الأسواق التقليدية كدراسة في الأنثروبولوجيا الاقتصادية

اقرأ في هذا المقال


تشمل بعض الدراسة الأسواق التقليدية بالمجتمعات، حيث بعض الأسواق القديمة الموجودة فيها تتصف بصفات إيكولوجية فريدة، حيث تُكون مربعاً إيكولوجياً، مجزءاً في خطوط بشكل طولي وعرضي شبه متوازي إلى أسواق ثانوية محددة المساحة. حيث تعتبر أسواق ذات اتصال مباشر من غير فواصل مكانية محددة، فلا ينتهي سوق حتى يبدأ الثاني.

الأسواق التقليدية في الأنثروبولوجيا الاقتصادية:

يصل هذا الاتصال في الأسواق إلى الإطار الذي يجعل من أول كل سوق وآخره سوقاً متنوعاً، تمتلئ فيه المحال والسلع والباعة من كل السوق. حيث جعلت تلك السمات الإيكولوجية المجال لتناول هذه الأسواق بالدراسة، وذلك بما يقتضيه المنهج الأنثروبولوجي من وسائل وعمليات منهجية، ومن أبرزها المعايشة والملاحظة المباشرة وأجراء المقابلات العميقة والعودة إلى أصحاب الخبرة.

اعتبارات الاهتمام بدراسة الأنثروبولوجيا للأسواق:

اعتبارات الاهتمام بدراسة هذه الأسواق وهي:

  • تنوع الإطار التقليدي الفريد لهذه الأسواق، بحيث كانت معظمها أسواق إنتاجية تعكس جزءاً من التراث والإرث الحِرفي الفريد من نوعه في المجتمع في موضوع الثقافة ووسائل الإنتاج الشعبية، بالإضافة إلى مهنتها التجارية. حيث تقلصت مجموعة منها الآن وتكاد تصبح أسواق تجارية فقط، وهذا بسبب التغيرات الاقتصادية الكبيرة، التي تعرض لها المجتمع بصورة عامة والمجتمع المحلي بصورة خاصة، وذلك في فترة المراحل المتنوعة لتطوره. حيث أصبحت مجموعة من هذه الأسواق تستند على المصانع الحديثة في التمويل من السلع والبضائع التي كانت تختص بإنتاجها والتجارة بها، وذلك غير السلع المستوردة التي كانت تربط هذه الأسواق في تكوينها وحيث المساحة المحدودة بالنسبة للأسواق الخارجية، والبضائع العالمية. وذلك قد تسبب في تراجع إنتاج بعض الحِرف والصناعات ذات الطابع التقليدي الصغيرة والأصلية التي تخصصت بها بعض هذه الأسواق.
  • تقدم هذه الأسواق مجموعة من ملامح التطور التاريخي والاجتماعي والاقتصادي للمجتمع، وتُظهر كيف كانت تعتبر هذا المجتمع في فترات تاريخية متنوعة مركزاً اقتصادياً وحِرفياً مهماً، حيث كانت تجذب إليها التجار وأصحاب الحِرف من كل مكان، ويعتبر هذا مؤشراً على وجود أشكال من الاتصال بين ثقافة المجتمع وثقافات الدول الأخرى في مراحل مبكرة تاريخياً.
  • ومن تلك الاعتبارات كذلك أن هذه الأسواق لا تزال تُظهر مجموعة من الصفات الثقافية التقليدية الفريدة للأحياء الموجودة بالمجتمع، لا سيما في موضوع العلاقات الاجتماعية وأشكال التفاعل الاجتماعي. والتي تُظهر أيضاً بعض أشكالها عن طريق العلاقات الاجتماعية وصور التفاعل الموجود داخل السوق، التي تنشأ بين العاملين بهذه الأسواق مع بعضهم، أو مع رواد هذه الأسواق والتجار وغيرهم.

شارك المقالة: