ما هي مشكلات الكلام واللغة للمصابين بالشلل الدماغي

اقرأ في هذا المقال


يعد الشلل الدماغي من الحالات العصبية التي تؤثر بشكل كبير على القدرات الحركية والتنسيقية للجسم، وقد يترافق مع العديد من التحديات الجسدية والعقلية، بما في ذلك مشكلات الكلام واللغة. غالبًا ما تواجه الأطفال والبالغين المصابين بالشلل الدماغي صعوبات في التواصل اللفظي، وهذا يعود إلى تأثر الجهاز العصبي المركزي الذي يتحكم في مهارات النطق والتواصل، يعاني هؤلاء الأشخاص من اضطرابات متنوعة قد تؤثر على النطق، والقدرة على التعبير اللغوي، وفهم اللغة.

مشكلات الكلام واللغة لدى الأفراد المصابين بالشلل الدماغي

يعتبر عسر التلفظ المشكلة الأساسية للأفراد المصابين بالشلل الدماغي، حيث يمكن التفريق ما بين عسر التلفظ الذي يصيب الأطفال المصابين بالشلل الدماغي وبين عسر التلفظ النمائي. وإن بعض الأطفال الذين يعانون من شلل الدماغي يعانون أيضاً من بطء في اكتساب اللغة، والبعض الآخر لا يحقق مستوى طبيعياً من اللغة، فعلى أية حال فإن هذا التأخر أو الاضطراب في اللغة ينجم عن عدة عوامل متعددة، تشمل التخلّف العقلي ونقص في السمع التي قد تصاحب الشلل الدماغي.

وإن عسر التلفظ النمائي للأطفال الذين يعانون من شلل الدماغي يشتمل على مشكلات في النطق، التنفس، طلاقة الصوت والنغمة، كما يوصف كلام الأطفال الذين يعانون من الشلل الدماغي بقصر الجمل ووقفات متكررة أثناء الكلام؛ بسبب عدم التناسق العضلي.

ويُصنَّف الشلل الدماغي وفق الأطراف المصابة إلى شلل نصفي، حيث تكون الإصابة في الطرف العلوي والسفلي من الجانب الأيمن أو الجانب الأيسر من الجسم، وعند شلل الأطراف السفلى تكون الإصابة فقط على الرجلين، أمّا الشلل الثنائي تكون الإصابة في في الأطراف السفلى وترافقها إصابة بسيطة في الأطراف العليا، والشلل الرباعي تكون الإصابة في الأطراف الأربعة.

أنواع مشكلات الكلام واللغة لدى المصابين بالشلل الدماغي

تختلف مشكلات الكلام واللغة بناءً على مدى وشدة تأثير الشلل الدماغي على الفرد، ويمكن تصنيفها على النحو التالي:

  • عسر التلفظ (Dysarthria): يعد عسر التلفظ أحد أكثر أنواع اضطرابات الكلام شيوعًا بين المصابين بالشلل الدماغي. ويحدث عندما تتأثر العضلات المسؤولة عن النطق، مثل عضلات الفم واللسان والحلق، مما يجعل التحكم في النطق صعبًا. يصاحب هذه الحالة بطء في الكلام، وصعوبة في التحكم في درجة الصوت، وضعف في وضوح الكلمات، مما يجعل كلام الشخص صعب الفهم.

  • التأتأة أو التلعثم: بعض المصابين بالشلل الدماغي يعانون من التأتأة، وهي صعوبة في استمرارية تدفق الكلام. تتسم التأتأة بتكرار الأصوات أو المقاطع، أو التوقفات غير المرغوب فيها أثناء الكلام، مما يؤثر على طلاقة التواصل اللفظي.

  • اضطراب المعالجة اللغوية: قد يجد بعض المصابين بالشلل الدماغي صعوبة في معالجة وفهم اللغة، سواء كانت المنطوقة أو المكتوبة. ويمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى تأخر في فهم الكلمات أو العبارات أو التعليمات، مما يؤثر على قدرتهم على التواصل بشكل فعال.

  • ضعف مهارات التعبير اللغوي: يمكن أن يكون من الصعب على المصابين بالشلل الدماغي تكوين الجمل وترتيب الأفكار للتعبير عما يريدون قوله. هذه المشكلة تتعلق بالصعوبة في تكوين تعابير لغوية واضحة ومنظمة، مما يؤثر على قدرة الشخص على التعبير عن مشاعره وأفكاره بطريقة مفهومة.

  • ضعف التحكم في التنفس أثناء الكلام: يؤثر الشلل الدماغي في بعض الأحيان على القدرة على التحكم في عملية التنفس، التي تعد ضرورية لإنتاج الكلام. يمكن أن يؤدي هذا إلى صعوبة في ضبط توقيت التنفس والنطق، مما يؤثر على وضوح الكلمات وعلى استمرارية الحديث.

تأثير مشكلات الكلام واللغة على الحياة اليومية

مشكلات الكلام واللغة لدى المصابين بالشلل الدماغي لا تؤثر فقط على عملية التواصل، بل تؤثر أيضًا على العلاقات الاجتماعية والتعليمية والعملية. عندما يواجه الشخص صعوبة في التعبير عن احتياجاته أو أفكاره، قد يشعر بالعزلة أو الإحباط. كما أن عدم القدرة على التواصل بوضوح قد يؤدي إلى سوء فهم أو نقص في التفاعل مع الآخرين، مما يؤثر على التطور الاجتماعي والعاطفي للمصاب.

في البيئات التعليمية، قد يواجه الأطفال المصابون بالشلل الدماغي تحديات في الفصول الدراسية، حيث يحتاجون إلى مزيد من الوقت والجهد لفهم التعليمات والتفاعل مع زملائهم والمعلمين.

طرق التعامل مع مشكلات الكلام واللغة

يتم استخدام مجموعة من الاستراتيجيات والطرق العلاجية لمساعدة المصابين بالشلل الدماغي على تحسين قدراتهم اللغوية والكلامية، ومن أبرزها:

  • العلاج النطقي: يُعد العلاج النطقي جزءًا أساسيًا في تأهيل المصابين بالشلل الدماغي. يتضمن تمارين لتحسين التحكم في عضلات النطق والتنفس وتوضيح الأصوات والكلمات. قد يستخدم المعالجون تقنيات لتحسين نبرة الصوت وسرعة الكلام، كما يعملون على تقوية عضلات الفم واللسان.

  • استخدام وسائل التواصل البديلة والمعززة (AAC): تساعد وسائل التواصل البديلة، مثل اللوحات التفاعلية والأجهزة الإلكترونية، المصابين على التعبير عن أفكارهم واحتياجاتهم بطريقة أخرى. يمكن للصور أو الكلمات المكتوبة أن تكون أدوات بديلة للكلام، وتسهم في تعزيز التواصل بشكل فعال.

  • التدريب على التنفس والسيطرة على التنفس: يعمل المعالجون مع الأشخاص المصابين بالشلل الدماغي على تحسين مهارات التنفس، والتي تساعد في تعزيز جودة الصوت وزيادة طلاقة الكلام.

  • التدريب على المهارات الاجتماعية والتفاعلية: يُساعد التدريب على المهارات الاجتماعية المصابين على تحسين قدرتهم على التفاعل مع الآخرين، كما يعزز من قدرتهم على التعبير عن أنفسهم في مواقف اجتماعية مختلفة.

  • التوجيه النفسي والدعم العاطفي: يعد الدعم النفسي ضروريًا لمساعدة المصابين على التغلب على التحديات المرتبطة بمشكلات الكلام واللغة. توفير بيئة داعمة وصبر في التعامل يعزز ثقتهم بأنفسهم ويخفف من القلق الذي قد يشعرون به عند التحدث.

تؤثر مشكلات الكلام واللغة بشكل كبير على حياة المصابين بالشلل الدماغي، مما يبرز أهمية الرعاية والدعم لهم ولعائلاتهم. من خلال استخدام العلاجات المناسبة وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي، يمكن تحسين جودة حياة هؤلاء الأشخاص ومساعدتهم على تحقيق تواصل أكثر فعالية، مما يتيح لهم فرصًا أكبر للاندماج في المجتمع وتنمية علاقاتهم وتطوير شخصياتهم.


شارك المقالة: