أحداث السويد في الحرب العالمية الأولى والثانية

اقرأ في هذا المقال


عند بداية الحروب النابليونية لم توافق السويد على المشاركة في الحرب وخاصة بعد بداية الحرب العالمية الأولى، لم تتمكن السويد البقاء على موقفها خلال تلك الحرب، فقد كانت تتعاطف مع بعض الدول الصديقة لها المشاركة في الحرب، على الرغم من أنّ العلاقة الألمانية السويدية كانت تربطهما علاقة قوية، لم تقوم السويد بالوقوف إلى جانيها سوى بتجارة الأسلحة، وقد أدت تلك التجارة التي قامت بها السويد إلى انخفاض صادرات المواد الغذائية إلى السويد.

السويد قبل الحرب العالمية الأولى:

عندما بدأت الحرب العالمية الأولى كانت السويد متعاطفة مع ألمانيا؛ وذلك بسبب العلاقات الاقتصادية والثقافية، بالإضافة إلى علاقة النسب التي تربطهما، كما كان السياسيون السويديين من أكثر المحبين لألمانيا ومواقفها مع السويد، وقد قامت السويد بالتحالف بشكل سري مع ألمانيا والتي اتفقت كلا الدولتين على غزو مشترك، وتحولت السويد إلى عمليات التسليح والتي كانت قلقة جداً من تلك العملية؛ وذلك بسبب التوترات السياسية التي كانت تعاني منها أوروبا في تلك الفترة، فقرر ملك السويد بإصدار أوامر بتخفيض النفقات العسكرية والعمل على إلغاء السفن الحربية.

كانت القرارات التي قام ملك السود باتخاذها تأثير كبير على الشعب السويدي وخاصةً طبقة الفلاحين والذين قاموا بالخروج بمسيرة احتجاجية ضد عملية تسليح الفلاحين التي أمر بها الملك، وقد كان هناك رفض تام لقرار الملك في إدارة شؤون الدولة؛ وذلك بسبب اعتبار السويد تعتمد نظام برلماني وليس ملكي ولا يحق للملك في اتخاذ قرارات في الدولة؛ ممّا دفع ذلك إلى استقالة الحكومة السويدية احتجاجاً على قرارات الملك، فقامت السويد بالطلب من ألمانيا بإمدادات عسكرية لوقوفها بجانبها في الحرب.

السويد خلال الحرب العالمية الأولى:

قامت السويد عند بداية الحرب العالمية الأولى بتجهيز جيوشها ولم تكن أعداد الجيوش بالصورة المطلوبة التي يجب أن تشارك في الحرب، أما بالنسبة للتجهيزات العسكرية البحرية السويدية فلم يكن لدى السويد سوى سفينة حربية صغيرة والتي تم وضع الألغام فيها مقارنةً بالسفن البحرية للدول العظمى المشاركة في الحرب، كذلك الأمر كان بالنسبة للقوات الجوية السويدية والتي لم تكن لديها أيضاً إلا القليل من الطائرات الحربية العسكرية.

السويد خلال الحرب العالمية الثانية:

مع بداية الحرب العالمية الثانية في أوروبا اتخذت السويد موقفاً محايداً أيضاً في تلك الحرب، على الرغم من موقعها الاستراتيجي في تلك الحرب، إلا أنّ السويد نجحت في البعد عن تلك الحرب، ومع بداية الصراعات في أوروبا قامت السويد بإعلان موقفها الحيادي من تلك الحرب والتي قامت كلاً من البرتغال وإسبانيا وأيرلندا بإعلان نفس الموقف السويدي المحايد من تلك الحرب، على الرغم من ذلك قدمت السويد الكثير من التنازلات لصالح ألمانيا.

عندما قامت ألمانيا بغزو الاتحاد السوفيتي قامت السويد بمنح ألمانيا سككها الحديدية للعبور من خلالها، فقد كانت ألمانيا تقوم بنقل جنودها ودباباتها عبر السويد مروراً والنرويج وفنلندا، كما كانت ألمانيا تقوم بشراء الحديد من السويد لاستخدامه في صناعة أسلحتها والتي كانت تقوم ألمانيا بدورها بتدريب الجنود السويديين والنرويجيين للمشاركة في الحرب كما اعتبرت السويد في تلك الفترة ملجأ لليهود الدنماركيين والالمانيين و النرويجيين النازحين من الحروب.

السويد قبل الحرب العالمية الثانية:

قبل بداية الحرب العالمية الثانية كانت العلاقات متوترة بين الإمبراطورية الروسية والسويد، وقد جَرت تاريخية بين روسيا والسويد والتي كان أساس تلك الحرب النزاع على فنلندا والتي قامت روسيا بالاستيلاء عليها وسلبها من السويد، ومع بداية القرن التاسع عشر ميلادي بدأت السويد وغيرها من الدول الأوروبية تعاني من اضطرابات سياسية وقد بدأت الانتفاضة السويدية للطبقة العاملة في السويد، فقد ظهرت في السويد طبقتين من الأحزاب والتي هي الحزب الاشتراكي والذي كان جميع أعضاؤه من الثوريين والحزب الإصلاحي والذي كان جميع أعضائه من الديمقراطيين.

في تلك الفترة بدأت السويد دولة ديمقراطية وتم زيادة أعداد الناخبين؛ ممّا أدى ذلك إلى غضب الحزب المحافظ والذين كانوا يطالبون بدولة قوية أكثر من دولة ديمقراطية واستمرت الصراعات بين تلك الأحزاب السياسية في السويد لفترة طويلة، في تلك الفترة حَصلت الحرب الأهلية في الإمبراطورية الروسية والذي أدى إلى تحولها إلى الاتحاد السوفيتي والتي كان يحكمها النظام الشيوعي والذي كان له اتصال مع الشيوعيين السويديين ويحرضهم على قيام حرب عالمية، وبدأت الصراعات بين الحزب الديمقراطي والشيوعي في السويد.

قبل بداية الحرب العالمية الثانية تعرضت السويد إلى الحصار البريطاني والذي دفعها ذلك الحصار إلى اعتماد الصناعة المحلية وكما قامت بزيادة صناعة الأسلحة، وقامت السويد بالتوجه إلى دعم السياسة الخارجية؛ وذلك لكي تحافظ على مكانتها في أوروبا، كانت السويد حذرة في عدم المشاركة في الحرب العالمية الثانية؛ وذلك بسبب الخوف من تعرضها للهجوم من قِبل الاتحاد السوفيتي في حال وقوفها إلى جانب ألمانيا في الحرب.

مع بداية الحرب العالمية الثانية بدأت الأوضاع تسوء في أوروبا؛ ممّا دفع السويد إلى زيادة تجهيزاتها العسكرية، والذي أدى ذلك إلى زيادة الضغط المالي على السويد والتي كانت تعاني من سوء الأحوال الاقتصادية، فقد قامت السويد بشراء الأجهزة العسكرية من الدول الأوروبية وكما قامت بإصدار قانون التجنيد الإجباري، فبدأت السويد بتجهيز الجنود وتدريبهم على الأسلحة، كما قامت السويد بإنشاء الحرس الوطني السويدي، وعلى الرغم من تلك التجهيزات رأت السويد نفسها غير قادرة على المشاركة في الحرب وأعلنت الحياد في البداية.

بدأت العمليات الهجومية للحرب العالمية الثانية والتي قامت ألمانيا مع بداية الحرب بإعلان الحرب على بولندا وقامت كلا من بريطانيا وفرنسا بإعلان الحرب على ألمانيا النازية، قامت دول الحلفاء بالعرض على السويد في المشاركة في الحرب والعمل على تسليمها السفن البولندية التي تم احتجازها في الموانئ السويدية، إلا أنّ السويد رفضت إعطاء أية موافقة، ومع بداية عام 1939 ميلادي بدأت حرب الشتاء بين الاتحاد السوفيتي وفنلندا، فقررت السود مساعدة فنلندا مالياً دون الدخول إلى ساحة المعركة، فقامت السويد بتسليح فنلندا وإعطائها الغواصات.

خلال الحرب العالمية الثانية قامت ألمانيا وبريطانيا بمحاصرة السويد وكما قام الاتحاد السوفيتي بقصفها بشكل متقطع فلم تتعرض السويد للهجوم المباشر خلال الحرب، وكما قامت بريطانيا وألمانيا بغزو الدنمارك والنرويج والتي تعتبر جارات للسويد، وقد أصبحت السويد محاصرة من جميع الجهات البرية والبحرية؛ ممّا دفعها ذلك إلى التفاوض مع بريطانيا وألمانيا وقامت بإجبارها على تقليص عملياتها التجارية؛ ممّا أدى ذلك إلى ضعف الإنتاج السويدي نتيجة انخفاض التصدير والاستيراد، وخاصة عملية استيراد الوقود والذي دفع السويد تلجأ إلى استخدام وسائل بديلة.


شارك المقالة: