إن الأنشطة الترويحية والترويح بشكل عام لم يَعد يأخذ الشكل الهامشي، بل هو عامل مؤثر وفعال في تنمية ثقافة الشخص ومجموعة خبراته وأفكاره، وهناك الكثير من مجالات الترويح التي يمكن القيام بها، ويختلف العلماء فيما بينهم بالنسبة لتصنيف هذه الأنشطة في مجموعات مميزة نظراً لتعدد هذه الأنشطة، وتختلف الأنشطة باختلاف المجتمعات وفلسفتها ونوع الإعاقة كذلك تختلف باختلاف الحالة الجسمية والصحية والعقلية والاجتماعية والانفعالية للفرد.
الأنشطة الترويحية للأطفال ذوي الإعاقات:
يعتبر النشاط الترويحي عاملاً مهماً في العلاج والوقاية، وكثير من المصابين لا يعرفون الفائدة الطبية للنشاط الترويحي المتسلسل، والعلاج الترويحي يُعَد جزء مهم في إعادة التأهيل وخدمات العلاج الطبيعي، لذلك من المهم استخدام الترويح في علاج الأطفال ذوي الإعاقة، وذلك على وجه الخصوص بالنسبة لذوي الحالات المزمنة.
يمكن للمعوق أن يشارك في كثير من الأنشطة الترفيهية الداخلية والخارجية التي تنظّم في النوادي والمؤسسات العلاجية والترفيهية ومراكز المعوقين، وذلك في ضوء قدراته وإمكاناته الجسمية مع مراعاة أن تكون تلك الأنشطة مناسبة بحيث تساعده على المتعة والبهجة والحياة والنجاح.
وعليه يمكن القول بأن الترفيه العلاجي يساعد الأطفال ذوي الإعاقة على الاستفادة من الفترة الطويلة التي يقضيها في المستشفى، حيث أن الأنشطة الترفيهية التي ينضم إليها الطفل ذو الإعاقة تسهم في إزالة القلق والتوتر، كما تنمي علاقات الصداقة الشخصية والاجتماعية، وتزيد من قدراته على المشاركة في المجتمع، ومما لا شك فيه أن الهدف الأساسي من الترفيه العلاجي هو مساعدة المعوق في الاعتماد على النفس والوصول إلى درجة أقرب إلى الكمال جسمياً وعقلياً واجتماعياً ونفسياً في حدود قدراته وإمكانياته.
وتتلخص أهداف الترفيه العلاجي في استقلالية المعاق في ممارسة حياته اليومية والشعور بالكفاية والاستقلال الوظيفي، كذلك قبوله للعجز مع تقوية شعوره وتخليصه من مشاعر النقص والخجل والسلوك الاعتمادي، وإن الهدف من ممارسة الأنشطة الترفيهية هو أن يشعر الفرد المعوق الذي يمارس النشاط بالسعادة والمتعة، أي أن الهدف للترويح هو السعادة، فهناك بعض المشاعر التي يكتسبها الفرد من خلال الأنشطة الترفيهية تتمثل في الشعور بالسعادة عند الابتكار وعند الانتماء والشعور بالألفة والأخوة، وعند ممارسته خبرات جديدة وعند الإنجاز وعند مساعدة الآخرين.