الابتكار التعليمي لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


يعد الابتكار التعليمي من الأسس التي يعمل عليها مجال تكنولوجيا التعليم، يقصد بتصميم المواقف التعليمية بصورة منهجية، مما يقود الطالب إلى التعلم، فعملية التعلم تحتاج إلى تصميم مواد تعليمية تتلاءم مع استعدادات ومع احتياجات وقدرات الطلاب، حتى تساعد في تحقيق الأهداف المرجوة.

الابتكار التعليمي لذوي الاحتياجات الخاصة

فالتعليم عملية تتصف بتعدد جوانبها وتتصف بتشابك عملياتها، مما أدت الحاجة إلى الاهتمام بعلم تصميم التعليم؛ بهدف الأخذ في الاعتبار تنظیم كل العوامل المؤثرة في عملية التعليم وعملية التعلم بما يساهم في تحقيق الأهداف التعليمية مع الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة.

كما يذكر بعض العلماء إن عن طريق التصميم التعليمي يتم تصميم بيئات تعليمية، من هدفها أن تحسن الأنشطة التعليمية والتي من هدفها أن تجعلها أكثر فاعلية، حيث يتم وصف الإجراءات ويتم وصف الأساليب الملائمة لإنجاز نتائج تعليمية مرغوبة، والسعي إلى تنميتها بناءً على شروط محددة.

والتصميم التعليمي مثل مثلة عملية كما يعرفها مجموعة من العلماء، هو تحديد المواصفات التعليمية الشاملة لأحداث التعليم وأحداث مصادره مثل نظم كاملة للتعليم، من خلال تطبيق مدخل منظم مبني على حل المشكلات وفي ضوء نظريات التعليم ونظريات التعلم.

ويهدف تحقيق تعليم فعال وكفء، فالتعليم يتكون من إجراءات أو يتكون من أحداث، ومصادر تعلم يتفاعل معها الفرد المتعلم داخل بيئة تعليمية لتحقيق التعلم المرجو، كما يحقق مراعاة خصائص الأفراد المتعلمين من ذوي الاحتياجات الخاصة كما يضع في عين الاعتبار التعدد الكبير في مصادر التعلم وفي البدائل الممكنة؛ بهدف تحقيق الأهداف التعليمية.

يفترض القول أن الهدف من التربية الموجهة للأفراد المتعلمين، مثل الهدف من التربية العامة فكلاهما يهدف إلى تهيئة الأجيال الصادرة في المجتمع؛ بهدف استيعاب معرفته واستيعاب قيمه وعاداته، وتكفل كذلك مشاركتهم الفعالة في ترقية المجتمع بناءً على مقتضيات العصر، إلا أن الاختلاف ما بين برامج التعليم الموجهة للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة والتربية العامة، يتبين في الأغراض ويتبين في أنواع الخدمات المقدمة وفي أسلوب تقديمها.

وقد اتبعت الكثير من النماذج في تصميم البيئات التعليمية التي تضع في عين الاعتبار، كل العوامل التي تؤثر في عملية التعليم وعملية التعلم، بما يهدف إلى تحقيق عنصر الكفاءة وعنصر الفعالية للتعليم، وقد اتفقت تلك النماذج إلى نسبة معينة فيما بينها تجاه مخرجات عملية التصميم التعليمي.

مخرجات عملية التصميم التعليمي لذوي الاحتياجات الخاصة

1- تحديد خصائص المتعلمين وحاجاتهم التعليمية

في تلك الخطوة يتم تحديد خصائص الأفراد المتعلمين من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويتم كذلك توصيفهم إضافة إلى تحديد حاجاتهم التعليمية من المواقف التعليمية، يفترض أن يراعي التصميم التعليمي لبيئات، وأن يراعى لبرامج التعلم الخاصة بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي إمكاناتهم وقدراتهم العقلية.

فالتعرف على خصائص النمو عند الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاص،ة تمد الفرد المصمم التعليمي بالمعلومات الضرورية عن جوانب النمو في الجوانب الأكاديمية، وفي الجوانب الجسمية والجوانب الاجتماعية والجوانب العقلية.

2- تحديد الأهداف التعليمية

تصاغ الأهداف التعليمية للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة بعبارات سلوكية، بناءً على خصائص الفرد المتعلم وبناءاً على متطلبات جوانب النمو المتنوعة والحاجات التعليمية التي سبق تحديدها، وتبين أهداف البرامج التعليمية الموجهة إلى الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى أهداف التربية العامة في تطويرهم وفي إعدادهم للحياة في المجتمع مع الافراد الآخرين خاصة.

إن هؤلاء الأفراد ذوي الإعاقات في حاجة كبيرة  إلى أن يستغلوا إمكاناتهم، وأن يستغلوا قدراتهم إلى أقصى درجة ممكنة، كما يريدوا أن يشقوا طريقهم إلى الحياة مع الأفراد الآخرين معتمدون على ذاتهم، وبعد ذلك يبدو أن أهداف البرامج الموجهة للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، ترتكز على علاج الآثار المبنية الناتجة عن الإعاقة، كما تهتم بمهارات الحياة اليومية وتهتم بمهارات الاتصال مع الأفراد الآخرين، مما يساهم على اندماج هؤلاء الطلاب مع مجتمعهم.

3- تحديد عناصر المحتوى التعليمي

إذ يتم تحديد عناصر المحتوى التي تحقق الأهداف التعليمية المرجوة، مع مراعاة خصائص الأفراد المتعلمين ومراعاة قدراتهم جدير بالذكر، أنه في تنظيم المحتوى يفترض مراعاة المعايير الثلاثة، الاستمرارية ويعني اتصال الخبرة لعناصر المحتوى في الاتجاه الرأسي، والتتابع أي أن كل خبرة تترتب على خبرات سابقة  وكذلك تمهد لخبرة أخرى.

والتكامل بمعنی صدور وحدة المعرفة ما بين عناصر البرنامج، كما لا يفترض أن يركز مضمون البرامج الموجهة للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة على الجانب الأكاديمي لوحده، ولكن يفترض أن يهتم كذلك بالجوانب المهنية وبالجوانب الفنية.

4- اختيار طريقة التدريس وتصميم مصادر التعلم وتصميم الأنشطة

يتم اختيار أسلوب تجميع الطلاب وطرق التدريس الملائمة لتحقيق الأهداف، مع مراعاة الضعف الناجم عن النقص في حاسة معين، كما يتم اختيار مصادر التعلم ويتم اختيار وسائله بناءً على توافقها مع خصائص الأفراد المتعلمين، وبناءً على نوع الخبرة المفروض توافرها، وأسلوب تجميع المتعلمين إضافة الى أسلوب التعلم يفترض اختيار أساليب تدريس خاصة بالأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة.

5- تصميم بيئة التعليم

إذ يتم تنظيم عمليات التعليم مجموعة الأحداث التعليمية، ومجموعة مصادر التعلم وأنشطة التعلم بأسلوب ملائم تساهم على تحقيق الأهداف في استراتيجية تعليمية، وتعد مدخلات تلك الاستراتيجية ما تم التوصل إليه في الخطوات التي ذكرت سابقاً من معلومات عن خصائص الأفراد المتعلمين، وحاجاتهم التعليمية والمحتوى وأساليب التدريس الملائمة.

ومصادر التعلم وبعدها يتم تصميم استراتيجية تطبيق الموقف التعليمي، بناءاً على هذه المدخلات لوضع خطة منظمة تحتوي الإجراءات التعليمية مرتبة بناءً على تسلسل ملائم لتحقيق الأهداف، وتتضمن تهيئة الأفراد المتعلمين، واستثارة انتباههم ودافعيتهم للتعلم إذ يبدأ الموقف التعليمي من خلال جذب انتباه المتعلمين ومن خلال استثارة اهتمامهم للتعلم الجديد.

واسترجاع التعلم السابق إذ يتم ربط الموضوع الجديد بما سبق للأفراد المتعلمين دراسته أو معرفته، وعرض مثيرات التعلم الجديد، إذ يتم عرض المعلومات الجديدة عن طريق الشرح وعن طريق التبسيط وتقديم الأمثلة المترابطة بها، والتي تهدف جميعها إلى مساعدة الفرد المتعلم على الاستيعاب الكامل للموضوع.

تنشيط استجابة المتعلم، إذ يتم تشجيع الأفراد المتعلمين على المشاركة في أنشطة التعلم، وفي البعد عن السلبية، وتقديم التعزيز والرجع والتعزيز يتوقف على الثواب والعقاب؛ بهدف تقوية السلوك أو بهدف إضعافه أما الرجع فهو القيام بتقديم معلومات تفصيلية عن الإجابة.

6- تصميم أدوات القياس للحكم على نواتج التعلم

إذ يتم التأكد من حصول التعلم؛ بسبب عمليات التعلم عن طريق أدوات القياس الملائمة لخصائص كل إعاقة، وتتبين أهمية التقويم البنائي؛ بهدف ملاحظة تقدم الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة بفئاتها المتنوعة ومدى استيعابهم لأفكار وخبرات الدرس.

طرق تجميع الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة وأسلوب التدريس المناسب لهم

1-  طرق قائمة على جهد المعلم (العرض)

وينتج ذلك الاتجاه من الفلسفة التقليدية للتربية التي ترى في الطالب من ذوي الاحتياجات الخاصة، كياناً غير مكتمل في أساليب نموه وغير قادر على البحث لوحدة أو غير قادر على تعليم ذاته لوحده، وأن المدرس باعتباره أكثر خبرة يعد هو أحد المصادر الرئيسية لحصول التعلم ولتسهيله، وبعد ذلك يكون للمدرس الدور الأساسي في إحداث التعلم.

2- طرق قائمة على جهد المتعلم

حيث يكون الطالب دور أساسي في التعلم ومثال على ذلك التعلم الفردي أو الذاتي، حيث يعمل الطالب على تعليم نفسه بنفسه دون حاجته للمعلم إلا إذا تطلب الأمر أو في حالات الضرورة.

3- طرق قائمة على جهد المعلم والمتعلم

يقوم كل من المعلم والمتعلم بدوره من أجل تسهيل عملية التعلم، ومن ميزات هذه الطريقة إيجابية المتعلم وتفاعله في أنشطة التعلم.


شارك المقالة: