الثقافة والشخصية في الأنثروبولوجيا

اقرأ في هذا المقال


إن شخصية الإنسان تنمو وتتطور، من حيث خصائصها المتنوعة، ضمن الإطار الاجتماعي والثقافي الذي تتكون فيه، وتتعاون معه حتى تتكامل وتكتسب الصفات الفكرية والمعرفية والسلوكية التي تساعد على تكيف الإنسان، وعلاقاته بالمجتمع العام المحيط به.

علاقة الثقافة بالشخصية في الأنثروبولوجيا:

تعتبر الثقافة مسؤولة عن القسم الأكبر من مضمون أي شخصية، وكذلك عن التنظيم العام للشخصيات، وذلك من خلال تركيزها على الاعتبارات أو الغايات المختلفة. فالثقافة ذات ارتباط بالشخصية، حيث تُكون جزءاً رئيسياً من أجزاء هذه الشخصية وتحدد صفاتها. ولذلك، فإن البحوث الثقافية والشخصية، تُكوّن حلقة وصل بين علم النفس وعلم الأنثروبولوجيا. فمن الصعب فهم أي إنسان بصورة جيدة، من دون فهم الاعتبارات الثقافية التي عاش عليها. كما لا نستطيع معرفة أي ثقافة إلاّ بمعرفة الأشخاص الذين يعيشون فيها ويتفاعلون معها، والتي تتضح في سلوكاتهم الواضحة، حيث تظهر تأثيرات الثقافة على الإنسان في الجوانب التالية:

  • الناحية الجسمية: إن الثقافة المنتشرة في مجتمع من المجتمعات، ممكن في كثير من الأوقات ان تجبر الإنسان بما لديها من قوة، وسيطرة مأخوذه من العادات والتقاليد على أفعال وسلوكيات قد تسبب الضرر بالجوانب الجسدية بشكل كبير.
  • الناحية العقلية: تؤثر الثقافة بمختلف جوانبها في النواحي العقلية للشخصية، وخاصة من النواحي المعرفية والفكرية. فالإنسان الذي ينشأ في مجتمع تتسم ثقافته بالشرائع الدينية أو أفكار الشعوذة، تصبح أفكاره متعلقة بذلك.
  • الناحية الانفعالية: تحتوي على الناحية الوجدانية، إي ما لدى الإنسان من مشاعر وعواطف غريزية ثابتة، والتي يحصل عليها منذ ولادته وطفولته. وترتكز على التكوين الفيزيولوجي والغددي والهرموني والعصبي، وتوضح الدراسات الأنثروبولوجية، أن للثقافة موقفاً مهماً في تربية عواطف الإنسان وتربية انفعالاته.
  • الناحية الخُلُقية: تعتبر الناحية العقلية والناحية الانفعالية القاعدة الأساسية التي ترتكز عليها الخصائص الخُلُقية. ولهذا فإن الأخلاق المنتشرة في المجتمع، هي نتيجة تفاعل النواحي العقلية والانفعالية، مع الجوانب البيئة.

جوانب تأثير الثقافة على النسق الاجتماعي للفرد:

تتجلى جوانب تأثير الثقافة على النسق الاجتماعي للفرد، في الجوانب التالية:

  • تعطي الثقافة للإنسان، أشكال السلوك والتفكير، التي يجب أن يكون عليها، وخاصة في خطواته الأولى، بحيث ينمو على عادات وتقاليد واتجاهات تؤثّر عليه، بحسب خصائص ثقافته التي نشأ فيها.
  • تعطي الثقافة للإنسان، تحليلات جاهزة عن الظواهر الطبيعية والحياة ونشأة الفرد ومراحل تطور الحياة الحياة.
  • تعطي الثقافة للإنسان المفاهيم والتعابير التي يمكن من خلالها أن يفرق بين ما هو صحيح من الأشياء، وما هو غير صحيح.
  • تساعد الثقافة على تكوين الضمير الحي عند الإنسان، بحيث يكون هذا الضير المشرف العام على تصرفاتهم وأفعالهم.
  • تعزز الثقافة المشتركة في الإنسان، إحساساً بالولاء والانتماء، فتجمعه بالآخرين مشاعر واحدة في مجتمعه، وتميزهم عن المجتمعات الثانية.

شارك المقالة: