نظرة الإرشاد المتمركز نحو الذات للاضطراب النفسي

اقرأ في هذا المقال


ترى هذه النظرية أنّ البشر عقلانيين، اجتماعيين، يتحركون إلى الأمام، واقعيين، هذه النظرة للإنسان تتميز بها المدرسة الإنسانية، الذي يُعتبر روجرز واحد من مؤسسيها. إنَّ البشر في طبيعتهم متعاونون وبناؤون، يمكن الوثوق بهم، عندما يتحررون من الدافعية فإنّ استجاباتهم تكون إيجابية متقدمة للإمام وبناءة.

نظرة الإرشاد المتمركز نحو الذات للاضطراب النفسي

إنَّ الاضطراب النفسي في الإرشاد المتمركز نحو الذات، ينتج عندما يفشل الفرد في استيعاب وتنظيم الخبرات الحسيَّة العقلية التي يمر بها، إضافةً إلى الفشل في تنمية المفهوم الواقعي للذَّات، وضع الخطط التي تتلاءم معه، لذلك أفضل طريقة برأي روجرز لتغيير السُّلوك هي تنمية مفهوم الذات الواقعي الموجب، حيث بينت الدراسات أنَّ مفهوم الذات يكون بعيداً عن الواقع لدى المرضى عقلياً.

إنّ أهم أسباب الاضطراب النفسي هو الإحباط، حيث إنّه يعوق مفهوم الذَّات، يهدِّد إشباع الحاجات الأساسية للفرد، كما إنَّ انضمام خبرة جديدة لديه ولا تتوافق مع الخبرات السابقة لديه تجعله في حالة اضطراب نفسي.

أساسيات الإرشاد المتمركز نحو الذات

الاهتمام بالخبرة: إنَّ الخبرات التي تتفق مع مفهوم الذات لدى الفرد ومع المعايير الاجتماعية، تؤدِّي إلى الرَّاحة والخلو من التوتُّر وإلى التوافق النفسي.

الخبرات التي لا تتفق مع الذات ومفهوم الذَّات، التي تتعارض مع المعايير الاجتماعية يدركها الفرد على أنَّها تهديد ويضفي عليها قيمة سالبة، عندما تدرك الخبرة على هذا النحو تؤدِّي إلى تهديد وإحباط مركز الذَّات والتوتُّر والقلق وسوء التوافق النفسي وتنشيط وسائل الدِّفاع النفسي، التي تعمل على تشويه المدركات والإدراك غير الدقيق.

الفرد: قد يرمز الفرد أو يتجاهل أو ينكر خبراته المهدّدة فتصبح شعورية أو لا شعورية.

السلوك: هو نشاط موجَّه نحو هدف من جانب الفرد لتحقيق وإشباع حاجاته، كما يخبرها في المجال الظاهري كما يدركه.

يعتقد معظم الباحثين أنَّ الإرشاد النفسي يتضمَّن موقف خاص بين المرشد والمسترشد يضع فيه المسترشد مفهومه عن ذاته كموضوع رئيسي للمناقشة. تؤدِّي عملية الإرشاد إلى فهم واقعي للذات، إلى زيادة التطابُّق بين مفهوم الذات المُدرك والمفهوم المثالي للذات، الذي يعني أنْ يتقبَّل الفرد الذَّات ويتقبل الآخرين والتوافق النفسي والصحَّة النفسيَّة.

تؤكِّد معظم الدراسات والبحوث، العلاقة والارتباط القوي بين مفهوم الذَّات والتوافق النفسي، إنّ سوء التوافق عن إدراك تهديد الذَّات أو إدراك تهديد في المجال الظَّاهري، أحدهما أو كلاهما، أنَّ الأفراد ذوي مفهوم الذَّات الموجب يكونون أحسن توافق من الأفراد ذوي مفهوم الذَّات السَّالب.

أسباب انتشار نظرية الإرشاد المتمركز نحو الذات

  • إنَّها تجذب المعالجين المستجدين؛ لسهولتها.
  • تتناسب مع الأسلوب الديمقراطي في إعطاء الحريَّة للعميل.
  • بداية العلاج تكون أسرع في إعطاء النتائج عن تغيُّر الشَّخص من التحليل النفسي.

أسباب انتشار هذه النظرية عند العالم هارير

  • تعتبر النظرية الذَّاتية نظرية تفاؤليَّة؛ لأنّها دائماً تحرص على التعبير البنَّاء والمفيد.
  • إنَّ النظرية الذاتيَّة تحرص دائماً على تغيير الشخصيَّة بصورة أسرع من تغيرها في نظرية الطبِّ العقلي.
  • التقدير الجيِّد الذي تملكه هذه النظرية وممثليها؛ ذلك لكثرة الأبحاث التي أجريت في نطاقها.
  • طريقة استعمالها تعتبر سهلة إذا ما قورنت بالنظريات الأخرى.

الإرشاد النفسي المتمركز نحو الذات، الذي طوره كارل روجرز، يعتمد على فكرة أن كل فرد لديه القدرة على فهم مشاكله وحلها وتطوير نفسه نحو تحقيق أهدافه الشخصية إذا تم تزويده بالبيئة المناسبة. ويعتبر هذا النموذج أن الاضطراب النفسي ينشأ عندما يكون هناك عدم توافق بين مفهوم الذات والخبرات الفعلية للشخص، مما يؤدي إلى توتر وقلق.

نظرة الإرشاد المتمركز نحو الذات للاضطراب النفسي

1- عدم التوافق بين الذات والخبرة: يحدث الاضطراب النفسي عندما يكون هناك فجوة بين ما يعيشه الشخص وما يؤمن بأنه هو عليه. هذا التناقض يسبب التوتر وعدم الرضا.

2- البيئة غير الداعمة: يعتقد روجرز أن الأفراد يواجهون صعوبة في التطور الذاتي عندما يعيشون في بيئة تفتقر إلى القبول غير المشروط والتعاطف. البيئة الداعمة تساعد على تقليل القلق وتسهيل الشفاء.

3- الحاجة إلى القبول: الأشخاص الذين يسعون إلى تلبية توقعات الآخرين على حساب رغباتهم الشخصية يكونون أكثر عرضة للاضطرابات النفسية. العلاج يركز على تشجيع القبول الذاتي.

4- العلاج كعملية دعم: في هذا النموذج، يكون دور المعالج هو تقديم دعم غير مشروط ومتعاطف، مما يساعد الشخص على استكشاف ذاته وفهم مشاكله دون خوف من الحكم أو الانتقاد.

الإرشاد المتمركز نحو الذات يهدف إلى تمكين الأفراد من الوصول إلى حالة من التوافق الداخلي وتحقيق التوازن النفسي من خلال التعرف على إمكانياتهم الحقيقية وتحقيق التقبل الذاتي.


شارك المقالة: