كيف تستقر الأجسام فوق سطح الأرض؟
على الرغم من تأكيد الكثير من علماء العرب والمسلمين أن الأرض كروية، فقد كان البعض غير موافق لهذا الرأي وأشار منهم إلى أن الأرض ذات شكل قريب من الكرة وهي حقيقة أثبتها العلم الحديث، فمثلاً كان العالم المسلم القزويني ممن آمنوا بأن الأرض غير كروية بشكل تام وهي تشبه الكرة، حيث أنه أكد على هذا الاعتقاد في كتابه عجائب المخلوقات حين قال: (الأرض جسم بسيط طبيعته أن يكون بارداً يابساً متحركاً إلى الوسط وغالباً إن شكل الأرض قريب من الكرة).
وذكر القزويني أيضاً في كتابه أهمية الجاذبية الأرضية ودورها في تحقيق الاستقرار لما يقع على الأرض، حيث أن القزويني قد سبق العالم الانجليزي اسحق نيوتن في دراسة الجاذبية الأرضية، كما أنه أشار إلى تشكيل المعادن في باطن الأرض وذلك قبل وضع أسس علوم الأرض بقرون، حيث ذكر القزويني أن الأرض يابسة بسبب التماسك والسماكة مما سمح في استقرار الحيوان على ظهر الأرض وتشكيل المعادن في باطنها.
استقرار الأرض في الفضاء:
إن العالم المسلم القزويني يؤكد في كتابه الذي يسمى عجائب المخلوقات على ظاهرة استقرار كوكب الأرض في الفضاء ودورانها في مدار ثابت حول الشمس اعتماداً على ظاهرة القوة الطاردة المركزية بالإضافة إلى قوة جاذبية الشمس.
كما ذكر القزويني أن الفلك يجذب الأرض من كل وجه فلهذا السبب لا نجدها تميل إلى ناحية معينة من الفلك حيث تكون قوة الأجزاء متكافئة، مثل حجر المغناطيس الذي يجذب الحديد لأن من طبع الفلك أن يجذب الأرض وقد تساوى الجذب من كل الجهات فأصبحت الأرض مستقرة في الفضاء.
عملت العلوم الحديثة بتأكيد أن مركز ثقل الأرض يقع في مركزها، ومركز الأرض يعرف باسم اللب الذي يتكون من معدن الحديد ومعدن النيكل مما يجعل منها مركز للجاذبية، وأيضاً ابن خلدون في كتابه الذي يعرف باسم المقدمة الثانية قد أشار إلى أن ثقل الأرض يقع في مركزها، لذلك طبيعة الأرض مكنتها من الاستقرار في الفضاء الخارجي.
ودراسات العلماء العرب والمسلمين لم تعتمد على الملاحظة فقط بل اتجهت إلى الجانب العلمي من خلال عمل التجارب والاختبارات، حيث كانت الأرض من القضايا المهمة في العصر الإسلامي وفي العصور اللاحقة أيضاً فيما يخص نشأتها والحياة على سطحها.