اقرأ في هذا المقال
مقدمة تاريخية عن الشامبو:
في العصور القديمة، كان الحفاظ على حيوية الشعر ونظافته رمزًا من رموز الجمال وكان أحد الاهتمامات الرئيسية في ذاك الوقت، كانت إجراءات تنظيف الشعر تقوم على استخدام الطين والنباتات والحناء والدهون الحيوانية، كل حضارة لها تقنيتها الخاصة، مثلًا تناوب المصريون بين الخل والليمون الممزوج بالماء واختار الهنود صابون من خلطات النباتات، بينما في شمال إفريقيا، تم دمج الطين والصابون مع الفواكه المجففة.
في أوروبا تمّ استخدام نباتات البودرة وذلك كان الإصدار الأول من الشامبو الجاف، ثم بعد ذلك تم تقديم الشامبو الذي نستخدمه في الوقت الحالي وهو منتج للعناية بالشعر يستخدم لإزالة الزيوت والأوساخ وقشرة الرأس والملوثات والجزيئات الملوثة الأخرى التي تتراكم تدريجياً في الشعر، أثناء تنظيف الشعر وفروة الرأس باستخدام الشامبو، يتم إزالة الزيوت الطبيعية الموجودة في الشعر، غالبًا ما يتبع غسل الشعر بالشامبو (بالبلسم) لكي يزيد من سهولة التمشيط والتصفيف.
ما هي قصة اختراع الشامبو؟
نشأة الشامبو:
الشامبو يعني في الأصل تدليك الرأس وبدأ من شمال الهند، تم تقديم كل من الكلمة والمفهوم إلى بريطانيا من الهند الاستعمارية، كلمة الشامبو في اللغة الإنجليزية مشتقة من اللغة الهندية، (chāmpo) تمّ استخدامها باللغة الإنجليزية في التواريخ الأنجلو هندية حتى عام 1762م في الهند، ثم بعد ذلك تم استخدام مصطلح (chAmpo) للدلالة على تدليك الرأس مع بعض أشكال زيت الشعر، تمّ تقديم هذا المصطلح في بريطانيا من قبل رجل الأعمال البنغالي ساكي دين محمد في عام 1814م.
عندما افتتح ساكي دين مع زوجته الأيرلندية حمامًا للعناية بالشعر والجسم كان أول حمام بخاري في إنجلترا في برايتون وتم استخدام الشامبو أصبح يُعرف باسم حمامات البخار الهندية (Mahomed’s Indian Vapor Baths)، كانت حماماته مثل الحمامات التركية قال في صحيفة محلية بأنّه حمام الطبي بطراز هندي، كان يستخدم لتخفيف أوجاع وآلام المفاصل، في القرن العشرين تحول معنى كلمة الشامبو من معنى التدليك إلى معنى وضع الصابون على الشعر، في وقت سابق تمّ استخدام الصابون العادي لغسل الشعر ومع ذلك فإنّ صابون الشعر الذي ترك على الشعر كان غير صحي.
المراحل الأولى لصناعة الشامبو:
خلال المراحل الأولى من صناعة الشامبو، قام مصففو الشعر الإنجليز بغلي صابون الحلاقة في الماء وإضافة الأعشاب لإعطاء الشعر لمعانًا ورائحة، كان كيسي هيبرت أول من نُسب إليه صنع الشامبو، ويُنسب الأصل إليه حاليًا، في الأصل كان الصابون والشامبو منتجين متشابهين للغاية؛ لكن لا يمكن اعتبار الصابون شامبو أو الشامبو صابون، صُنع هلام الصابون سابقًا في المنزل عن طريق إذابة صابون الصوديوم في الماء الساخن قبل استخدامه للشامبو أو لأغراض أخرى.
كان يتم تسويق الشامبو على شكل معاجين أو كريمات سابقًا في عبوات أو أنابيب، كانت المحتويات مبللة ولكنّها لم تذوب تمامًا، قديمًا كان يتم صُنع الشامبو واستعماله بدون الماء، يعتمد عادةً على مساحيق مثل النشا أو التلك وتهدف إلى امتصاص الزهم الزائد من الشعر قبل تمشيطه، صُنع الشامبو المبكر المستخدم في إندونيسيا من قش الأرز (ميرانج)، تم حرق القشور والقش وتحويلها إلى رماد وخلط الرماد (الذي له خصائص قلوية) بالماء لتشكيل رغوة، تم فرك الرماد والرغوة في الشعر وشطفهما، تاركين الشعر نظيفًا ولكن جافًا جدًا، بعد ذلك تم وضع زيت جوز الهند على الشعر لترطيبه.
استخدمت بعض القبائل الأمريكية الأصلية مقتطفات من نباتات أمريكا الشمالية كشامبو للشعر،على سبيل المثال استخدم سكان قسطنطين في كاليفورنيا الساحلية الحالية مواد من لحاء الخشب الساحلي، في أمريكا الجنوبية قبل كولومبوس قاموا باستخدام الصابون من مواد نباتية، استخدمت حضارات الأنديز الصابون كشامبو، في عام 1927م، اخترع المخترع الألماني هانز شوارزكوف الشامبو السائل في برلين والذي استخدم اسمه كماركة لاسم شامبو يباع في أوروبا.
تم تقديم الشامبو الحديث كما هو معروف اليوم لأول مرة في ثلاثينيات القرن الماضي وهو أول شامبو اصطناعي، في الهند لا يزال تدليك الشعر باستخدام الزيوت والتركيبات المختلفة بالأعشاب وتشمل الشيكاكاي والصابون والحناءوالحلبةواللبنوالصبار واللوز مع بعض المكونات العطرية مثل الياسمينوالكركم والورد والمسك، الشامبو يقوم بتجريد الشعر من الدهون، الزهم هو زيت تفرزه بصيلات الشعر وتمتصه خيوط الشعر بسهولة، وتشكل طبقة واقية.
يحمي الزهم البنية البروتينية للشعر من التلف، لكن يميل إلى جمع الأوساخ وتجمعها في فروة الرأس لذلك يتم استخدام الشامبو لإزالة الأوساخ المرتبطة به، لا تزول الدهون بسهولة عند شطف الشعر بالماء العادي، تقلل المواد المكونة للشامبو بإزالة الزهم من جذع الشعرة، يتم إذابة المواد الزيتية الموجودة على جذع الشعرة عند خلط الشامبو بالماء وفركها في فروة الرأس وتتم إزالتها أثناء الشطف، تسعى تركيبات الشامبو إلى أن لا تتسبّب في تهيج الجلد أو العين والمحافظة على نظافة وملمس الشعر.
أمور يجب الانتباه لها عند تصنيع الشامبو:
في الولايات المتحدة الأمريكية، قامت منظمات إدارة الغذاء والدواء بفرض مجموعة من القوانين على شركات تصنيع الشامبو لإدراج المكونات بدقة وقامت أيضًا بتشديد الرقابة، على سبيل المثال، يُزعم أنّ العديد من منتجات الشامبو تحمي الشعر من التلف الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية، إلّا أنّ المكونات الموجودة والمكونة للشامبو غير موجود بتركيز عالٍ بما يكفي ليكون فعالاً وليحمي الشعر من الأشعة فوق البنفسجية، يتم تصنيع الشامبو المصمم لعلاج الحالات الطبية مثل قشرة الرأس كأدوية بدون وصفة طبية في السوق الأمريكية.
في أجزاء أخرى من العالم مثل الاتحاد الأوروبي، هناك شرط لإثبات أنّ الشامبو مصّنع بشكل جيد للحفاظ على الشعر، كما أنّ فعالية الفيتامينات للشامبو أمر مهم للغاية، يمكن للفيتامينات بالإضافة للمعادن والأحماض الأمينية أن تحسن صحة نمو الشعر الجديد، الخصائص الفيزيائية لبعض الفيتامينات (مثل زيت فيتامين E أو البانثينول) سيكون له تأثير مهم على جذع الشعر لكن مع عدم وجود أي نشاط بيولوجي.
تقوم شركات مستحضرات التجميل بتطوير تصنيع الشامبو خصيصًا لمن يعانون من قشرة الرأس، تُأكد بعض الشركات على أهمية استخدام مكونات طبيعية بالكامل أو عضوية أو نباتية مشتقة من النباتات (مثل المستخلصات النباتية أو الزيوت)، للقضاء على قشرة الرأس ومن غير أن تسبب تهيج للجلد، قامت بعض الشركات بتصنيع شامبو للرضع والأطفال الصغار مُصمم بحيث يكون أقل تهيجًا وعادة ما يكون أقل عرضة للإحساس بالوخز إذا دخل في العين.
الآن يوجد شامبو مخصص للحيوانات ويجب ألّا يُستخدم من قبل البشر، من المهم أيضًا ملاحظة أنّ بعض أنواع الشامبو البشرية قد تكون ضارة عند استخدامها على الحيوانات، لأنّ مكونات الشامبو المصمّمة للاستخدام البشري تحتوي على مكونات، عقاقير نشطة (مثل الزنك في الشامبو المضاد للقشرة) من المحتمل أن تكون سامة عند استعمالها للحيوانات، كما يجب الحرص بشكل خاص على عدم استخدام هذه المنتجات على الحيوانات الأليفة.