اقرأ في هذا المقال
- تعريف مبدأ عدم التدخل بين الدول
- نشوء مبدأ عدم التدخل بين الدول
- مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول
إن مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخر يؤسس ويكمل سيادة دولة ما على أراضيها. وأي تدخل في شؤونها سيؤدي إلى فقدان البلد أو الإضرار بسيادته. وتشمل سلطة أي بلد على أراضيه العلاقة بين المنظمة وسكانها، بما في ذلك الرعايا والأجانب، وكذلك اختيار نظمهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وطرق توزيعهم، والقوانين والعقوبات للمخالفين وحرية تنمية مواردهم الطبيعية وسيادة البلاد على أراضيها تجسيد للاستقلال وتتمتع البلاد بكاملها سلطتها، باستثناء الأنشطة المنظمة بموجب القانون الدولي، والتي لا تعتبر إضعافًا لسيادتها أو استقلالها.
ومن الظواهر الأخيرة على الساحة الدولية تزايد حجم تدخل الدول، وخاصة الدول الكبرى في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وهذا لأسباب استراتيجية أو اقتصادية، خاصة في المناطق التي تم فيها اكتشاف كميات كبيرة من الغاز الطبيعي أو النفط مؤخرًا، مثل منطقة الخليج والمنطقة الشرقية والغربية من البحر الأبيض المتوسط.
تعريف مبدأ عدم التدخل بين الدول:
يعتبر مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة من أهم المبادئ التي تحكم العلاقات بين الدول، والتي من خلالها يمكن أن تضمن احترام سيادة الدول الأخرى، وخاصة الدول المجاورة، إلا أن أثر هذا المبدأ قد انحسر، فوجد أن انتهاكه قد تغير من استثناء إلى قاعدة عامة مماثلة، وفي هذه الحالة لاحظ الناس أن التدخلات متكررة ولكنها لم توفر ما يكفي لتنفيذ الخيارات الدبلوماسية. وحرية الحركة العفوية لمشاعر القوى المعتدية، خاصة وأن حجة التدخل الإنساني قد تجاوزت الأعذار التقليدية لسياسة السلاح.
نشوء مبدأ عدم التدخل بين الدول:
منذ تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991 وظهور نظام دولي جديد تهيمن عليه الولايات المتحدة، ظلَّ الناس يناقشون جدوى مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. ويرجع ذلك إلى الترابط العالمي من خلال شبكات الاتصال الإلكترونية. فعلى نحو متزايد، تطورت هذه الشبكات إلى المستوى الحالي من حيث شبكات الاتصال، والدور الاجتماعي والدور المتزايد لمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني الدولية، باستثناء قوة المنظمات الدولية؛ ممّا يعني المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالشؤون الوطنية لتحقيق أهداف معينة، حيث أنه من الصعب الالتزام بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ممّا يجعل هذا المبدأ موضع شك ومصداقية.
مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول:
في العقدين الماضيين، في الصراعات الداخلية لبعض الدول في أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، كان هناك زيادة في حالات التدخل والصور بما في ذلك التدخل العسكري من قبل بعض الدول الكبرى، بدعوى أنها تعمل بجد لإنهاء هذا الصراع وتحقيق الأمن والاستقرار، أو تقديم المساعدات الإنسانية لشعوب هذه الدول.
وفي الواقع، في جميع التدخلات التي حدثت، فإن وجود القوى الكبرى وتدخلها في النزاعات لن يؤدي إلا إلى تقويض سيادة واستقلال الدول التي تعطلت شؤونها، ويسبب المزيد من الضحايا والجرحى، بالإضافة إلى الدمار، عدا عن أنها أضعفت أو أعاقت اقتصاديات هذه البلدان. وهذا واضح عندما نرى ما حدث في أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا واليمن في السنوات الأخيرة بسبب وجود قوات عسكرية أجنبية على أراضي هذه الدول ومشاركتها في عمليات عسكرية.
وزعمت بعض هذه الدول أنها لم تنتهك المبدأ الدولي للاستقرار في علاقاتها الدولية، وهو مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وتؤكد المادة 2 بند 7 من ميثاق الأمم المتحدة بوضوح هذا المبدأ، ولكنها تهدف إلى استعادة تدخل مستقر وهادئ أو إنساني لإنقاذ المنشآت المدنية. وتدخل المدنيين أو بناء على طلب رسمي من الحكومة القائمة، فعادة ما تكون الصراعات الداخلية مع المنظمات أو الأحزاب الأخرى، أو الولاء لدول أخرى.
ولعلَّ أهم تطور من حيث المبدأ هو المحتوى المحدد في التوصية 103/36 الصادرة في 9 يونيو 1981، والتي تؤكد على التزام الدول بتجنب استخدام أو تحريف قضايا حقوق الإنسان للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ولذلك من الواضح أن أهمية مبدأ عدم التدخل تنعكس في حقيقة أن مبدأ عدم التدخل يعني أن هناك نظام سياسي دولي يحكم سلوك الوحدات السياسية ويضمن وسائل التعايش والسيادة المتساوية، وحرية اختيار الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تلبي رغبات شعوبها.
ويضمن مبدأ عدم التدخل حماية الدولة من الضغوط الخارجية العسكرية أو السياسية أو الاقتصادية للدول الأخرى لفرض إرادتها وآرائها عليها وإجبارها على فعل أو عدم القيام بشيء من خلال الإكراه؛ حيث أن التدخل هو عمل تعسفي يهدف إلى التأثير على الاستقلال السياسي والسيادة الوطنية باستخدام القوة والضغط بطريقة لا تتفق مع القانون الدولي.
وهناك أنواع وأشكال مختلفة من التدخلات، حسب زاوية الملاحظة:
- من حيث طبيعته: فيمكن الحديث عن التدخل السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي أو الإيديولوجي أو التدخل المالي أو التدخل العسكري.
- من حيث الشكل: يمكن القول بأن التدخل المباشر والتدخل غير المباشر.
- من حيث القائمين على مبدأ عدم التخل: من الممكن التمييز بين التدخل الفردي لدولة ما، والتدخل الجماعي لمجموعة من الدول أو تدخل منظمات مثل الأمم المتحدة أو حلف شمال الأطلسي.
ويعتبر مبدأ عدم التدخل من المبادئ الأساسية التي تعمل عليها اللجنة، والمبدأ المنصوص عليه في المادة 2 هو:
- المساواة في السيادة بين جميع الأعضاء.
- تفي الدولة بالتزاماتها الدولية بحسن نية.
- تتجنب الدول الأعضاء التهديد باستخدام القوة في علاقاتها الدولية، وكذلك استخدام القوة لتقويض وحدة أراضيها أو استقلالها السيادي أو بأي طريقة لا تتفق مع أهداف الأمم المتحدة.
- الدول ملزمة بحل النزاعات بالطرق السلمية.
- تقدم الدول الأعضاء الإلكترونية المساعدة للأمم المتحدة في الإجراءات المتخذة بموجب هذا الميثاق.
- عدم الإخلال بتطبيق الإجراءات القمعية الواردة في الفصل السابع، وعدم التدخل في شؤون الدولة.
وعدم التدخل المذكور هنا ليس له علاقة بالسلام؛ لأنه بحسب أحكام الفصل السابع، سواء كان هناك تهديد للسلم أو خرق للسلام، أو حدث عدوان في مكان حدوث النزاع، فإن المتنافسين مدعوون لاتخاذ أي وسيلة يراها ضرورية. وبدلاً من ذلك، يوصى باتخاذ تدابير مؤقتة.
ويُعدّ مبدأ عدم التدخل أحد أهم المبادئ المستمدة من ميثاق الأمم المتحدة، ولكنه للأسف المبدأ الأكثر انتهاكًا. وإذا كان من أهم سمات السيادة الوطنية عدم التدخل في شؤونها الداخلية، فبغض النظر عما إذا كان التدخل من عمل دولة أخرى أو منظمة دولية، مثل المبادئ الدولية الأخرى، فستكون هناك مشاكل كثيرة في تنفيذها. وعلى العكس من ذلك، فإن الدول التي تعتمد على أسباب هشة قد انتهكت هذا المبدأ باستمرار وطرحوا شعارات مثالية بينما في الواقع كانت مصالحهم استراتيجية.