ما هي الثورة البلشفية؟

اقرأ في هذا المقال


ترأس البلاشفة المرحلة الثانية من الثورة الروسية سنة 1917 بقيادة فلاديمير لينين، وقائد الجيش الأحمر ليون تروتسكي والحزب البلشفي بأكمله والجماهير العاملة على أساس أفكار كارل ماركس وتطورها.

لمحة عن الثورة البلشفية:

لفلاديمير لينين لإقامة دولة اشتراكية وإفشال الحكومة المؤقتة كانت الثورة البلشفية أول ثورة شيوعية في القرن ال 20 بعد الميلاد، حيث أعلنت الثورة عن قيام الاتحاد السوفييتي الذي أصبح فيما بعد أحد القوى العظمى في العالم إلى جانب الولايات المتحدة.

أسباب الثورة البلشفية:

دفعت سياسات الحكومة الروسية المؤقتة البلاد إلى حافة كارثة والاضطرابات في الصناعة والنقل وزيادة الصعوبات في الحصول على الأحكام، حيث قل إجمالي الإنتاج الصناعي في سنة 1917 بأكثر من 36% مما كان عليه في سنة 1916.

في الخريف تم إغلاق ما يصل إلى 50% من جميع الشركات في جبال الأورال ودونباس والمراكز الصناعية الأخرى، مما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة، ففي غضون ذلك ارتفعت تكلفة المعيشة بشكل حاد والأجور الحقيقية للعمال أقل بنحو 50% مما كانت عليه في سنة 1913، حيث ارتفعت ديون روسيا في أكتوبر 1917 إلى 50 مليار روبل ويبلغ الدين المستحق للحكومات الأجنبية أكثر من 11 مليار روبل وكانت البلاد تواجه الإفلاس.

تسلسل أحداث الثورة البلشفية:

في مذكرة دبلوماسية في 1 مايو  أخذ وزير الخارجية مالكوف وأعرب عن رغبة الحكومة المؤقتة في مواصلة التزامها تجاه الحلفاء، ومواصلة الحرب ضد قوات المحور حتى انتصار روسيا مما أثار استياء واسع النطاق، ففي 1 – 4 مايو نظم حوالي 100000 عامل وجندي في بطرسبورغ وبعدهم عمال وجنود من مدن أخرى، بقيادة البلاشفة مظاهرات تحت لافتات كتب عليها “تسقط الحرب” وكل السلطة للسوفييت والجماهيرية، حيث أغرقت المظاهرات الحكومة الانتقالية في أزمة.

في الأول من تموز جمع حوالي 500 ألف عامل وجندي في سانت بطرسبرغ شعارات “كل السلطة للسوفييت” و “تسقط الحرب” و “يسقط عشرة وزراء للرأسمالية”، حيث بدأت الحكومة المؤقتة هجوماً ضد الألمان في 1 يوليو لكنها سرعان ما تنهار، حيث عزز خبر الهجوم وانهياره نضال العمال والجنود وبدأت أزمة جديدة في الحكومة المؤقتة في 15 يوليو.

بدأ الجنود مظاهرات عفوية في 16 تموز من أجل المطالبة بسلطة أوسع للسوفييت وقدمت اللجنة المركزية لحزب العمل الاشتراكي الديمقراطي الروسي القيادة للحركات العفوية، ففي 17 يوليو شارك أكثر من 500000 شخص في مظاهرة سلمية في سانت بطرسبرغ، أيضاً شنت الحكومة المؤقتة بدعم من المناشفة هجوماً مسلحاً على المتظاهرين وقتل 56 شخص وجرح 650.

بدأت مؤامرة ضد الحكومة بقيادة الجنرال كورنيلوف الذي كان القائد العام للقوات المسلحة منذ 18 تموز، الذي اعترض على سياسة كيرينسكي، فيما وصفه بحل الجيش وهزيمته في الحرب وقاد الموالين له وحدات إلى سان بطرسبرج للإطاحة بالحكومة المؤقتة، أيضاً استجابة لنداء البلشفية بدأت الطبقة العاملة في موسكو إضراباً لحوالي 400 ألف عامل.

اجتاحت موجة من الإضرابات والمظاهرات الاحتجاجية موسكو من قبل الموظفين في كييف وخاركوف ونيجني نوفغورود وإيكاترينبرج ومدن أخرى، ففي 25 أغسطس بدأ كورنيلوف اليميني تمرداً عسكرياً وبدأ يتحرك في اتجاه سانت بطرسبرغ، حيث ناشدت اللجنة المركزية لحزب العمل الاشتراكي الديمقراطي الروسي في 27 أغسطس العمال والجنود والبحارة بالتوجه إلى بطرسبورغ للدفاع عن الثورة.

قام الحزب البلشفي بتعبئة الناس وتنظيمهم لهزيمة التمرد وتوجه الحرس الأحمر إلى العاصمة التي بلغ عدد قواتها حوالي 25 ألف مقاتل، بالإضافة إلى حامية المدينة وبحارة أسطول بحر البلطيق وعمال السكك الحديدية والعاملين في هزمت موسكو ودونباس والأورال والجنود في المقدمة والمؤخرة، الذين تمكنوا من هزيمة الجنرال كورنيلوف زعيم التمرد على يد العمال غير المنظمين، لكن هذا يشير إلى ضعف الحكومة المؤقتة، التي كان عليها أن تطلب مساعدة البلاشفة، بينما أدت قوة البلاشفة إلى زيادة قوتهم.

في 31 أغسطس اجتاح البلاشفة انتخابات اتحاد العمال السوفييتي من بريانسك وسامارا وساراتوف ومينسك وكييف وطشقند ومدن أخرى، ففي الأول من سبتمبر تلقت اللجنة التنفيذية المركزية السوفييتية طلبات من 126 مجلساً سوفييتياً محلياً تحثها على الاستيلاء على السلطة بأيديها.

في أيلول وتشرين الأول 1917 كانت هناك إضرابات من قبل العمال في موسكو وسانت بطرسبرغ وعمال المناجم من والحدادين من الأورال وعمال النفط في باكو وعمال السكك الحديدية في 44 سكة حديد، ففي هذه الأشهر وحدها شارك أكثر من مليون عامل في الإضراب، ويتحكم العمال في الإنتاج والتوزيع في العديد من المصانع.

في 10 تشرين الأول 1917 صوتت اللجنة المركزية للبلاشفة بـ 10 ضد 2 لصالح قرار يقول إن “الانتفاضة المسلحة حتمية، وقد حان الوقت لذلك بالضبط”، ففي 23 أكتوبر 1917 قام الثوار اليساريون بقيادة جيان بانتفاضة في تالين عاصمة إستونيا.

في ليلة 26 – 25 تشرين الأول تم شن الهجوم على قصر الشتاء في القيصر، والذي كان يحرسه القوزاق وكتيبة من النساء التي تم القبض عليها دون مقاومة واسعة، حيث أسفرت الحكومة الجديدة التي ألفتها البلاشفة خروج روسيا من الحرب العالمية ورغبتها في توقيع اتفاقية انفصالية مع ألمانيا.

كما أصدر البلاشفة الذين اغتصبوا السلطة في البلاد قرارات بمصادرة أراضي الإقطاعيين الكبار ومصانع الرأسماليين، بالإضافة إلى إعلان حق شعوب الإمبراطورية الروسية في الانفصال عنها، ففي وقت لاحق من الثورة صورت حكومة الاتحاد السوفييتي أحداث أكتوبر على أنها أضرار أكبر بكثير مما كانت عليه الحال في الواقع.

في 12 تشرين الثاني سنة 1917 أجريت في روسيا انتخابات الجمعية التأسيسية البرلمان، لكن الحزب البلشفي لم يحصل على أغلبية الأصوات واعتمد على ذلك، بعد أن رفض نواب البرلمان الموافقة على مراسيم الحكومة البلشفية تم حل الجمعية التأسيسية بالقوة في يناير 1918، مما أثار احتجاجات من قبل القوى الديمقراطية في البلاد لكن البلاشفة أمروا بإطلاق النار على المظاهرة السلمية مما أسفر عن مقتل 21 شخصاً على الأقل.

الهدف من الثورة البلشفية:

تحقيق المساواة بين جميع طبقات الشعب من جميع النواحي والقضاء على الرأسمالية الإقطاعية وتحقيق الاشتراكية والعمل الاشتراكي الموحد.

نتائج الثورة البلشفية:

  • تمت الموافقة على مجلس مفوضي الشعب كأساس للحكومة الجديدة.
  • وافق مجلس مفوضي الشعب على سلسلة اعتقالات طالت قادة المعارضة وقادة المناشفة والحزب الاشتراكي الثوري وسجنهم في قلعة بول وبطرس.
  • في 20 ديسمبر أنشأ لينين لجاناً استثنائية لمحاربة الثورة المضادة والتي أطلق عليها فيما بعد اسم She-Ka، التي كانت تعتبر نقطة انطلاق للقضاء على البلاشفة على جميع أعدائهم وخصومهم، حيث بدأت تلك اللجان الاستثنائية في ممارستها الإرهاب الجماعي ضد ممثلي الطبقات الغنية والمتوسطة في المجتمع الروسي والمثقفين ورجال الدين والضباط.
  • تأميم جميع البنوك الروسية.
  • وصودرت الحسابات المصرفية الخاصة.
  • أعطيت التحكم في المصانع للسوفييت.

شارك المقالة: