اقرأ في هذا المقال
الخصائص الانفعالية للموهوبين والمتفوقين:
المقصد من الخصائص الانفعالية هي تلك الخصائص التي لا تكون ذات طبيعة معرفية أو ذهنية، ويتكون ذلك من كل ما له علاقة بالجوانب الشخصية والاجتماعية والعاطفية، حيث لا يمكن أو من غير الإمكان الفصل بين الجانب المعرفي عن جانب الانفعالي أو عزل التفكير عن المشاعر في عملية التعلم.
حيث نجد أن المناهج المدرسية تركز على الجانب المعرفي وعلى من يسمع أو يشاهد، حيث يمكن التركيز على ما يدور في صفوف المدارس، في الوقت الحالي يمكن أن نجد سيلاً من الحقائق والمعادلات والقوائم والأماكن والتواريخ التي يقوم المعلمون بتفرغها في محاضراتهم دون اهتمام بذكر بالجانب الانفعالي لعملية التعليم والتعلم.
إن تحقيق مستويات متطورة في التطور المعرفي للأطفال الموهوبين والمتفوقين ومن غير الضروري حدوث تقدم مماثل في النمو الانفعالي، وبكل الأحوال فإن النمو الانفعالي لا يعتبر موضوعاً مدروساً كما هو الحال بالنسبة للرياضيات أو اللغة الانجليزية أو اللغة العربية ومن ثم فليس مكان في المنهاج.
تتفق العديد من الدراسات على أن الغالبية العظمى من الأطفال الموهوبين والمتفوقين يحظون باستقرار عاطفي واستقلالية ذاتية، والعديد من الأطفال الموهوبين والمتفوقين يقومون بلعب أدوار قيادية على الدرجات الاجتماعية وفي مختلف مراحل دراستهم، ويكون الأطفال الموهوبين والمتفوقين أقل تعرضاً لمشكلات الاضطرابات الذهانية والعصابية من الأطفال العاديين ويبدون سعداء بحبهم وحب زملائهم.
ويوجد العديد من الأقوال بأن الموهوب والمتفوق غير متكيف اجتماعياً ومضطرب عاطفياً، وتوصل العديد من الباحثين إلى نسب ذكاء منهم الباحثة (هولينغويرث) وبخصوص الطفل الموهوب والمتفوق الذي تم اختبارهم على مقياس (ستانفورد بينيه) وكانت درجة ذكائهم (180) فأعلى.
حيث وجدت العالمة (هولينغويرث) اثنى عشر طفلاً فقط من هذا المستوى خلال (23) سنة من بحثها في المجتمع، ولاحظت خلال دراستها أن الأطفال الذين يعانون من عزلة اجتماعية في الصغر يكونون غير متكيفين بصورة جيدة في سنوات الرشد.
حيث أن معظم المجتمعات لا ترحب بالانحراف الشديد عن البروتوكول أو المعايير المتعارف عليها مهما كان نوعه، حيث يتوقع أن يواجه الأطفال الذين يتمتعون بدرجة ذكاء عالية جداً اضطرابات عاطفية واضطرابات اجتماعية أكثر من الطفل الموهوب والمتفوق الذين تتراوح درجة ذكائه (130- 150).
النضج الأخلاقي المبكر من خصائص الموهوبين والمتفوقين:
تشير عدة دراسات إلى وجود علاقة إيجابية بين مراحل النضج الأخلاقي وبين مراحل النسج العقلي أو المعرفي، وتلخص إلى أن النضج الأخلاقي محكوم ضمن قواعد بالنضج المعرفي، وأن الأطفال الذين يتمتعون بنضج أكثر من الناحية المعرفية يكونون عادة أقل تركيزاً على الذات من الأطفال العاديين.
وقد أشارت العديد من الدراسات إلى تقدم بمستوى النضج الأخلاقي الأطفال الموهوبين والمتفوقين ومنها دراس (تيرمان) حيث تم دراسه الأطفال الموهوبين والمتفوقين في عينة الدراسة الطولية، حيث أظهروا تطوراً ملحوظ في مستوى نضجهم الأخلاقي وبمقدار يقابل مراحل النضج الأخلاقي لمن هم أكبر بأربع سنوات.
وتوجد العديد من الدلالات المهمة التي تشير إلى مستوى التقدم للأطفال الموهوبين والمتفوفين في درجة التقدم الأخلاقي مقارنة بالأطفال العاديين، و إدراك الأطفال الموهوبين والمتفوقين القوي لمصطلح العدالة في علاقتهم مع الآخرين وإمكاناتهم على الضبط والتحكم الذاتي وتفضيلهم اللعب مع من هم أكبر سناً منهم.
وأيضاً اتخاذ الأطفال الموهوبين والمتفوقين الأطفال الأكبر سناً أصدقاء وانشغالهم بنشاطات وقضايا ترتبط بالعدالة الاجتماعية والمساواة، والمبالغة في نقد الذات ونقد الآخرين في المواقف التي لا تتطابق مع توقعاتهم أو معاييرهم للعدالة والمساواة والمثالية في العلاقات الإنسانية و اهتمامهم بمشكلات الآخرين.
وأيضاً ميل الأطفال الموهوبين والمتفوقين لتقديم المساعدة وتطوير إنظمة القيم في مرحلة مبكرة من عمر الطفل وإصدار الأحكام على سلوكاتهم وسلوكات الآخرين على أساس مبدأ النظام القيمي، وقدرتهم على التمييز بين ما هو صحيح وخاطئ والأسباب المودية لذلك، وبين الحقوق والواجبات في سلوكاتهم وسلوكات الآخرين.
وأيضاً يجب ذكر أن الأطفال الموهوبين والمتفوقين لديهم إحساس قوي لقضايا الحق والمساواة، يمكن أن تعمل على الوقوع في مشكلات مع المعلمين والإداريين عندما لا يستطيع الأطفال على شرح الإجراءات والتعليمات المدرسية لهم وتبريرها، ومن الأهمية بمكان توضيح القواعد والأنظمة الصفية والمدرسية في إطار فائدة المجتمع المدرسي والعدالة مع المجتمع.
ومع تقدم البحوث والدراسات الحديثة في علم نفس الموهبة تم ظهور مصطلحات منها الموهبة الأخلاقية والحكم الأخلاقي والمسؤولية الأخلاقية والمحاكمة الأخلاقية، كما تم نقاش هذه الدراسات في طبيعة العلاقة بين هذه المفاهيم وبين الموهبة أو التفوق العقلي.