نموذج التأثير الاجتماعي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تمتع نموذج التأثير الاجتماعي في علم النفس باهتمام نظري وتجريبي كبير، حيث أنه من النماذج المهمة في الدراسات النفسية التي يعتمد عليها الباحثين في البحوث والدراسات الاجتماعية التجريبية، ولا تزال تلهم البحث العلمي المثير للاهتمام، حيث يميز نموذج التأثير الاجتماعي بين التصرفات الفردية التي تؤهل كل شخص ليظهر بشكل مهم في الفريق أو المجموعة التي ينتمي لها.

نموذج التأثير الاجتماعي في علم النفس

يقترح نموذج التأثير الاجتماعي في علم النفس أن مقدار التأثير الذي يختبره الشخص في إعدادات المجموعة، حيث أن هذا النموذج يعتمد على القوة المتمثل في القوة أو الحالة الاجتماعية للمجموعة كاملة، والفورية المتمثلة في المسافة الجسدية أو النفسية للمجموعة، وعدد الأشخاص في المجموعة التي تمارس التأثير الاجتماعي أي عدد المصادر، وبالتالي فإن المجموعة التي تضم العديد من الأعضاء بدلاً من عدد قليل من الأعضاء، وقوة عالية بدلاً من قوة منخفضة، وقريبة بدلاً من القرب البعيد يجب أن تمارس التأثير الأكبر على الفرد.

على العكس من ذلك إذا زادت قوة الشخص المعرض للتأثير الاجتماعي أي الهدف، فإن فورية المجموعة تتناقص أو إذا زاد عدد الأهداف، فإن مقدار التأثير الذي تمارسه المجموعة على الفرد ينخفض، لذلك فإن لنموذج التأثير الاجتماعي في علم النفس تطبيقات مباشرة للإقناع والطاعة.

يختلف نموذج التأثير الاجتماعي في علم النفس عن النماذج الأخرى للتأثير الاجتماعي من خلال دمج القوة والفورية، بدلاً من الاعتماد حصريًا على عدد المصادر، على الرغم من أن الانتقادات قد أثيرت إلا أن نموذج التأثير الاجتماعي في علم النفس كانت ولا تزال مهمة لدراسة تأثير المجموعة.

أدت إعادة صياغة نموذج التأثير الاجتماعي لاستيعاب تأثير الأهداف على المصادر أي نظرية التأثير الاجتماعي الديناميكي إلى زيادة مصداقيتها ونطاق الظواهر القابلة للتفسير، علاوة على ذلك فإن دفع نموذج التأثير الاجتماعي إلى المجالات التطبيقية في علم النفس الاجتماعي يستمر في تقديم وجهات نظر وتوقعات جديدة حول تأثير المجموعة.

اختبارات نموذج التأثير الاجتماعي في علم النفس

يعتبر نموذج التأثير الاجتماعي في علم النفس هيكل يقوم بشرح وتوضيح النتائج التي يمكن أن يتوصل لها الفرد من خلال السلوك الجمعي التفاعلي، وكيفية تحقيق الأهداف المشتركة بين جميع الأعضاء، لذلك من المهم توضيح بعض اختبارات نموذج التأثير الاجتماعي في علم النفس من خلال ما يلي:

عدد المصادر

يتوقع نموذج التأثير الاجتماعي في علم النفس أن يكون لمصادر متعددة تأثير أكبر على الهدف أكثر من تأثير مصدر واحد فقط، حيث دعمت الأبحاث النفسية بشكل عام هذا التوقع وأظهرت العديد من الدراسات أن الرسالة التي قدمها عدة أشخاص تمارس تأثيرًا أكبر من نفس الرسالة التي قدمها شخص واحد، ومع ذلك فإن تأثير المصادر المتعددة يكون صحيحًا فقط في ظل مجموعة شروط.

من هذه الشروط يجب أن تحتوي الرسالة المؤثرة على حجج قوية وليست ضعيفة، الحجج ذات الأسباب الضعيفة سواء تم تقديمها من قبل مصادر متعددة أم لا، تؤدي إلى تغيير طفيف في الموقف، ويجب أن يدرك الهدف أن المصادر المتعددة مستقلة عن بعضها البعض، حيث يختفي تأثير المصادر المتعددة إذا اعتقد الهدف أن المصادر تشترك في دماغ واحد، لن يكون الطرف المتواطئ في مثل هذه الحالات أكثر فاعلية من مصدر واحد.

نظرًا لتزايد عدد المصادر لن يكون لإضافة مصادر إضافية أي تأثير إضافي، على سبيل المثال يختلف تأثير أربع مصادر مستقلة اختلافًا جوهريًا عن تأثير مصدر واحد، لكن تأثير 12 مصدرًا مستقلًا لا يختلف جوهريًا عن تأثير 15 مصدرًا مستقلاً.

القوة والفاعلية

يعتبر إدراج القوة والفاعلية والفورية كمتغيرات فريدًا في نموذج التأثير الاجتماعي في علم النفس، حيث لا توجد نظرية تأثير اجتماعي أخرى تتضمن هذه المتغيرات، ويعد تحديد القوة والفاعلية في الدراسات البحثية أقل وضوحًا من تحديد عدد المصادر لكن التعريفات التشغيلية كانت متسقة نسبيًا عبر الدراسات، وعادةً ما يغير الباحثين قوة المصدر باختلاف العمر أو المهنة ويُفترض أن يكون لدى البالغين ذوي الوظائف المرموقة قوة أكبر من طلاب الجامعات الشباب البالغين، وعادةً ما يغير الباحثين مدى فورية وفاعلية المصدر إما باختلاف المسافة المادية بين المصدر والهدف أي أن المسافة الأقل تعني المزيد من السرعة أو في حالات العرض الإعلامي.

ولكن من المدهش أن هذين العنصرين من النموذج قد تلقيا تحقيقات تجريبية أقل بكثير من عدد المصادر، لذلك فإن تأثيرات القوة والفاعلية الفورية على التأثير أقل وضوحًا، ومنها ساعدت تقنية إحصائية تسمى التحليل التلوي والتي تسمح للباحثين بدمج نتائج العديد من الدراسات المختلفة معًا، الباحثين النفسيين في استخلاص بعض الاستنتاجات على الأقل.

عبر الدراسات النفسية تشير التحليلات التلوية لهذين المتغيرين إلى تأثيرات ذات دلالة إحصائية ذات حجم منخفض أي أن التأثيرات الاجتماعية على الرغم من وجودها بالتأكيد فإنها ليست قوية جدًا، علاوة على ذلك قد يبدو أن القوة والفاعلية الفورية تؤثران فقط في الدراسات التي تستخدم مقاييس التقرير الذاتي في علم النفس وتتلاشى آثار القوة والفاعلية الفورية عندما يتم فحص مقاييس السلوك الإنساني الأكثر موضوعية.

نظرية التأثير الاجتماعي الديناميكي في علم النفس

في شكلها التقليدي يتنبأ نموذج التأثير الاجتماعي بكيفية تأثير المصادر على الهدف، لكنها تتجاهل كيفية تأثير الهدف على المصادر، حيث تعتبر نظرية التأثير الاجتماعي الديناميكي هذه العلاقة المتبادلة، وتتنبأ النظرية بأن المواقف الشخصية للأفراد وسلوكياتهم وتصوراتهم ستميل إلى التجمع معًا على مستوى المجموعة، حيث يعتمد هذا التجميع على مستوى المجموعة على القوة والفورية وعدد مصادر التأثير الاجتماعي.

يؤدي التفاعل اليومي مع الآخرين إلى تغيير الموقف لدى الفرد، مما يساعد بعد ذلك في المساهمة في نمط المعتقدات على مستوى المجموعة، ودعماً للمكون الفوري لنظرية التأثير الاجتماعي الديناميكي.

اتجاهات جديدة لنموذج التأثير الاجتماعي في علم النفس

في الآونة الأخيرة دفع الباحثين نموذج التأثير الاجتماعي خارج مجالات الإقناع والطاعة إلى مجالات أكثر تطبيقية في علم النفس الاجتماعي، على سبيل المثال درست الدراسات النفسية الحديثة نموذج التأثير الاجتماعي في سياق سلوك المستهلك، ففي إحدى الدراسات قام الباحثين بتغيير حجم وقرب الوجود الاجتماعي في متاجر البيع بالتجزئة، وفحصوا كيف أثر هذا الوجود على سلوك التسوق.

علاوة على ذلك يبدو أن العديد من مبادئ نموذج التأثير الاجتماعي تتنبأ بالمشاركة السياسية، ووجدت إحدى الدراسات أنه مع زيادة عدد الأشخاص المؤهلين للتصويت، حيث تنخفض نسبة الأشخاص الذين يصوتون فعليًا بشكل مقارب، ويتوافق هذا الاكتشاف مع نموذج التأثير الاجتماعي، التي تتنبأ بتأثير هامشي متزايد للمصادر مع نمو عددها بشكل كبير جدًا.


شارك المقالة: