ما هي قصة اختراع بطاقة الائتمان؟
بدايةً قبل نشوء بطاقة الائتمان نشأت بطاقات لعمليات الدفع من البنوك في عام 1946م ذلك من خلال مصرفي يُدعى جون بيجينز حيث قام بإنشاء فكرة واستحداث بطاقة (Charg-It) تم إرسال مشتريات (Charg-It) إلى بنك (Biggins)، حيث كان إجراء عمليات الشراء محليًا فقط ويمكن لعملاء البنوك فقط الحصول على بطاقة (Charg-It)، بعد خمس سنوات قام بنك فرانكلين الوطني في نيويورك بإصدار أول بطاقة ائتمان لعملاء قروضه، بطاقة داينرز كلوب، التي ظهرت لأول مرة في عام 1950م.
كانت تُستخدم بطاقته بشكل أساسي للسفر والترفيه وكما كانت أول بطاقة منتشرة بشكل كبير، كان لبطاقة أمريكان إكسبريس التي تم إطلاقها في عام 1958م، مصدر مختلف تمامًا، لكنّه فكر في ابتكار بطاقة الائتمان في وقت مبكر من عام 1946م قبل أن تتفوق عليها بطاقة كلوب، قامت أمريكان إكسبريس بتوسيع نطاق وصول البطاقة الائتمانية إلى بلدان أخرى وتقديم أول بطاقة بلاستيكية في عام 1959 م، لتحل محل الورق المقوى والسيلولويد.
انتشار واستخدام بطاقات الائتمان:
في غضون خمس سنوات تم استخدام مليون بطاقة إكسبريس لدى 85000 تاجر، وبدأت تتوسع من ذلك الوقت في الواقع وشقّت طريقها إلى الدول، نشأ استخدام البطاقات الائتمانية في الولايات المتحدة في التسعينيات وقد تم تبنيها على نطاق واسع في أوروبا كأول بطاقة ائتمان مستحدثة على مدار العشرين عامًا الماضية، قامت شركات النفط و الفنادق في إصدارها للعملاء للمشتريات في منافذ الشركة، تم تقديم أول بطاقة ائتمان عالمية والتي يمكن استخدامها في المؤسسات مثل (Diners ‘Club ،Inc).
في عام 1958م أصبحت الشركات المختصة بإصدارها تفرض رسومًا سنوية على حاملي البطاقات، في العادة يدفع التجار المتعاونون في جميع أنحاء العالم رسوم خدمة إلى جهة إصدار بطاقة الائتمان في حدود 4-7 % في المائة من إجمالي الفواتير، كان أحد الابتكارات اللاحقة هو نظام بطاقة الائتمان البنكية، حيث يُقيّد البنك حساب التاجر عند استلام قسائم المبيعات ويجمع الرسوم التي سيتم إصدار فواتير بها في نهاية الفترة إلى حامل البطاقة.
يتم الدفع للبنك إمّا كليًا أو على أقساط شهرية مع الفائدة أو إضافة رسوم تحمل، كان بنك (BankAmericard)، أول من أرسل بالبريد بطاقات ائتمان التي بدأها على مستوى الولاية من قبل بنك أمريكا في كاليفورنيا في عام 1958م وأعيدت تسميتها فيزا في (1976-1977) م، في عام 1966م قامت مجموعة من بنوك كاليفورنيا بتشكيل اتحاد البطاقات بين البنوك (ITC)، العديد من البنوك بدأت في استعمال بطاقات الائتمان على مستوى المدينة أو على أساس إقليمي.
أدّى هذا التطور إلى تغيير طبيعة الائتمان الشخصي، سمح الانتشار المتزايد لشبكات الائتمان لأي شخص بإجراء عمليات شراء ببطاقات الائتمان، انتشر نظام استخدام بطاقات الائتمان في جميع أنحاء العالم، تشمل البطاقات المصرفية الرئيسية الأخرى (MasterCard) (المعروفة سابقًا باسم Master Charge في الولايات المتحدة) و (JCB) (في اليابان) و(Discover) و (Barclaycard) (في المملكة المتحدة وأوروبا ومنطقة البحر الكاريبي).
في أنظمة بطاقات الائتمان المصرفية، قد يختار حامل البطاقة الدفع على أساس الأقساط وفي هذه الحالة يحصل البنك على فائدة على الرصيد المستحق، يسمح دخل الفوائد للبنوك بالامتناع عن فرض رسوم سنوية على حاملي البطاقات وفرض رسوم خدمة أقل على التجار المشاركين، في أواخر القرن العشرين، بدأ استخدام بطاقات الائتمان في الزيادة بشكل كبير.
أدّى الركود والبطالة المتزايدة التي صاحبت الأزمة المالية العالمية إلى ارتفاع حالات التخلف عن السداد حيث اضطر المستهلكون بشكل متزايد إلى الاعتماد على الائتمان، في أبريل 2009م، وافق مجلس النواب الأمريكي على قانون حقوق حاملي بطاقات الائتمان، قدمت بطاقات الائتمان مزايا كبيرة مقارنةً بجميع أشكال النقود، فهي بحجم الجيب وآمنة نسبيًا، لقد أدّى إصدار قانون المساءلة والمسؤولية والإفصاح عن بطاقات الائتمان لعام 2009م، إلى توفير قدر أكبر من الشفافية.
كما أنّ ذلك القانون ألغى أو قلل من مجموعة تجاوزات مُصدِري البطاقات بما في ذلك رفع أسعار الفائدة والرسوم المتأخرة والرسوم الزائدة عن الحد في أعماق الركود الكبير، لكن السؤال كيف ستبدو بطاقات الائتمان بعد 25 أو 50 أو 100 عام؟ انطلاقًا من التغييرات التي نراها من حولنا اليوم، من التطور السريع لتقنيات الدفع عبر الإنترنت والهاتف المحمول إلى الأجهزة المنزلية التي تراقب محتوياتها الخاصة، فمن المرجح أن يتم دمج مدفوعات البطاقات بشكل متزايد في حياتنا بطرق مبتكرة.