التفكير الإبداعي والعمليات الإبداعية

اقرأ في هذا المقال


عقبة التسرع وعدم احتمال الغموض في التفكير الإبداعي:

تشترك هذه الصفة بالرغبة في التوصل إلى نواحي المشكلة عن طريق اختيار أول فرصة دون استيعاب كل الجوانب للمشكلة والعمل على إيجاد بدائل أو حلول عدة لها ومن ثم اختيار الأفضل، ومن المشكلات الموافقة لهذه الصفة عدم احتمال المواقف المعقدة أو الغامضة والتعرف من مواجهتها.
إن الرغبة الملحة في الحفاظ على شروط الأمن والنظام الشخصي تقوم بتضعيف القدرة على احتمال المواقف المجهولة أو المواقف غير الواعدة بنتائج سارة، وتتجلى هذه الصفة لدى الأشخاص الذين يصرون على طرح أفكار عملية ومحسوسة في صورة نهائية، كما يعد التأخير بإعطاء الأحكام من السمات المهمة للتفكيرالإبداعي وعند اتباع عملية العصف الذهني مثلاً لا يسمح بإعطاء الأحكام إلا بعد نفاذ كل فرضة ممكنه لتوليد الأفكار.

مرحلة الإصرار والمثابرة في العمليات الإبداعية:

إن تذكر العلماء الذين قدموا للبشرية ما يستحقون من إبداعات في العلوم والفنون، تعبّر بوضوح عن أهمية توفر قدرات رفيع من المحاولة والمثابرة أثناء مرحلة اختزان الفكرة وبعدها، فقد أمضى أينشتاين أربعة عشر عاماً وهو يطور اختراقه الأول في بحثه عن النظرية النسبية الذي نشره عام (١٩٠٥) وقبل أن يصبح نجماً عالمياً.
ومثال جائزة نوبل عام (١٩٢٢) عام على أن يخوض مواجهات جادة مع أشهر الفيزيائيين المعاصرين له من الذين عارضوا نظريته أول لم يعيروها اهتماماً يذكر أمثال (ماخ ويوينكير وبلانك) ولا سيما في السنوات الأولى التي أعقبت نشر ورقته الأولى عن النظرية وهو يقول معلقاً على موقف (ماخ) من نظريته إن موقفه من نظريتي النسبية العامة هو موقف الرفض ولكنني لست مستاءً؛ لأنه لا يوجد لدى سند لكرتي حتى الآن سوى حجة أبستمولوجية واحدة.
ولو نظرنا إلى الإحباطات التي عانى منهم في شبابه لأدراكنا قيمة الإصرار والمثابرة في استكمال النتائج التي توصل لها في نظريته النسبية الخاصة عام (١٩٠٥) ومن ذالك مثلاً أنه لم يقبل في معهد البولتكنك بسويسرا من المحاولة الأولى، وأنه لم يتخرج بنجاح من الجمناز يوم مدرسة ثانوية ألمانية تعرف ومناهجها الأكاديمية القوية، وأنه لم يجد دعماً موثراً من أساتذة أو مرشدين وأنه لم ينجز رسالة الدكتوراة.


شارك المقالة: