شبكات الترافرس في المساحة

اقرأ في هذا المقال


أهمية الترافرس في المساحة:

عند رفع منطقة جغرافیة شاسعة فربما لا یكفي إنشاء ترافرس واحد یغطي المنطقة كلھا، حيث يجب أن يلجأ الراصد إلي إنشاء مجموعات أو حلقات من الترافرس، لتكوّن معا ما یعرف بشبكة الترافرس. يمكن أن تتكون شبكة الترافرس من عدة حلقات مغلقة أو عوارض الترافرس المغلقة مع الترافرس المتصلة ومرة ​​أخرى، حيث يجب تجنب الترافرس المفتوح في أعمال المسح التي تتطلب دقة عالية.

تشبه أعمال  الرصد والرفع لشبكة (Traverse) الخطوات المعتادة لإنشاء ترافرس مغلق أو موصل، ولكنها قد تختلف في العمل المكتبي والحسابات لتحقيق الإحداثيات الدقيقة لجميع نقاط الشبكة، كما توجد عدة طرق حسابیة لشبكة الترافرس (مثل طریقة بوبوف)، إلا أن المستخدم حالیا ومع توافر أجھزة الحاسبات الآلیة وبرامجھا المتخصصة هو استخدام طرق ضبط الشبكات (Adjustment Network) للوصول لدقة عالیة في حساب إحداثیات نقاط الشبكة.

اللوحة المستوية:

تسمى أيضاً باللوحة المستویة البلانشیطة كما يطلق عليها في مصر، هي جهاز مسح تم استخدامه سابقًا في أعمال المسح، وخاصة المساحة التفصيلية لقطع الأراضي الصغيرة، تتكون اللوحة المستویة من ألیداد (مثل ألیداد الثیودلیت)، يكون مركب على مسطرة مدرجة توضع على لوحة خشبیة أفقیة تثبت فوقھا قطعة من الورق.

تبدأ أعمال الرفع المساحي باستخدام اللوحة المستویة من إنشاء نقاط المضلع الرئیسي (مثل العمل بالثیودلیت) مع وضع ھذا المضلع على اللوحة مباشرة باستخدام مقیاس الرسم المطلوب للخریطة، ففي عملية الرفع المساحي یبدأ العمل باحتلال أول نقطة من نقاط المضلع والتوجه ناحیة المعالم المطلوب رفعھا، مع رسم خطوط التوجیه على اللوحة، ثم ننتقل إلى النقطة التالية من نقاط المضلع ونكرر نفس الخطوات.

لذلك سيكون هناك خطان إرشاديان لكل ميزة على اللوحة (من نقطتين في المضلع الرئيسي)، ثم يحدد تقاطع هذين الخطين مكان وجود المعلم على اللوحة، ومن أهم ميزات اللوحة المستوية أنه يتم الحصول على الخريطة من خلال العمل الميداني في نفس الوقت، ولكن كأداة مسح فقد أصبحت قليلة الاستخدام (أو نادرة) الآن.

المیزانیة:

تستخدم تطبیقات المساحة مثل الشریط والثیودلیت في تحدید إحداثیات المعالم الجغرافیة في مستوي؛ أي من خلال تحدید بعدین (س ، ص) لكل نقطة، ولتمثیل أي معلم على الأرض فإنه یلزم وجود ثلاثة أبعاد ولیس أثنین فقط، حيث إن ھذا البعد الثالث أو البعد الرأسي؛ ھو الھدف الذي تسعي المیزانیة لقیاسه، والميزانية هي فرع المسح الذي يدرس الطرق المختلفة لقياس البعد الثالث وتحديد المعالم الجغرافية على سطح الأرض.

المیزانیة أو التسوية) من أھم تطبيقات علم المساحة في كافة المشروعات المدنیة والعسكریة على الأرض، فھي أساس العمل المساحي في تنفیذ مشروعات البناء والجسور والطرق والسكك الحدیدیة والترع والمصارف والسدود وتسویة الأراضي.

المنسوب والارتفاع:

لتحديد البعد الرأسي لارتفاع أو هبوط مجموعة من النقاط، فإنه يجب أن يكون هناك سطح مرجعي أو مستوى مماثل، حيث يتم تخصيص جميع القياسات له، أي تحديد سطح للعين يكون ارتفاعه صفرًا، كما یتكون كوكب الأرض من میاه (بحار ومحیطات) تغطي ٧٥ %من إجمالي سطح الكوكب، بینما تمثل الیابسة (القارات) الجزء المتبقي.

لذلك ومنذ مئات السنين اتخذ الباحثون العلميون بالمساحة مستوى سطح البحر (وامتداده الخيالي تحت الأرض) كسطح مرجعي لقياس الارتفاعات، بما أن میاه البحار والمحیطات يتأثر سطحھا بالتیارات البحریة الیومیة وبتأثیرات المد والجزر، فإن مستوي المقارنة ھو متوسط منسوب سطح البحر (Level Sea Mean) أو اختصارا (MSL)، وإذا تم قياس البعد الرأسي لمعيار من أي مرجع، فإننا نطلق على هذا القياس “الارتفاع”، بينما إذا تم القياس من متوسط ​​مستوى سطح البحر (MSL)، فإننا نطلق على هذا البعد المنسوب (Level)، أي أن المنسوب ھو ارتفاع من نوع خاص تم قیاسه أو تحدیده بدء من متوسط منسوب سطح البحر، كما یكون المنسوب موجبا إذا كان أعلى من منسوب متوسط سطح البحر، ویكون سالبا إذا كان أقل منه.

قامت كل دولة بتحدید متوسط منسوب سطح البحر (MSL) في نقطة محددة، ومن ثم تم اعتبار تلك النقطة ھي أساس كل القیاسات الرأسیة في ھذه الدولة، مثلا في مصر فإن محطة تحدید متوسط منسوب سطح البحر كانت في میناء الإسكندریة (على ساحل البحر الأبیض المتوسط)، ولذلك نجد في أسفل كل خریطة مصریة جملة المناسیب؛ وهي مقاسة نسبة إلى متوسط منسوب سطح البحر عند الإسكندریة.

أما في المملكة العربیة السعودیة، فالنقطة الأساسیة كانت في مدینة جدة (على ساحل البحر الأحمر)، حيث كانت ھذه العملیة تتم من خلال قیاس وتسجیل ارتفاع میاه سطح البحر داخل بئر قریب من ساحل البحر وإدخاله میاه البحر عن طریق أنبوبة كل ساعة من اليوم لفترة طويلة تتجاوز عدة سنوات؛ من أجل التمكن من حساب متوسط ​​هذه القياسات، وبالتالي تحديد النقطة (داخل هذه البئر)، حيث يكون متوسط ​​مستوى سطح البحر صفرًا.


شارك المقالة: