حياة الذئب الذي أسيء فهمه وصغيره

اقرأ في هذا المقال


نشأ معظمنا على سماع قصص عن الذئب الكبير الشرير، ولكن الذئاب ليست كبيرة أو سيئة حقًا، حيث إنّها ليست ضارة حتى للإنسان، فتنتمي الذئاب إلى نفس عائلة الحيوانات الكلبيات مثل الكلب الذي قد تمتلكه كحيوان أليف عائلي، وفي بعض الأماكن يعتبرون من الأنواع المعرضة للخطر أو المهددة بالانقراض، وهناك العديد من منظمات الذئاب والوكالات الحكومية التي تعمل على إنقاذ الذئاب وتثقيف الناس عنها.

مظهر الذئاب

هناك العديد من القصص عن الذئاب كونها كلاب برية يمكن ترويضها، بينما تشترك الذئاب والكلاب في العديد من السمات البيولوجية إلّا أنّها تختلف كثيرًا عن بعضها البعض، فيتم تربية الكلاب التي لدينا كحيوانات أليفة لتكون رفيقة لطيفة للإنسان، ولا تزال الذئاب حيوانات برية ويجب معاملتها على هذا النحو.

وفي بعض الأحيان تتكاثر الذئاب والكلاب ويطلق على الجراء اسم هجين الذئب، ومع ذلك فإنّ هذه الأنواع الهجينة عادة لا تصنع حيوانات أليفة جيدة، وهناك أسطورة أخرى مفادها أنّ بعض سلالات الكلاب مثل الهاسكي جزء من الذئب، ولكنها أقوياء البنية وهي مجرد سلالة أخرى من الكلاب المحلية مثل كلب بودل أو كلب مسترد ذهبي.

تختلف الذئاب جسديًا عن بعضها البعض، وقد يزن سكان الصحراء مثل الذئب الإثيوبي 25 رطلاً فقط (11 كيلوجرامًا)، ولكن يمكن أن يصل وزن الذئاب الرمادية الشمالية مثل سلالات التندرا والذئب في القطب الشمالي إلى 136 رطلاً (62 كيلوجرامًا)، ويمتد لون معطفهم مع طيف الألوان الأسود والأبيض الكامل مع اللون البني والبني المحمر.

هناك نوعان من الذئاب في أمريكا الشمالية وهما الرمادي والأحمر، فالذئاب الرمادية هي الأكثر انتشارًا وتعيش في أجزاء من الولايات المتحدة، ولكن كل كندا وكذلك أوروبا وآسيا وتنقسم إلى عدة أنواع فرعية، بما في ذلك الذئاب القطبية الشمالية والدينغو الأسترالية، وهي نوع فرعي يعيش في أي موطن تقريبًا هناك من الصحراء إلى غابه استوائيه، كما توجد الذئاب الإثيوبية فقط في مرتفعات إثيوبيا.

الموئل

كانت الذئاب قابلة للتكيف بشكل لا يصدق وقد سكنت في وقت ما تقريبًا كل أمريكا الشمالية وشمال أوروبا وشرق إفريقيا وآسيا، ويتحملون نطاقًا واسعًا من درجات الحرارة من -70 إلى 120 درجة فهرنهايت (-50 إلى 48.8 درجة مئوية)، وكل حواسهم متحمسة ويمكنهم الركض والتسلق والقفز والسباحة جيدًا، واعتمادًا على موطنها وفرائسها يمكن أن تتراوح مناطق الذئاب من 40 إلى 1000 ميل مربع (10360 إلى 258999 هكتارًا)، وأينما تعيش الذئاب فإنّها عادة ما تكون بعيدة عن البشر، وتميل الذئاب إلى توخي الحذر حول الناس وتتجنبنا إذا استطاعوا، واليوم توجد حديقة وطنية كبيرة أو منطقة برية حيث توجد معظم الذئاب.

النظام الغذائي

تأكل الذئاب اللحوم بشكل شبه حصري وتتغذى على أي شيء من الفئران إلى الموظ إلى ثيران المسك، وفي البرية رأى بعض المراقبين أنّهم يأكلون الطيور أو الفئران الصغيرة، ولكنهم يفضلون الفرائس الأكبر مثل الماعز أو الأغنام أو الغزلان، وتعمل الذئاب كفريق واحد لمهاجمة قطعان هذه الحيوانات الكبيرة، وغالبًا ما يلاحقون كبار السن أو الصغار أو المرضى؛ لأنّ قتلهم أسهل، وفي كثير من الأحيان يكون وليمة أو مجاعة للذئاب.

عندما يجدون الذئاب الطعام يأكلون بقدر ما يستطيعون، لأنّهم قد يذهبون لعدة أيام قبل الأكل مرة أخرى، ويمكن للذئاب أن تقتل فرائسها بفاعلية لأنّ لديها فكًا قويًا بشكل لا يصدق والذي يمكن أن يعض حتى أصعب جلود الحيوانات، كما يمكنهم كسر العظام الصلبة في بضع لدغات.

الحياة العائلية وصغار الذئاب

تعيش الذئاب في مجموعات عائلية تسمى الحزم، وتتكون العبوة عادة من ذكر وأنثى بالغين وصغارهم، ومتوسط ​​حجم القطيع هو 8 أو 9 ولكن تم العثور على مجموعات كبيرة تصل إلى 20 إلى 30 ذئبًا، وتتبع عبوات الذئب إشارات رأس الذكر والأنثى والتي تسمى ألفا، وفي أي عبوة يوجد واحد فقط من الذكور والإناث وغالبًا ما يكون لهذين الجراء صغار.

عادةً ما يكون ألفا هم من يتمتعون بأقوى مهارات القيادة وينظمون القطيع للصيد كمجموعة، كما تسمح أزواج ألفا للحزمة بالعمل كما لو كان بعقل واحد، وتحد الحدود الإقليمية المحددة بوضوح من القتال بين المجموعات وتقوم الذئاب باستمرار بدوريات ورائحة تحدد أراضيها وعواء أيضا يحدد الحدود الإقليمية.

الذئب الصغير يسمى الجرو فخلال موسم التزاوج تؤسس أزواج الذئاب أوكارًا، حيث يحضر كلا الوالدين طعامًا إلى المنزل ويُعتقد أنّ الزوج يظل متزاوجًا مدى الحياة، وعلى الرغم من أن ذكور وإناث ألفا فقط لديهم صغار فإنّ جميع أعضاء مجموعة الذئب يعتنون بالصغار، حيث تولد الجراء في وكر والذي يمكن أن يكون منخفضًا في الأرض أو العشب أو كهفًا أو جحرًا أو جذوعًا جوفاء أو شجرة ساقطة، ويمكن أن يتراوح حجم القمامة من 1 إلى 11، ويمكن نقل الجراء من عرين إلى آخر حسب الحاجة أثناء نموهم، كما إنّهم يرضعون في الأسابيع الأربعة الأولى من أمهم وواحدة أو أكثر من الإناث التابعين في العبوة.

يساعد جميع أعضاء المجموعة في واجبات مجالسة الأطفال أيضًا، ويتعلم الجراء اللغة المعقدة، التي تتواصل من خلال الطرق البصرية واللمسية والسمعية في سن مبكرة جدًا ويتم تدريسها من قبل جميع أعضاء المجموعة، ومن 5 إلى 10 أسابيع من العمر يضيفون الطعام المتقيأ من أعضاء العبوة الآخرين إلى نظامهم الغذائي، وبحلول عمر 10 أسابيع تكون الجراء جاهزة للطعام الصلب ولم تعد تعتمد على الحليب، بل تعتمد على الطعام الذي تأتيه العبوة لهم، وفي عمر ستة أشهر ينضم الصغار إلى البالغين في الصيد وعندما يبلغون من العمر عامين يعتبرون ناضجين.

لغة وصوت الذئاب

تتواصل الذئاب مثلها مثل العديد من الحيوانات الأخرى عن طريق تمييز الرائحة، حيث ترك بولها وبرازها على الأشجار أو الصخور، حيث ستجده ذئاب أخرى، وهناك العديد من الدراسات العلمية جارية لتحديد ما تعنيه هذه الرسائل، ويشمل الاتصال الصوتي مجموعة متنوعة من الأنين والهدير والنباح والأنين والصرير والعواء.

من أشهر الطرق التي تتواصل بها الذئاب هي العواء، وهي أغنية عاطفية تبدو رخيمة وحزينة وغامضة، ومع ذلك على عكس تلك الانطباعات فإنّ عواء الذئب هو احتفال، فالذئاب تحب تأليف الموسيقى، وعندما تؤدي مجموعة ما يبدأ ذئب واحد ثم بعد عواء واحد أو اثنتين ينضم الآخرون، ويسخنون ببعض العواءات الطويلة والمنخفضة ويعملون حتى سلسلة من العواء الأقصر والأعلى في جوقة مع الآخرين، وقد يستمر عواء المجموعة أكثر من دقيقة، كما إنّها طقوس حماسية وعاطفية ضرورية للحفاظ على الوحدة وروح المجتمع.

تعوي الذئاب لأسباب عديدة منفردًا أو جوقة، كما إنّهم يعوون عند الاستيقاظ من نوم طويل ويجمعون القطيع قبل الصيد، ويُلهم العواء الحماس ويساعد في مزامنة أنشطة العبوات، ويمكن أن يكون أغنية من العيد ويعلن عن القتل ويدافع عنه، وتعوي الذئاب أيضًا بعد اللعب المكثف والتفاعلات الاجتماعية أو لتوصيل المواقف أو البقاء على اتصال عند الانفصال، وينشئ العواء حاجزًا صوتيًا لتحذير الذئاب الأخرى للبقاء بعيدًا وتحديد الحدود والإشارة إلى الموقع وحجم العبوة والقوة، وفي بعض الأحيان تعوي الذئاب لمجرد التسلية.


شارك المقالة: