اقرأ في هذا المقال
- الخليفة المستعين بالله أحمد بن محمد المعتصم
- الحركات الثورية في عهد المستعين
- الحركات الثورية في الكوفة
- الحركات الثورية في مدينة الريّ
الخليفة المستعين بالله أحمد بن محمد المعتصم:
بعد وفاة المنتصر خَشِيَ قادة الأتراك أن يتولى الخلافة أحد أبناء المتوكل فينتقم منهم لقتلهم أباه لذا فقد اختاروا المستعين أحمد بن محمد المعتصم فهو عم المنتصر. ولد المستعين عام (221 هجري)، وأمّه أمّ ولد اسمها مخارق، وكان مليحاً أبيض، بوجهه أثر جُدريّ، ألثغ، خيّراً، فاضلاً، بليغاً، أديباً، وهو أوّل من أحدث لبس الأكمام الواسعة.
استوزر المستعين القائد التركي (أتامش)، كما أوكل إليه مُهمة تربية ابنه العباس، فبذّر الأموال وتطاول فحسده بقية القادة الأتراك وعملوا على التخلّص منه فقتلوه. وعيّن المستعين القائد وصيفاً على الأهواز، وبغا الصغير على فلسطين. ثم اجتمع رأي المستعين ووصيف، وبغا الصغير على قتل (باغر) التركي، وكان من القواد الكبار الذين باشروا قتل المتوكل فقتل عام (251 هجري)، أما بغا الكبير فقد توفي عام (248 هجري).
وأصبح ابنة موسى قائداً مكانه، كما مات في العام نفسه طاهر بن عبد الله بن طاهر فعمّد المستعين لابنه محمد بن طاهر على خراسان، ولمحمد بن عبد الله بن طاهر على العراق. وتنكر القادة الأتراك للخليفة المستعين فانتقل إلى بغداد، فبعث الأتراك إليه يعتذرون منه، ويسترضونه فلم يقبل، فأظهروا الشغب في سامراء، ودخلوا السجن، وأخرجوا من فيه ومنهم: المعتز، وأخوه المؤيد، وبايعوا المعتز وقوي أمره.
أما العراق فقد ظلت على بيعتها للمستعين، وبعث المعتز أخاه أبو أحمد لمُحاربة المستعين، وحدث القتال بين مواطني العراق بإمرة محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين ومواطني سامراء بإمرة أبي أحمد بن المتوكل، وطالت الحرب حتى أقنع محمد بن عبد الله بن طاهر الخليفة المستعين بأن يخلع نفسه ويشترط فوافق، واستسلم، وكتب شروطه وبايع للمعتز، وبايعت بغداد، وطلب المستعين أن ينتقل إلى مكة فلم يوافقوه ولا إلى البصرة.
فانتقل بعدها إلى واسط، فأرسل إليه المعتز من قتله بعد تسعة أشهر (3) شوال (252 هجري)، وكان قد خلع نفسه (4) محرم (252 هجري). أما بالنسبة إلى الغزو فقد غزا وصيف بلاد الروم عام (248 هجري)، وسار إليها أيضاً جعفر بن دينار على رأس صائفة عام (249 هجري)، واستأذن عمر بن عبد الله بن الأقطع بالغزو فسار على رأس قوة، والتقى بالروم إلى القرب من (ملاطية).
فاقتتلوا في يوم الجمعة منتصف رجب من عام (249 هجري)، فاستشهد في هذه المعركة أمير المسلمين ابن الأقطع، واستشهد ما يقرب من ألفي من المسلمين، ووصل الخبر إلى علي بن يحيى الأرمني، وكان عائداً من أرمينيا فانطلق على رأس قوة من المسلمين إلى بلاد الروم فاستشهد ومعه أربعمائة مسلم، وثارت العامة في بغداد لتهاون الخليفة والجيش في شأن الثغور، وانصرافهم إلى مشكلاتهم الخاصة، وجمع أصحاب اليسر من أهل بغداد أموالاً كثيرةً للنهوض إلى ثغور المسلمين بعد الذي حدث.
الحركات الثورية في عهد المستعين:
كثرت الحركات نتيجة ضعف الخليفة وتسلّط القادة على أمور الدولة واستبدادهم بها وبالخليفة نفسه، فشغب أهل حمص على عاملهم عام (248 هجري)، وتكرر شغبهم فأخرجوا عاملهم عام (249 هجري)، ثم خرجوا على عاملهم الجديد عام (250 هجري)، فسار إليهم موسى بن بغا الكبير فاقتتلوا بأرض الرستن عام (251 هجري)، وقد أسر في هذه المعركة أشراف حمص، وخلدوا بعدها إلى الهدوء.
الحركات الثورية في الكوفة:
تكونت الحركة بالكوفة بأبي الحسين يحيى بن عمر بن يحيى بن حسين بن الكوفة، وكان قليلاً، وأخرج السجناء، وكان يدعو إلى الرضا من آل محمد، وتبعه أُناس كثير، ولكنه هزم في النهاية وقتل عام (250 هجري). وظهر بناحية طبرستان الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسين بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وذلك أن الخليفة أقطع محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين أرضاً بتلك الجهات.
فأراد محمد أن ينتزعها بالقوة من أيديهم فثاروا ودعوا الحسن وبايعوه، فاجتمع حوله جماعة من الديلم، ثم تقدّم فانتصر على سليمان بن عبد الله بن طاهر أمير طبرستان من قبل الخليفة المستعين، ثم دخل الري وأخرج من بها من آل طاهر بن الحسين. وخرج بناحية قزوين وزنجان الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن اسماعيل الأرقط بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وهو المعروف باسم الكوكبي.
الحركات الثورية في مدينة الريّ:
ظهر في مدينة الريّ يوم عرفة أحمد بن عيسى بن حسين الصغير بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وقام بتأدية الصلاة بالناس يوم العيد، وقام بالدعوة إلى الرضا من آل محمد وهزم محمد بن علي بن طاهر، ثم عاد إلى الري عبد الله بن عزيز فأسر أحمد بن عيسى، وأرسله إلى نيسابور حيث قتل وذلك في خلافة المعتز.
وظهر في منطقة الكوفة الحسين بن محمد بن حمزة بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولكنه لم يبقى حتى هُزِمَ وقتل. وخرج بمكة إسماعيل بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وظلم الناس، وانتقل إلى المدينة فخرج منها عاملها وفعل فعله بمكة فكرهه الناس جداً، وسار إلى جدة فنهب أموال التجار، وسلب ما وصلت إليه يده، ومنع الناس من الوقوف بعرفة، فلم يقف عامها إلا إسماعيل بن يوسف هذا وعدد من جماعته، وارتكبوا المنكرات. أما الإمارات فلم يتغير في وضعها شيء.