الخصائص العامة لمعلم الطلبة الموهوبين والمتفوقين

اقرأ في هذا المقال


الخصائص العامة لمعلم الطلبة الموهوبين والمتفوقين:

1- الخبرة في مجال التخصص:

إن الخبرة والعمق في مجال التخصص الذي يتعلمه المعلم هدف أساسي لنجاحه في تدريس الموهوب والمتفوق، وتمثل الشهادة الجامعية الأولى في موضوع التخصص؛ لأن المعلم المتمكن في أساليب وطرائق التدريس وليست لديه قاعدة صلبة من المعرفة بموضوع تخصصه، ولا يمكن أن يكون المعلم قادر على مواجهة الصعوبات التي توجد في فصل خاص للطلبة الموهوبين والمتفوقين.

وحتى يكون المعلم قادراً على العمل مع طلبة يتميزون بتنوع الاهتمامات وعمقها، لا بد أن يكون راغباً في تعلم شيء جديد حول موضوعات متعددة، بالإضافة إلى موضوع تخصصه الذي يمثل الحد الأدنى المطلوب، وإن التعطش للمعرفة يجب أن يكون مقصوداً لذاته وليس لتحقيق غايات مرحلية أو منافع شخصية وقتية، ومن المحتمل أن يتعلم المعلم من طلبته أنفسهم في مجالات اهتماماتهم، أما في مجاله هو فينبغي أن يمتلك مستوى رفيعاً من السيطرة على محتواه إلى إتقان مهاراته.

إن العمل مع الطلبة الموهوبين والمتفوقين ممتع لأولئك الذين يثير فيهم هذا العمل نشاطاً عقلياً وعاطفياً وجسمياً، إلا أنه قد يكون مصدر إحباط وحيرة لأولئك الذين يتوقفون عند حدود معارفهم السابقة ولا يجهدون أنفسهم من أجل تطويرها وإغنائها بالقراءة والبحث الدائم، ذلك أن الطلبة الموهوبين والمتفوقين يواصلون الضغط على المعلم في مجالات اهتمامهم، وعليه ان يكون مهيأ لمواجهة المواقف الصعبة حتى في معالجة قضايا تتعلق بمجال تخصصه.

2- الشجاعة الأدبية:

يواجه المعلمون عادة بعض المشكلات التي تعيق عليهم مثل عدم درايتهم بالإجابة عن سؤال ما في مجال تخصصهم لطلبتهم، وفي الأغلب يقدمون إجابات ليست بمستوى الدقة وربما مغلوطة بدل اعترافهم بأنهم لا يعرفون الإجابة الصحيحة، ويجب أن يكون معلم الطالب الموهوب والمتفوق صادق وأمين مع نفسه ومع طلبته، ولا يعيبه أبداً أن يقول لا أعرف الإجابة.

إن العمل مع الطلاب الموهوبين والمتفوقين يترتب علية مواجهة مواقف عديدة، قد يتبين لدى المعلم فيها عدم المعرفة وما لم يكن لديه الاستعداد للاعتراف بذلك، فإنه ينمي اتجاه غير إيجابي لدى طلابه وأن الجهل ضعف ومصدر للخجل، ولذلك يجب إخفاؤه حتى لو تطلب ذلك الادعاء بالمعرفة.

إن المثل القائل ليس عيباً أن تجهل شيئاً، ولكن العيب أن تظل جاهلاً به ينطوي على مغزی مهم في هذا الإطار، فالجهل بالشيء دافع قوي للتعلم، وتطوير دافعية الطلبة للتعلم تحتاج إلى أن يقدم المعلم نماذج حياً في سلوكه داخل الصف وخارجه، وجرأته على قول لا أعرف تمثل نموذجاً، لذلك عندما تستخدم لإثارة الدافعية للتعلم وليس لمجرد التسليم بعدم المعرفة.

وقد وصف المعلم الجيد للطلبة الموهوبين والمتفوقين بأنه المعلم الذي يوحي بالكثير وليس الذي يعرف الكثير أو الذي يدرس الكثير، وذلك لأن مثل هذا الإقرار نوع من العلم الذي يقود إلى تعلم جديد.

3- التنظيم والإعداد المسبق:

لا يقصد بالتنظيم الجيد والإعداد المسبق الجمود، ولكنه يعني ببساطة أن يكون العلم قادراً على ترتيب غرفة الفصل، وتوفير متطلبات أساسية لتعليم فعال، ووقت الحصة، والغرض من الحد من احتمالية ارتباك الطلبة، وتعزيز الحس بالمسؤولية الناتج عن معرفة المعلم بما يتوقعه من طلبته في وقت معين، وإعداد قدر من المعرفة والنشاطات الملائمة لدرجة الطالب.

كما أظهرت دراسة (بيشوب ,Bishop 1968) هي السلوك الصفي المنظم الذي يسير وفق خطة معدة مسبقاً، وربما كان هذا النوع من السلوك الصفي أكثر ضرورة وأهمية في حالة الصف المفتوح، ومهما كان نمط الصف فمن المهم أن يكون الطلبة على دراية تام بأن الأشياء منظمة وأن الطالب مستعد للدرسة، وأن هناك هدفاً واضحاً لكل ما يمارس في الصف.


شارك المقالة: