على وجه التحديد من خلال خلق عقلية نحن ضدهم، التي يمكن أن تنتج الصراع والتمييز والتحيز.
في النهاية وبشكل عام فإن مفهوم هوية المجموعة في علم النفس الاجتماعي تعبر عن كيفية دمج عضوية الفرد في المجموعة الواحدة، ودمجها مع العديد من المجموعات الثانية، وذلك بالنظر في مفهومنا الذاتي وكيف يؤثر ذلك على وجهات نظرنا للأعضاء الآخرين وغير الأعضاء في مجموعاتنا وكذلك أعضاء المجموعات المنافسة، مما يجعل من روح المخاطرة والتمييز والمنافسة من أهم أهداف الفرد كعضو في مجموعة محددة تسعى إلى تحقيق الوحدة والتعاون والتقدم.