أهمية التكتونية الرسوبية في علم الطبقات

اقرأ في هذا المقال


ما هي أهمية التكتونية الرسوبية في علم الطبقات؟

من خلال دراسة ظاهرة الجوسنكلاين تم استنتاج العديد من الآراء العامة والواسعة عن السلوك الحركي للراسخ (الراسخ هو الجزء الأوسط الواسع من القارة، كما أنه يُعبر عن الأجزاء المستقرة من الأحواض المحيطية)، وتوضح أن جميع درجات الحركة الأرضية التكتونية تحدث في آن واحد وذلك خلال دورة أساسية رسوبية.
إن درجة الحركة الأرضية التكتونية قد تتحكم جزئياً في حركة البيئات الرسوبية من خلال تحكمها بخط الساحل، كما أنها تتحكم جزئياً في طول المدة التي تتفاعل فيها البيئة مع الترسبات قبل دفنها، لذلك إن التكتونية والبيئة لهما علاقة متداخلة، حيث أن المزج بين التكتونية وعلاقتها بالبيئة يحدد الصفات النهائية للرسوبيات المتجمعة بشكل كبير.
هذه الأمور جميعها تعتمد اعتماداً كبيراً على التحليل الطبقي؛ إذ أن مبادئ المضاهاة يجب أن تكون واسعة بما يكفي لمقارنة ومضاهاة الفترات الطبقية عبر الحدود التكتونية إلى الرسوبيات التي تكون تحت ضروف بيئية وتكتونية مختلفة في آن واحد، إن مشكلة مضاهاة خطوط الزمن من خلال طرق معقدة ليس أمراً سهلاً.
كما أن العديد من الوحدات الصخرية التي تحتفظ بصفاتها اللثولوجية الصخرية بشكل مستمر والتي تقطع خط الزمن الجيولوجي (مثل تكوين البلالمبو الكريتاسي أو التكاوين الجوراسية الكريتاسية)، قد تمثل الغزو المستمر لمنطقة ما من قبل بعض الظروف البيئية التكتونية المعلومة، ومن الممكن أن يتكون حوضاً راسخاً محلياً ويتوسع مع الزمن حاملاً مراحل تكتونية إلى مناطق أوسع.
ومن الممكن أن يتوسع رف قاري مستقر خلال المراحل النهائية لدورة رسوبية أساسية ممتداً عبر الحوض الراسخي البيني، وقد يمتد إلى الحزام المحيطي الجيوسنلاني، مما نستنتج أن علم الطبقات بأوجهه الواسعة قد تطور نتيجة للتطورات في حقل تكتونية الرسوبيات، إن مشاكل المضاهاة الإقليمية والتحليل الطبقي العام التي لا يمكن حلها بسبب أدلة متضاربة أو غير واضحة من الممكن أن يتم حلها أو حل جزء كبير منها من خلال الاعتماد على الهيكل الجديد للتحليل الناتج من دراسة تكتونية الرسوبيات.

الحركات الأرضية والبيئات الرسوبية:

تسائل الجيولوجيين عن الأهمية النسبية للحركات الأرضية وتشكيل الرسوبيات والبيئات التي تتحكم بالصفات الرسوبية، ولا يمكن الإجابة عن هذه التساؤلات بطرق مبسطة، ومن المهم معرفة أن صفات الصخور الرسوبية تعتمد على العديد من العوامل.
ومن هذه العوامل: (طبيعة صخور المصدر، الوضع الطبوغرافي والفروقات الارتفاعية في المناطق المصدرية، توزيع العوامل الحركية فوق منطقة المصدر ومنطقة الترسب، شدة الحركة في كل عنصر تكتوني، العوامل الجيولوجية التي تنقل الفتات الصخري إلى مراكز الترسب وأخيراً نماذج وأنواع البيئات في منطقة الترسب).
ففي حال تم إضافة عوامل المناخ للعوامل السابقة فإنها قد تعمل على تغيير درجة تجوية الصخور المصدرية، أو أنها تقوم بتحديد سريان المياه وتداورها في مناطق الترسب، كما أن المناخ قد يكون المتحكم في ترسيب صخور المتبخرات، يوجد تعقيدات إضافية قد تنشأ في تداخل الترسبات الفتاتية مع الترسبات غير الفتاتية في أي جزء من أجزاء البيئة الرسوبية.
إن عامل أو أكثر من العوامل السابقة قد يصبح مسيطراً تحت ظروف مناسبة، فالتصدع الاحتياطي على نطاق واسع في مناطق غرانيتية وينتج رسوبيات فتاتية من الأركوز، فهنا يكون التكوين الصخري البترولوجي مع الفعالية الحركية في منطقة المصدر هما العوامل المتحكمة على الرف القاري المستقر، حيث تقوم عوامل البيئة بإعادة التأثير بالفتات الصخري (تكون البيئة الرسوبية هي العامل الأكثر أهمية).
إن الأهمية المتزايدة التكتونية الرسوبيات في التحليل الرسوبي من الممكن رؤيتها من خلال فحص العوامل للصفات الرسوبية بتفصيل كبير، فالصفات الرسوبية تملك علاقة مباشرة مع الحركات الأرضية بالنسبة لدرجة التغير التي يمكن أن تفرض في منطقة المصدر وبالنسبة لشدة الحركات الأرضية التي تتحكم في خط الساحل.
والبيئة الرسوبية تكون أكثر أهمية في التحكم بتفاصيل نماذج توزيع الرسوبيات جزئياً، هذه النماذج تكون مميزة لبيئة محددة وتكون معتمدة جزئياً على كمية المواد غير الفتاتية التي هي في دور التكوين، إن تأثير الحركات الأرضية على العمليات البيئية هي عادة عبارة عن تأثير ناتج عن مرور الفتاتات الصخرية خلال سطح الترسيب البيئي.
فإذا كان المرور سريع (مرور الفتات الصخري خلال سطح الترسيب البيئي)، فإن الجزيئات والفتاتات تدفن ليتم حمايتها من عوامل البيئة، وإذا كان المرور بطيء فإن الرسوبيات تستقر على سطح الترسيب البيئي لمدة طويلة لما فيه الكفاية لتتنسق الرسوبيات بشكل جيد وتتحور بطريقة ما، وذلك اعتماداً على العمليات الكيمائية والفيزيائية الطبيعة في البيئة، فإن دراسة الترسبات التي تتكون حالياً تؤكد على أن بيئة الترسيب تمارس تأثير شديد على صفات الرسوبيات.


شارك المقالة: