ما هو النزاع الدولي؟

اقرأ في هذا المقال


لقد عرف البشر منذ بداية وجودهم على سطح الأرض أنواع الصراع والتناقض، سواء كان هذا الصراع بينه وبين محيطه أو بينه وبين نوعه، حيث كان مرغوباً بشكل دائم مواجهة هذه التحديات والخروج منهم في سبيل تحقيق مصالحه والاستمرار، ثم أصبح مطلوباً تحقيق مصلحة عائلته ثم قبيلته ثم وطنه وكل هذا ما أصبح يسمى اليوم بأزمة أو صراعات مختلفة.

لمحة عن النزاع الدولي:

النزاعات الدولية ظاهرة قديمة ترجع إلى بروز الدول القومية وقد اتسمت العلاقات الدولية بهذه الظاهرة على مدى فترات زمنية متعددة، حيث تنوعت النزاعات الدولية وتضاعفت ممّا زاد من تعقيدها.

لقد عرف المجال المعرفي لتحليل الصراعات الدولية البعض من المحاولات الفكرية التي حاولت دراسة الظاهرة بكل أطرافها المتنوعة من صراع إلى آخر، لذلك تعدد المنظرون والباحثون في دراسة الصراعات الدولية واختلفت الأفكار والمفاهيم التحليلية من باحث إلى آخر، في محاولة لتفسير سلوك الصراع من خلال النماذج المختلفة.

وتتميز الصراعات الدولية بأنها ظاهرة اجتماعية – سياسية شديدة الفهم والتلاحم بسبب حركتها وديناميتها وتنوع أطرافها بين داخلي وخارجي، حيث يؤدي إلى تنوع أسبابها ومظاهرها وأبعادها وهي كما يصعب متابعة تفاعلاتها في حال صعودها.

مفهوم النزاع الدولي:

يعتبر خلاف بين بلدين على قضية قانونية أو حادث محدد أو بسبب عدم توافق الآراء القانونية أو مصالحهما.

ولقد تنوعت  الأسباب والموت واحد ذلك هو حال الدول التي تتنازعها للأسف الشديد الحروب والنزاعات والصراعات المسلحة والأزمات الداخلية، التي أصبحت بعض البلدان على أرض البسيطة مصابة بها وتقودها إلى فوهة البركان مباشرة ودون سابق إنذار، فيما تتشكل في سماء بعض الدول غيوم لحظات الانفجار تبعاً لحسابات الربح والخسارة والتوهم بتحقيق النصر.

ومن الأمثلة على أرض الواقع في سوريا هو بداية للانفجار الذي توقع به هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركي السابق في توصياته للكيان الصهيوني؛ كي يتم استعباد العرب بإشعال حروب محورية لا تبقي ولا تذر، حيث تقوم العولمة بلعب الدور التي تجعل الأحداث التي تجري في أجزاء متعددة من العالم مترابطة مع بعضها البعض دوراً في تأجيج الحروب، حيث أنها تعمق الفجوة بين البلدان الغنية والفقيرة وبين الفقير والغني داخل الدولة نفسها.

ولذلك يؤدي التفاوت في الثروات إلى الشعور بالاستياء ويُعدّ من العوامل الأساسية التي قد تقود إلى الحروب، فإن من أسباب النزاعات عدم العدل والمساواة بين الأفراد بالإضافة إلى غياب سلطة القانون وسلطات الدولة.

أسباب النزاع الدولي:

  • الأسباب البعيدة: مهمة ولكن من غير المحتمل أن تبلور الصراع وتعلن عنه؛ لأنها لا تحقق سوى أفعال ذات طبيعة عامة وتقدمية وتتجسد عادة في وجود معتقدات متضاربة.
  • الأسباب المباشرة: فتؤدي إلى تبادل الادعاءات المعاكسة، حيث إنهم يتخذون إجراءات أكثر منهجية ويطرحون على الساحة الدولية كيفية إزالة التوتر ومنع الأزمات، أيضاً تلاحظ الأسباب المباشرة في أزمات محدودة أو على مستوى المرحلة الأخيرة من صراع طويل ويمكن أن تكون مفاجئة وتحمل معها التهديد والخطر.

أنماط النزاع الدولي:

هناك نمطين من المنازعات الدولية:

  • أولاً: وهي الأخطر لأنها تستهدف العناصر الرئيسية للدولة مثل: الإقليم والسكان والسلطة.
  • ثانياً: الهدف التشكيك في سلوك الدولة في علاقاتها الخارجية فتكون رهاناتها أقل، حيث يمكن إنهاؤها إما بالطرق القانونية أو بالاتفاق.

مصادر النزاع الدولي:

  • المصادر النفسية الفردية: هذا الميل يجد أساسه في غريزة الحب والسيطرة وفي الاندفاع نحو الانتقام والتوسع والمخاطرة، حيث توفر النزاعات والحروب والنزاعات أفضل فرصة لإشباع هذه الدوافع والميول المتأصلة في أعماق الطبيعة البشرية نفسها.
  • المصادر الإيديولوجية: تجسد المعارضات في المجتمع الدولي الحقيقة الأساسية التي تنبع من كافة صور النزاعات الدولية القديمة والحديثة.
  • المصادر المتعلقة بالنظام السياسي الداخلي وغيرها من النظام الدولي: الأنظمة الدكتاتورية بحكم عقيدتها، وبسبب الدوافع التي تحركها والأهداف التي تهدف إليها والطرق التي تتبعها هي المصدر الرئيسي والأكبر الذي يكمن وراء تصعيد الصراع في المجتمع الدولي.
  • مصادر متعلقة بالتدخل في الشؤون الداخلية والخارجية للدول: التدخل يعد تعريض الدولة للشؤون الداخلية أو الخارجية لبلدة أخرى من غير التعرض لمبرر أو أساس قانوني، حيث غالباً ما يكون الغرض منه رغبة دولة قوية في إملاء سياسة معينة أو طلب مسألة محددة من دولة ضعيفة.

فالتدخل له أشكال وأشكال عديدة قد يكون سياسياً أو عسكرياً وقد يكون فردياً أو جماعياً وقد يكون علنياً أو مقنعاً، حيث أن أشهر أنواع التدخل هو التدخل العسكري والإيديولوجي والسياسي والإنساني والمالي.


شارك المقالة: