ما هو كبير الكواكب (المشتري)؟
المشتري أكبر الكواكب في المجموعة الشمسية له كتلة تساوي ضعفين ونصف كتلة باقي الكواكب والأقمار والكويكبات مجتمعة، ففي الحقيقة هو عملاق بين الكواكب ولو كان المشتري عشر مرات أكبر لأصبح نجماً صغيراً، وبالرغم من حجمه الكبير فهو لا يزيد عن 0.001 من كتلة الشمس ويدور المشتري بسرعة تزيد عن أي كوكب آخر فهو يكمل دورة كاملة في أقل من عشر ساعات بقليل، ودوران المشتري السريع جعل منطقة مداره منتفخة قليلاً في حين أن منطقتي القطبين مسطحتين نسبياً، وعند مشاهدة المشتري بمنظار فلكي أو مقرب يظهر بأنه مغطى بأحزمة من السحب ذات الألوان المختلفة مصطفة في وضع مواز لمداره.
ومن أهم الملامح الملفتة للنظر فوق قرص المشتري وجود بقعة حمراء اللون، وبالرغم من دكانة هذه البقع إلا أنها كانت موجودة دائماً منذ اكتشافها قبل أكثر من ثلاثة قرون، وعندما مرت المركبة فويجر 2 بجانب المشتري في يوليو سنة 1979 ميلادي، وكان حجم البقعة الحمراء 11.000 *22.000 كيلو متر، وهذا يساوي حجم كرتين أرضيتين واحدة بجانب الأخرى وفي وقت ما زاد حجم هذه البقعة عما هو عليه الآن من الاختلاف في الحجم فإن مسافة هذه البقعة الحمراء من مدار المشتري بقيت ثابتة، وبسبب هذه البقعة قد اسند إلى كثير من الأشياء ابتداء من النشاطات البركانية إلى العواصف الهوجاء.
وتؤيد الصور الملتقطة من قبل المركبة المكتشف 11 عندما مرت على مسافة 42.000 كيلو متر من السطح العلوي لسحب المشتري في ديسمبر 1974 ميلادي النظرية الأخيرة، ويبدو أن هذه البقعة الحمراء عبارة عن عاصفة تدور في اتجاه عكس دوران الساعة، وهي محصورة بين حزامين من الغلاف الجوي يدوران في اتجاه عكس اتجاه هذه العاصفة، وهذه العاصفة الضخمة تدور دورة كاملة كل 12 يوماً أرضياً، وبالرغم من مشاهدة عواصف أخرى صغيرة على المشتري إلا أن أي منها لم يستمر أكثر من أيام قليلة، يتكون الغلاف الجوي للمشتري عموماً من الهيدروجين والهيليوم مع وجود الميثان والأمونيوم والماء ومركبات الكبريت بنسب ضئيلة.
وأنظمة الرياح هي التي يتولد الأحزمة البراقة والغامقة اللون التي تحيط بالكوكب الضخم وخلافا للرياح على الأرض والتي تحركها الطاقة الشمسية فإن المشتري يطلق ضعف ما يستقبله من حرارة الشمس تقريباً وعليه فإن الحرارة الصادرة من داخل المشتري هي التي تحذف تيار الحمل الحراري، والمناطق الخفيفة اللون هي عبارة عن مناطق تصاعد الغازات وبرودتها، ويعتقد بأن مناطق اللون الخفيف قد نتجت عن تبلور الأمونيا إلى جليد عند المنطقة العليا من السحب حيث قيست درجة الحرارة وكانت في حدود 120 درجة تحت الصفر، وتنسكب المواد الباردة من المناطق المضيئة إلى المظلمة حيث ينحدر الهواء ويسخن.
ولم يعرف بالتحديد سبب لون الصدأ للأحزمة الغامقة إلا أنها قد تكون عبارة عن ألوان مركبات الكبريت، ويبلغ الضغط الجوي للمشتري عند سطح السحب ضغط الأرض عند مستوى سطح البحر، إلا أنه بسبب الجاذبية الكبيرة للمشتري فإن هذا الضغط يزيدة بسرعة ناحية السطح وعلى مسافة 1000 كيلو متر تحت السحب يكون الضغط قد زاد بدرجة تسيل الهيدروجين، وعلى أقل من منتصف المسافة إلى سطح كوكب المشتري فإن ضغطاً ليس بالإمكان تصور حجمه يسبب في تحويل سائل الهيدروجين إلى هيدروجين فلزي سائل، وبالرغم من عدم رؤية هذه المادة غير العادية من قبل العلماء فإن خصائصها تجعلها متوقعة.
ويعتقد بأن المشتري يحتوي أيضاً على كميات من مواد صخرية وفلزية مماثلة للكميات الموجودة على الكواكب الأرضية، ولم يعرف بالتحديد عما إذا كانت هذه المواد الصخرية موزعة على هيئة مناطق متفرقة أم أنها تكون اللب المركزي، وهذه هي الفكرة السائدة، كما أن تركيب الغلاف الجوي لكوكب المشتري يكون مقسم حيث أن المناطق اللامعة عبارة عن سحب مكونة من جزيئات من الجليد تقع أعلى في الغلاف الجوي من السحب الدافئة نسبياً التي تكون موجودة في المناطق المعتمة، ويعزى اللون الغامق لهذه الأحزمة بسبب وجود مركبات الكبريت أو المواد العضوية.
لوحظ وجود فسيفساء لكوكب المشتري وتم ملاحظة أقماره الأربعة (من ضمن الأقمار الخمسة عشر) من خلال المركبة الفضائية فويجر 1، (قمر قانيميد، قمر كالستمو، قمر أوروبا الذي هو محاذياً لكوكب المشتري، وأخيراً ما يسمى بقمر أيو وهو أبعد هذه الأقمار، ولاحظ الجيولوجيين بأن كوكب المشتري هو عالماً كبيراً وما زالت الدراسات لم تكفي ولم تشمل جميع معلومات كوكب المشتري، وما زالت الاكتشافات كثيرة فيما يخص كوكب المشتري وسطحه والعمليات التي من الممكن أن تحدث عليه.