يفترض أن يراعي التصميم التعليمي بيئات وبرامج التعلم الخاصة بالأفراد ذوي الإعاقة العقلية قدراتهم، وكذلك إمكاناتهم العقلية المحدودة عن طريق التعرف على خصائص النمو لدى الأفراد ذوي الإعاقة العقلية الذين لديهم قابلية للتعلم.
تصميم التعليم لذوي الإعاقة العقلية
1- تحديد خصائص المتعلمين وحاجاتهم التعليمية
خصائص النمو الجسمي لهم من الجانب الحسي للأفراد ذوي الإعاقة العقلية القابلين للتعلم، لديهم عديد من الإعاقات البصرية والإعاقات السمعية والإعاقات الجسمية أكثر مما يوجد عند الأفراد الأسوياء، مما يؤدي إلى قصور الانتباه وقصور الإدراك وقصور التركيز وكذلك التوافق الحركي، وخصائص النمو العقلي لذوي الإعاقة العقلية أقل في نسبة نموه من الفرد العادي.
ومن أهم سمات النمو العقلي لدى الأفراد ذوي الإعاقة العقلية القابلين لعملية التعلم، قلة الانتباه والفرد لا ينتبه إلا لشيء واحد ويكون انتباهه لفترة قصيرة ويكون لديه تشتت في الانتباه بسرعة كبيرة، وقصور في عمليات الإدراك فمثلاً يعاني الفرد ذو الإعاقة العقلية من قصور في عملية التمييز وعملية التعرف على المثيرات؛ نتيجة صعوبات الانتباه وصعوبات التذكر.
وقصور في الذاكرة القصيرة وفي الذاكرة البعيدة، لذا فهم يتعلمون بشكل بطيء، ولا يتوقف الفرد ذو الإعاقة العقلية عند مستوى التفكير البسيط، وعند استعمال المفاهيم الحسية واستعمال الصور الذهنية والصور الحركية، ويبقى متوقفاً عند درجة المحسوسات ولا يرتقي إلى درجة المجردات، وغالباً هؤلاء الأفراد يعانون من صعوبة في الانتباه، ومن صعوبة في اللغة وصعوبة التركيز.
وكذلك صعوبة في أداء الأعمال الكتابية وصعوبة في الذاكرة، وبطء في نمو مهاراتهم الحركية ومهاراتهم اللغوية، أما الحاجات التعليمية للأفراد ذوي الإعاقة العقلية تتبين في حاجاتهم إلى تطوير وتعديل كل من المهارات الوظيفية، والعلاقات العامة والمهارات الدراسية، الحاجة إلى تطوير القدرة على التفكير، فالفرد ذو الإعاقة العقلية يحتاج إلى بيئة تعليمية يتوافر فيها المثيرات، من أجل تطوير قدراته على التعرف وقدرته على اكتشاف ما حوله.
والحاجة إلى تطوير القدرة على البحث والقدرة على الاكتشاف، يفترض أن يصمم التعليم بما يساعده للوصول إلى درجة البحث ومستوى الاكتشاف، وفي الحاجة إلى تطوير القدرة اللغوية يفترض أن يراعي التصميم التعليمي ممارسة الخبرات الحياة الحسية وخبرات الحياة الحركية، مما يساهم على استيعاب معاني الأشياء مما يساعد في اكتساب المهارة اللغوية.
2- تحديد الأهداف الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة العقلية
تهدف البرامج التعليمية الموجهة للأفراد ذوي الإعاقة العقلية إلى تأهيل الفرد، وإلى إعداده للتعايش في المجتمع ومع الأفراد الآخرين، إذ يتمكن هذا الفرد ذو الإعاقة العقيلة، أن يستغل إمكانياته وقدراته إلى أقصى درجة ممكنة، كما يتمكن أن يشق طريقه إلى الحياة مع الأفراد الآخرين، معتمداً على نفسه وبعد ذلك تركز هذه البرامج على تزويد الأفراد ذوي الإعاقة العقلية بالمعلومات وتزويدهم بالمهارات المهمة.
والتي تساهم على التوافق الشخصي والتوافق النفسي، فتؤكد تصمیم أغلب البرامج التعليمية لهؤلاء الطلاب على الأهداف العامة الآتية تطوير المهارات الاجتماعية، وتضمن تعلم الفرد مهارات التفاعل الاجتماعي ومهارات التكيف داخل الأسرة وداخل المجتمع، وتطوير المهارات الصحية، وتضمن تعليم الفرد العادات الصحية الملائمة مثل النظافة والتغذية.
وتطوير المهارات الحسية، وتضمن التدريب الحسي للفرد عن طريق تمييز الأصوات وتمييز الألوان، وكذلك الأشكال والروائح عن طريق تدريب كل حواس الفرد، وتطوير المهارات العقلية، وتضمن تعليم الفرد وتدريبه على عمليات التمييز وعمليات التذكر وعمليات التعميم، وكذلك إدراك العلاقات، وتطوير المهارات الحركية، وتضمن تعليم الفرد مهارات الترابط الحركي والسرعة في الأداء الحركي والدقة.
وتطوير المهارات الفنية، وتضمن تعليم الفرد ممارسة بعض الأعمال الفنية مثل الرسم والموسيقى والغناء، وتطوير مهارات الأمن والسلامة، تضمن تعليم الفرد مهارات السير في الشوارع واستعمال وسائل النقل وتجنب المخاطر، وتطوير المهارات المهنية، وتضمن تعليم الفرد المهارات التي يحتاجها في ممارسة الأعمال المهنية في المستقبل عن طريق التدريب.
وتطوير مهارات الاتصال، وتضمن تعليم الفرد واكسابه مهارات القراءة ومهارات الكتابة، وتطوير المهارات الحسابية، وتضمن تعليم الفرد واكتساب مهارات العدد والكم.
3- تحديد عناصر المحتوى التعليمي
حيث يتم تحديد عناصر المحتوى التي تحقق الأهداف التعليمية المرجوة مع مراعاة خصائص الأفراد المتعلمين، وكذلك قدراتهم وتركز موضوعات الدراسة للأفراد ذوي الإعاقة العقلية على الجانب الوظيفي المناسب للمرحلة العمرية التي يمر بها الشخص، أي تركز على مهاراته الحياتية سواء بمنزله أو ببيئته المحلية.
وذلك بما يساهم في اتخاذ قراراتهم بشكل مستقل من خلال انخراطهم في خبرات الحياة اليومية، في ضوء الاحتياجات التعليمية للأفراد ذوي الإعاقة العقلية، تحدث بعض العلماء إلى ضرورة تضمين محتوى برامجهم التعليمية موضوعات تساهم على تعلم الأساسيات البسيطة في القراءة والكتابة والحساب، والتي تعطي لهم فرص ممارسة التربية الفنية والتربية الحركية والتربية الرياضية، بناءً على قدراتهم الجسمية وقدراتهم الذهنية.
4- اختيار طريقة التدريس وتصميم مصادر التعلم وتصميم الأنشطة
يحتاج التدريس للأفراد ذوي الإعاقة العقلية إلى التخطيط المناسب، فهناك استراتيجيات تدريس يمكن استعمالها في تعليم الأفراد ذوي الإعاقة العقلية، مثل التدريس الجماعي، أن تصميم الأنشطة التعليمية للأطفال ليس عمل سهل، حيث يجب مراعاة بعض الأمور عند التصميم ومنها، ارتباط الأنشطة بإكساب الطلاب خبرات ضرورية لتحقيق أهداف معينة.
ومراعاة المستويات والقدرات عند كل طالب، وتتابع الأنشطة والقيام بتنظيمها بتتابع،،وفيما يرتبط بالأنشطة التعليمية التي من المحتمل اختيارها لتعلم الأفراد ذوي الإعاقة العقلية، فهي تتبين في مواقف تساهم في التكيف الشخصي والتكيف الاجتماعي والاعتماد على النفس، والتدريبات الحسية المختلفة وتطوير الإدراك وتطوير الملاحظة، ونشاط تمثيلي يساهم في علاج عيوب النطق وعلاج عيوب الكلام.
5- تصميم بيئة التعليم
يفترض مراعاة الكثير من الأمور عند التعامل مع هؤلاء الأفراد منها، أن يمر الفرد بخبرة نجاح وذلك عن طريق تنظيم المادة التعليمية وعن طريق استعمال الوسائل التي تقود الفرد إلى الإجابة الصحيحة، وتعزيز الاستجابة الصحيحة إذ يفترض أن يكون التعزيز بشكل مباشر، وأن يكون واضحاً، والانتقال من خطوة إلى خطوة أخرى يفترض أن يسبر الدرس حسب خطوات مرتبة ومتسلسلة.
ونقل التعلم وتعميم الخبرة، وذلك من خلال تقديم نفس المصطلح في مواقف وعلاقات مختلفة، مما يساهم في نقل ما يتعلمه الفرد إلى مواقف جديدة، وضعف الذاكرة قصيرة المدى وإضافة إلى سرعة النسيان، وبعدها استيعاب ما يحتاجون إلى تكرار أكثر للتعلم، والقيام بربط ما بين المهارة التي تم تعلمها وبين المواقف المتنوعة؛ وذلك بهدف الاحتفاظ بها وعدم نسيانها.
6- تصميم أدوات القياس للحكم على نواتج
أن التخطيط المنظم يعمل على قياس مدى فاعلية التعليم لذوي الإعاقة العقلية، وأن الملاحظة المنتظمة هي أحد طرق القياس الفعال؛ لأنها تقدم معلومات عن ميول الطلاب وسلوكهم، وأيضاً تقدم مساعد في تطوير قائمة اختبار لهؤلاء الطلاب.