ما هو التباعد الصفائحي الحديث للقشرة الأرضية

اقرأ في هذا المقال


التباعد في الصفائح المشكلة للبحر الأحمر:

لاحظ الجيولوجيين حدوث تباعد حديث في الصفائح القارية على القشرة الأرضية، فعملوا على دراستها مفسرين سبب حدوث هذا التباعد، ومن أهم الأمثلة على التباعد الحديث هو تمزق البحر الأحمر.
يحتوي البحر الأحمر (الذي يقع إلى الشمال من الانهدامات الأفريقية) على جميع مميزات الانهدام، إلا أنه لا يختلف عنه إلا بأنه ذو أبعاد أكبر وانخفاض أعمق، حيث إن هذه الاختلافات سمحت للبحر بالاجتياح، وفي الواقع فإن تحول هذا الانهدام إلى ذراع بحري يدل على اختلافات هامة.
ومن خلال الدراسات الجيوفيزيائية (الجاذبية المغناطيسية والاهتزازية) توضّح أن الانخفاض المحوري للبحر الأحمر هو ذو قشرة محيطية، أما في الانهدامات الأفريقية فتكون القشرة قارية ولكنها مرققة بشكل بسيط، كما أنها تكون محيطية تماماً في محور انخفاض البحر الأحمر.
هذا الوضع يمكن تفسيره بسهولة، ولذلك يكفي أن نفترض أن البحر الأحمر استمر في الخضوع لتباعد البلوكات التي تحيط به بعد أن مر بمرحلة الوادي الانهدامي، وبدءاً من انزياح هذه البلوكات فإن الانهدام تجزأ وتشقق تماماً، وهذه الشقوق كانت تُملأ بمواد عميقة تكثر شيئاً فشيئاً، بحيث أن نطاقاً مركزياً مكوناً من ماغما عميقة ستتشكل في مركز الانهدام.
وبالخلاصة فإنه يمكن افتراض أنه في حالة الوديان الانهدامية يكون التطاول ضعيفاً (من رتبة 10 كيلو متر)، ولكنه في حالة البحر الأحمر هام وكبير (من مرتبة 100 كيلو متر)؛ الأمر الذي يولد تمزقاً للقشرة، كما أنه يُملأ بالماغما من أصل عميق كلما تشكل وزاد في الاتساع.
البحر الأحمر يقدم لنا إذاً مرحلة متطورة من التباعد، فهو يبين لنا كيف يمكن للصفيحة القارية أن تتجزأ وتنقسم إلى صفيحتين؟ وكيف يمكن لإحدى هاتين الصفيحتين الجديدتين أن تنفصل وتبدأ حركتها الانزياحية؟

التباعد الصفائحي الحديث في أوروبا الغربية:

إن الصفيحة الأوروبية هي محددة ومخططة من البحر المتوسط وحتى بحر الجنوب، وذلك بواسطة حفر انهيارية بشكل مشابه تماماً للأودية الانهدامية للقارة الأفريقية، إن حفرتي رينان وليمان (Rhenan and limagne) هما الأكثر شهرة بينها جميعاً.
ويلاحظ كما في أفريقيا أن البنيات التباعدية تكون مرافقة باندفاعات بركانية وخاصة في الكتلة المركزية الفرنسية، حيث تصطف سلاسل (puys) المعروفة على امتداد هذه التكسرات وخاصة بالنسبة لحفرة الرينان، فإن القشرة والمعطف العلوي يعانيان من اضطرابات نتيجة لهذه البنيات.
ويعود التباعد هنا إلى عمر أقدم، فقد ظهر في الأوليغوسين، وهناك اختلاف آخر هو أن التباعد لا يصيب الصفيحة الأوروبية فقط، فهو في الجنوب يعقب تشكل الجبال البيرينية في الثلاثي الأسفل.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: