فيروسات تسبب التهاب الكبد

تُسبب العديد من الفيروسات الضرر لخلايا الكبد، وقد يكون هذا الضرر الناتج مؤقتاً أو دائماً، وينتج عن هذا الضرر التهاب داخل أنسجة الكبد ، ويسمى هذا الالتهاب باسم التهاب الكبد الفيروسي.

ما هو الكبد

• الكبد (Liver): هو عضو مهم جداً في جسم الإنسان، وهو ضروري لهضم الطعام وتخليص الجسم من المواد السامة، وينتج العصارة الصفراوية وهي عبارة عن مركب قلوي يساعد في تحطيم الدهون، وتساعد في عملية الهضم، ويتم تخزين هذه العصارة في المرارة، وهي عبارة عن كيس صغير موجود تحت الكبد.

• يتألف نسيج الكبد عالي التخصص، والذي يتكون من خلايا كبدية، ويتم تنفيذ الوظائف المختلفة للكبد بواسطة هذه الخلايا الكبدية.

• يُعتقد أن الكبد مسؤول عن ما يصل إلى 500 وظيفة منفصلة، وتكتمل هذه الوظائف بالاشتراك مع الأجهزة والأعضاء الأخرى.

ما هو التهاب الكبد الفيروسي

• التهاب الكبد الفيروسي (Viral hepatitis): هو التهاب في الكبد ناتج عن عدوى فيروسية ما.

• قد تظهر العدوى الفيروسية في الكبد كعدوى حديثة ووبشكل سريع وتسمى بالعدوى الحادة، أو قد تظهر من عدوى سابقة وبشكل بطيء وتسمى عدوى مزمنة.

أعراض التهاب الكبد الفيروسي

تتسبب الفيروسات المسؤولة عن التهاب الكبد في أعراض كثيرة، وتشمل هذه الأعراض:

• إن الإصابة بفيروسات التهاب الكبد قد لا ينتج منها أي أعراض على الجسم لمدة تتراوح سنوات عديدة، فقد يُصاب الشخص وينقل المرض لغيره دون علمه بذلك، ولكن في حالات أخرى قد تظهر الأعراض بعد أسبوعين أو 6 أشهر من الإصابة.

• إن أعراض الإصابة بكافة أنواع فيروسات التهاب الكبد واحدة، ولا يوجد اختلاف بينها، وتشمل هذه الأعراض: ارتفاع درجة حرارة الجسم، وفقدان الشهية، والغثيان والتقيؤ، والتعب  وفقدان أو فقدان الطاقة دون مبرر، وآلام في البطن تتراوح من خفيفة إلى حادة، وآلام في المفاصل، وتجمع السوائل في البطن، والإسهال وآلام البطن، اليرقان وهو حدوث اصفرار في الجلد و بياض العينين، وظهور البراز فاتح اللون بشكل متكرر، وظهور البول باللون الداكن، وظهور كدمات غير طبيعية أو نزيف.

فيروسات تُسبب التهاب الكبد

هناك العديد من الفيروسات التي تُسبب مشاكل في الكبد، وتكون إما ناتجة عن فيروسات أصابت الكبد نفسه، أو فيروسات نتج عنها أعراض ومشاكل في الكبد،  ومن أشهر هذه الفيروسات:

1. فيروسات التهاب الكبد الأكثر شيوعاً

• إن فيروسات التهاب الكبد الأكثر شيوعاً هي الفيروسات التي تُصيب عضو الكبد نفسه وتتكاثر في خلايا الكبد.

• تضم فيروسات التهاب الكبد خمسة أنواع وهي: فيروس التهاب الكبد A، وفيروس التهاب الكبد  B، وفيروس التهاب الكبد C وهو أخطرها، وفيروس التهاب الكبد D، وفيروس التهاب الكبد E.

• إن هناك فيروس افتراضي مرتبط بحالات معينة من التهاب الكبد، وقد ظهر في العديد من المرضى في التسعينات، وقد أطلق عليه فيروس التهاب الكبد F، ولكن لم يظهر بعدها.

• هناك فيروس مرتبط بفيروس التهاب الكبد الوبائي C يسمى فيروس GB virus C، وهو فيرو خطير يزيد من خطورة فيروس التهاب الكبد C.

2. فيروسات التهاب الكبد الأقل شيوعاً

• إن فيروسات التهاب الكبد الأقل شيوعاً هي الفيروسات التي كانت في مواقع أخرى من الجسم، ومع مرور الوقت أصابت الكبد وأدت إلى التهابه.

تضم فيروسات التهاب الكبد الأقل شيوعاً العديد من العائلات الفيروسية والتي يمكن أن تُسبب التهاباً في خلايا الكبد، وهي:

• عائلة الفيروسات الغدية، وعائلة فيروسات الإنفلونزا.

• عائلة الفيروسات التاجية مثل فيروس السارس.

• عائلة الفيروسات الصغيرة مثل فيروس بارفو B19.

• عائلة الفيروسات الرملية مثل فيروس غواناريتو، وفيروس لاسا، وفيروس لوجو، وفيروس جونين، وفيروس ماتشوبو، وفيروس سابيا.

• عائلة الفيروسات الخيطية مثل فيروسات الإيبولا، وفيروس ماربورغ.

• عائلة الفيروسات المصفرة مثل فيروس الحمى الصفراء، وفيروس الدنك، وفيروس مرض غابة كياسانور، وفيروس أومسك.

• عائلة الفيروسات الهربسية مثل الفيروس المضخم للخلايا، وفيروس إبشتاين بار، وفيروس الحُماق النطاقي، والفيروسات الهربسية  البسيطة 6 و 7 و 8.

• عائلة الفيروسات التنفسية المعوية اليتمية مثل فيروس حمى كولورادو، وفيروس الريو 3.

• عائلة الفيروسات البيكورناوية مثل فيروسات الإيكو.

• عائلة الفيروسات الراجعة مثل فيروس الإيدز.

• عائلة الفيروسات البونية مثل فيروس حمى القرم، وفيروس الكونغو النزفية، وفيروس دوبرافا، وفيروس هانتان، وفيروس بومالا، وفيروس حمى الوادي المتصدع، وفيروس سيئول.

• فيروس KIs-V وهو فيروس تم عزله في عام 2011 من أربعة مرضى، كانون يعانون من ارتفاع
  ألانين ترانس أميناز في الدم، مما يُسبب التهاب الكبد الحاد.

فيروسات التهاب الكبد والسرطان

• يتسبب فيروس التهاب الكبد الوبائي C  في التهابات حادة ومزمنة، والتي تعد سبباً رئيسياً لسرطان الخلايا الكبدية، والتليف الكبدي المتقدم وتليف الكبد.

• من المخاطر الرئيسية لتطور سرطان الكبد الفيروسي استمرار العدوى بفيروس التهاب الكبد C، وترتبط أعلى مخاطر لتطور سرطان الكبد بالعدوى المشتركة لفيروس التهاب الكبد B مع فيروس التهاب الكبد الفيروسي D، أو التهاب الكبد الفيروسي C، أو فيروس الإيدز.

• ون أهم عوامل الخطر التي تؤدي إلى تطور سرطان الكبد في التهاب الكبد المزمن هي أمراض الكبد المتزامنة، والنمط الجيني الفيروسي، وعوامل نمط الحياة ووجود السمنة ومرض السكري.

• أدت عوامل نمط الحياة مثل التدخين وتعاطي الكحول وشرب القهوة إلى تسريع التقدم إلى سرطان الكبد في التهاب الكبد الوبائي.

• إن الغرض من علاج التهاب الكبد C هو القضاء على العدوى الفيروسية، وتقليل انتقال العدوى إلى أشخاص آخرين وتقليل خطر الإصابة بسرطان الكبد.

طرق انتقال فيروسات الكبد

يمكن أن تنتقل الفيروسات المسببة لالتهاب الكبد بعدة طرق، ويعتمد ذلك على نوع الفيروس، وهذه الطرق هي:

• يمكن أن تنتقل الفيروسات المسببة لالتهاب الكبد عن طريق استنشاقها مع ذرات الهواء الملوثة بها.

• يمكن أن تنتقل الفيروسات المسببة لالتهاب الكبد عن طريق الطعام أو الماء الملوث مثل فيروس التهاب الكبد A و E،  وغالباً ما تكون هذه الفيروسات محدودة ذاتياً مما يؤدي إلى مرض حاد بدقة كاملة.

• يمكن أن تنتقل الفيروسات المسببة لالتهاب الكبد عن طريق الدم وسوائل الجسم مثل فيروس التهاب الكبد B و C، وتسبب هذه الفيروسات أمراض الكبد الحادة والمزمنة.

• يمكن أن تنتقل الفيروسات المسببة لالتهاب الكبد من الأم الحامل إلى الجنين أو الطفل أثناء الولادة.

• يمكن أن تنتقل الفيروسات المسببة لالتهاب الكبد من خلال ملامسة سوائل الجسم أثناء ممارسة الجنس.

• يمكن أن تنتقل الفيروسات المسببة لالتهاب الكبد من خلال الحقن غير الآمنة، ومن خلال عمليات نقل الدم غير الخاضعة للفحوصات.

طرق تشخيص فيروسات الكبد

يمكن تشخيص فيروسات التهاب الكبد عن طريق:

• الأعراض السريرية مثل اصفرار بياض العينين أو الأظافر أو الجلد أو الجسم.

• فحص تعداد الدم الكامل CBC.

• فحص وظائف الكبد.

• أخذ خزعة من الكبد وزراعتها، ثم رؤيتها تحت الميكروسكوب.

• استخدام فحوصات الكشف عن الأجسام المضادة مثل فحص ELISA.

• استخدام فحص PCR للكشف عن الأنواع والسلالات الفيروسية.

• تصوير الكبد باستخدام التصوير المقطعي المحوسب.

• إمكانية علاج التهاب الكبد الفيروسي: يعالج التهاب الكبد الناتج عن عدوى فيروسية ما بأدوية وعلاجات مختلفة، ويعتمد ذلك على نوع الفيروس المسبب للالتهاب، لذلك يُعتبر التشخيص الدقيق لهذه الفيروسات مهم جداً، وكما تتوافر لقاحات لبعض أنواع فيروسات التهاب الكبد.