البيئات الترسيبية والظروف الجيولوجية للترسيب

اقرأ في هذا المقال


ما هي الظروف الجيولوجية للترسيب والعوامل المؤثرة عليها؟

تعرف الظروف الجيولوجية للترسيب بأنها مجموعة من العوامل الجيولوجية الطبيعية والكيماوية والحياتية المعقدة التي يتم تحت تأثيرها تجميع الرواسب، وهذه العوامل جميعها معاً تقوم بتحديد خواص المواد المترسبة ضمن البيئة المعينة.
ومن العوامل التي تؤثر في الظروف الجيولوجية للترسيب هي المواد (مواد البيئة) تشمل على وسط الترسيب مثل الهواء والمياه العذبة ومياه البحار بالإضافة إلى نسيج وتركيب المواد المنقولة في وسط الترسيب أو المواد التي تترسب فيه.
والعامل الثاني هو هندسة البيئة الرسوبية أي الصفات والأبعاد الهندسية للبيئة وتشمل على عمق الماء والشكل العام لحوض الترسب بالإضافة إلى تضاريس مورفولوجية قاع الحوض، إن الشكل الهندسي للبيئة هو الذي يحدد الشكل الهندسي للتوضعات.
والعامل المؤثر الثالث هو نوع الطاقة وتشمل عوامل مختلفة مثل الطاقة الحركية للمزيج والطاقة الاضطرابية للأمواج والتيارات بالإضافة إلى الطاقة الحرارية في مباه البحار، مع العلم أنه يوجد نوع من الطاقة لا يؤثر كثيراً في البيئة ومن الأمثلة على هذا النوع الأمواج التي تحدث فوق البيئة ذات المياه العميقة.
وآخر هذه العوامل هي الخواص الحياتية، حيث أن الأحياء في بعض البيئات تعتبر عاملاً أساسياً في عملية تجميع الرسوبيات مثل ترسيب الفحم وتكوين الكوكينا (حجر جيري)، أما في ترسب الصخور الفتاتية فإن للأحياء فيها تأثيرات مختلفة؛ حيث تشكل بقايا الأحياء إحدى مكونات الصخور الفتاتية أو أنها تعمل حفراً وثقوباً في هذه الصخور، مما ينتج عن ذلك تغير في تطبق الصخور وصفاتها.

النموذج البيئي للرسوبيات وأهميته:

إن النموذج البيئي للرسوبيات هو التغير المسامي في الصفات الرسوبية ضمن بيئة ترسيبية محددة، والتغير المسامي يتضمن التغيرات التي تحدث في عوامل البيئة وتوزيع الأحياء ونوعية الرسوبيات المصاحبة لها أو المتواجدة معها، وهذا النموذج البيئي للرسوبيات إذا توفرت عنه معلومات رقمية من الممكن تمثيله على شكل خرائط كنتورية.
إن مجموعة خرائط نموذجية لبيئة رسوبية حديثة ومعاصرة قد يتخذها العاملون في علم الطبقات نموذجاً يساعد في تفسير وفهم البيئة الرسوبية القديمة، وعندما تتوفر معلومات كافية عن بيئة رسوبية قديمة يصبح من الممكن تحديد مواقع مناطق الترسيب ذات الطاقة العالية ومن الممكن أيضاً تحديد مسارات التيارات التي جلبت الرسوبيات في تلك الأزمان.
كما أن دراسة المتحجرات توفر الكثير لمعرفة جوانب محددة ومهمة من البيئة الترسيبية القديمة، ومن أهمية النماذج هي إعادة بناء البيئات الترسيبية القديمة، تعيين وتحديد الطاقة، تعيين اتجاه التيار الدائم، تعيين عمق الماء وايجاد العلاقة بين البيئات الترسيبة المختلفة.


شارك المقالة: