العقاب في تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:
لعل أول ما يتبارد إلى ذهن القارئ عند الحديث عن العقاب، هو الإيذاء الجسدي، كالضرب مثلاً أو الإيذاء النفسي كالتوبيخ والانتقاد، وذلك بالطبع يعود إلى حقيقة أن هذا هو نوع العقاب الشائع في الحياة اليومية، ولكن للعقاب أنواع عديدة، وهو كذلك لا يعرف علمياً على هذا النحو.
حيث يؤخذ العقاب أحد الأشكال الآتية، فهو إما تعرض الشخص لمثيرات بغيضة أو منفرة للسلوك، ويسمى العقاب في هذه الحالة بالعقاب من النوع الأول، وحرمان الفرد من التعزيز؛ وذلك بعد قيامه بالسلوك مباشرة، ويسمى العقاب في هذه الحالة بالعقاب من النوع الثاني.
الوسيلة الوحيدة لمعرفة ما إذا كان المحفز عقابي أم لا:
إن الوسيلة الوحيدة لمعرفة ما إذا كان المحفز عقابي أو غير عقابي، هي ملاحظة نتائجه على السلوك، فإذا ضعف السلوك أو توقف يكون ذلك المحفز عقابياً، بمعنى آخر فالعقاب كالتعزيز يعرف وظيفياً، والفرق بينهما هو أن التعزيز يقوي السلوك بينما العقاب يضعفه.
وهكذا فتوبيخ المعلمللطالب في بعض الأحيان قد يكون عقاباً وقد لا يكون، فإذا اتضح أن التوبيخ أدى إلى تقليل السلوك، فهو عقاب، أما إذا لم يقلل السلوك، فتوبيخ الطالب في هذه الحالة ليس عقاباً.
والمثيرات العقابية نوعان، المثيرات العقابية غير الشرطية (Unconditioned Punishing Stimuli)، المثيرات العقابية الشرطية (Conditioned Punishing Stimuli).
ويعرف المحفز العقابي غير الشرطي على أنه الشيء الذي يزعج الشخص أو يؤذي الشخص بطبيعته، فهذا المثير لا يكتسب سمة العقاب من خلال الاقتران بمثيرات عقابية أخرى كعملية الإشراط، ومن الأمثلة على ذلك الصوت المزعج، الألم، الحر الشديد وغيرها.
وعلى أي حال، فإن أغلب المحفزات العقابية في الحياة اليومية هي محفزات عقابية شرطية، هذه المحفزات تكون حيادية في البداية، غير مريحة أو مؤلمة؛ ولكنها تمنحه سمة العقاب بعد ربطها بشكل متكرر بمثيرات بغيضة.
ومن الأمثلة على هذا النوع من المنبهات العقابية، تعابير الوجه للمعلم أو أي شخص آخر التي تعكس عدم الرضا عن سلوك الآخرين، أو قول (لا) بصوت حاد، وتعتمد القوة العقابية لهذه المثيرات على طبيعة المثيرات البغيضة غير الشرطية، أو الشرطية التي اقترنت بها ومدة اقترانها بها.