ما هي أهم المعلومات عن حلقات كوكب زحل؟
عندما شوهدت هذه الحلقات من الأرض بدت عبارة عن ثلاث حلقات مميزة ذات مركز موحد سميت بحلقات (أ، ب، ج) وتقع الحلقة أ خارج كل الحلقات المضيئة، ويفصلها عن أكثر الحلقات إضاءة حلقة (ب) فجوة كبيرة وتُسمّى هذه الفجوة بفجوة كاسيني، ويسهل رؤيتها بصور زحل، ويمكن لهذه الفجوة استيعاب القمر بكامله حيث يبلغ عرضها كيلو متر، ولقد تم تجميع الأدلة خلال هذا القرن لبيان وجود أربع حلقات أخرى باهتة جداً، وتقع الحلقة (د) في الداخل في حين تقع الحلقات (هـ، ز، و) خارج الحلقات المعروفة قديماً (تم إعطائها اسم رموز لتسهيل التفريق بينها)، وفي سنة 1980 اكتشفت المركبة الفضائية فويجر أن الحلقات السبعة مكونة في الحقيقة من المئات وربما الآلاف من الحلقات الضيقة.
وحتى فجوة كاسيني تحتوي على عدد من الحلقات الباهتة جداً وبالإمكان مشاهدة هذه الحلقات من الأرض مرة كل 15 سنة حيث تظهر كأنها خيوط رفيعة ولقد أظهرت صور المركبات الفضائية بأن سمك هذه الحلقات لا يتعدى بضع مئات من الأمتار في حين يتجاوز امتدادها الأفقي 200.000 كيلو متر، وبالرغم من عدم تمكن الصور الملتقطة حتى الآن من إعطاء التفسيرات الكافية لرؤية التركيب التفصيلي للحلقات، إلا أنها بدون شك تتكون من حبيبات صغيرة نسبياً (قميرات) تدور حول الكوكب مثل أي قمر آخر وبينت صور الرادار بأن أغلب الحبيبات للحلقات الأولى لا تتعدى في حجمها 10 أمتار وأغلبها لا يزيد عن 10 سانتي مترات.
ودلت الدراسات الإضافية عن الضوء المنعكس والمتحصل عليها من المركبة فويجر أن نسبة كبيرة من جزيئات الحلقة الخارجية وجزءاً كبيراً من جزيئات الحلقة الداخلية هي صغيرة جداً، ولقد جمعت المعلومات عن تكوين هذه الجزيئات عن طريق دراسات خصائص الإمتصاص والإنعكاس الضوئي للموجات الضوئية المختلفة ولقد تبين بأن هذه القميرات الصغيرة عاكس جيد للضوء المرئي في حين أنها عاكس رديء لأشعة ما تحت الحمراء وهذه خاصية الجليد المائي، وعليه فمن المعتقد بأن السطح الخارجي لهذه الجزيئات على الأقل مغطى بطبقة جليدية عاكسة.
إذاً فإن حلقات زحل في الحقيقة هي عبارة عن أسراب من جزيئات صغيرة جداً مغطاة بطبقة جليدية وتحوم حول الكوكب في مدار دائري تقريباً وأنها منسقة حول منطقة مدار الكوكب، وهي في الغالب مكونة من جزيئات لم تتمكن من تكوين أقمار أثناء تكون نظام كوكب زحل.