المعززات الاجتماعية في خطة تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


المعززات الاجتماعية في خطة تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:

من بين الأنواع الأخرى من المعززات الاجتماعية (Social Reinforcers)، وهذه المحفزات عديدة جداً ومنها الابتسام والمدح التقبيل وغيرها، وإن لهذه المحفزات إيجابيات متعددة جداً، منها أنها محفزات طبيعية ويمكن عرضها بعد السلوك بشكل مباشر، ومن النادر ما يقود استخدامها إلى الإشباع، ولهذا يتم استخدام هذه المحفزات في برامج تعديل السلوك كلما كان ذلك ممكناً، فالثناء (Praise) مثلاً محفز ذو تأثير بالغ في سلوك الإنسان وهو كذلك مثير طبيعي، إذ إنه من أكثر المحفزات شيوعاً في الحياة اليومية، فهو بالتالي من أكثر أنواع المحفزات قبولاً.

وعند استخدام الثناء كمعزز، كقول “رائع وأحسنت وإنها فكرة رائعة” يتجنب معدل السلوك عبارات الثناء المبتذلة ويتجنب التكرار المبالغ فيه، فعند القول للطالب أحسنت بعد كل مرة يسلك فيها على النحو المقبول، سيؤدي ذلك بعد فترة قصيرة إلى فقدان الثناء لميزاته التعزيزية، وبدلاً من ذلك علينا قول عبارات وكلمات متعددة وبطريقة طبيعية وبصدق، فقد لا يعمل الثناء في بعض الأحيان على تقوية السلوك، وفي هذه الحالة يصبح ضرورياً ربط الثناء بالمعززات الأولية والثانوية الفعالة، فمن خلال ذلك يصبح الثناء في النهاية معززاً شرطياً.

من ناحية أخرى أوضحت دراسات علمية عديدة في تعديل السلوك أن أقوى المتغيرات التي تؤثر في سلوك الطلبة في غرفة الصف هو انتباه المعلم (Teacher Attention)، والانتباه يأخذ أشكالاً عدة فمنه ما هو لفظي كالتعبير لفظياً عن الإعجاب والتقدير والمحبة، ومنه ما هو غير لفظي كالابتسامة والنظر بإعجاب والإيماءات المختلفة التي تعبر من الرضا، ويجب علينا الانتباه إلى أن الانتقاد والتوبيخ والنظرات الغاضبة هي أيضاً من أشكال الانتباه، ولهذا لا يمكن تصنيفها كمثيرات إيجابية أو سلبية إلا بعد تحليل نتائجها على السلوك.

أمثلة على المشكلة السلوكية في التفاعل الاجتماعي عند إلين:

فالثناء قد لا يؤدي وظيفة تعزيزية أحياناً، أي أنه قد لا يقوي السلوك المرغوب به، والتوبيخ قد لا يؤدي وظيفة عقابية، أي أنه قد لا يباعد السلوك غير المرغوب به، وإحدى الدراسات التي أوضحت الأثر البالغ للانتباه في السلوك الاجتماعي قام بها (الين وآخرون) لقد أجريت هذه الدراسة على طفلة في الرابعة من عمرها في الحضانة وكانت المشكلة السلوكية لديها من عدم التفاعل اجتماعياً مع الأطفال الآخرين، ولكنها كانت تقوم بسلوكات مختلفة لتحظى بانتباه المعلمين وقضاء الوقت معهم.

وبعد ملاحظة الطفلة عدة أيام افترض الباحثون أن انتباه المعلمين لها هو العامل الحاسم الذي يحافظ على استمرارية انعزالها عن الأطفال الآخرين في الحضانة، ولهذا قرروا أن يجعلوا انتباه المعلمين لتلك الطفلة متوقفاً على تفاعلها مع الأطفال الآخرين فقط، ولقد صمم الباحثون نظام ملاحظة يسمح لهم بتسجيل نسبة تفاعل الطفلة مع الأطفال الآخرين.

ونسبة تفاعلها مع المعلمين في الحضانة، وابتدأ الباحثون بقياس سلوكات الطفلة قبل البدء بالعلاج لمدة خمسة أيام مرحلة الخط القاعدي الأولي، وفي اليوم السادس بدأوا بتنفيذ خطة العلاج، فطلبوا من المعلمين الانتباه إلى الطفلة مباشرة عندما تقترب من الأطفال الآخرين أو تحاول اللعب معهم، وتجاهلها کاملاً عندما تلعب وحدها أو تحاول الاقتراب من المعلمين، واستمرت مرحلة العلاج إلى درجة كبيرة مقارنة بما كانت عليه أثناء مرحلة ما قبل العلاج.

وليتحقق الباحثون من أن طريقة العلاج التي استخدموها هي المسؤولة عن التغير الذي حدث في سلوك الطفلة، توقفوا عن المعالجة مدة خمسة أيام (مرحلة الخط القاعدي الثانية)، وبعد ذلك عادوا واستخدموا طريقة العلاج مرة ثانية مدة تسعة أيام (مرحلة العلاج الثانية في مرحلة الخط القاعدي الأولي) قضت الطفلة حوالي (10%) من الوقت في التفاعل مع الأطفال الآخرين، وحوالي (40%) من وقتها في التفاعل مع المعلمين.

أما بقية الوقت فكانت وحدها، وفي مرحلة العلاج الأولي ازدادت نسبة تفاعلها مع الأطفال، إذ أصبحت هذه النسبة حوالي (60%) من الوقت، وقلّت نسبة تفاعلها مع المعلمين إلى حوالي (20%)، وفي مرحلة الخط القاعدي الثانية (مرحلة توقف العلاج) قلّت نسبة تفاعل الطفلة مع الأطفال من جديد وازدادت نسبة تفاعلها مع المعلمين، وعاد ذلك فتغير في مرحلة العلاج الثانية واستمر على هذا النحو في مرحلة المتابعة.

أمثلة على المشكلة السلوكية في التفاعل الاجتماعي عند شوت وهوبكنز:

وفي دراسة ثانية حاولت (شوت وهوبكنز) تقييم أثر انتباه المعلمة على مدى اتباع مجموعة من الأطفال العاديين في الحضانة لتعليماتها، فقد كانت المشكلة لدى هؤلاء الأطفال هي عدم الامتثال لتعليمات المعلمة أحياناً، ولقد اشتملت المعالجة على إعطاء الأطفال قائمة بعشر تعليمات.

وحال تنفيذهم لها قامت المعلمة بتعزيزهم، والتعبير عن تقديرها لهم والانتباه إليهم، ولقد تبين أن هذا الإجراء البسيط قد أدى إلى تغيرات كبيرة في سلوكات الأطفال، ولعل أهم ما أوضحته هذه الدراسة حقيقة أن الأطفال سينفذون التعليمات إذا تم تعزيزهم على ذلك، وأن احتمالية اتباعهم لها تصبح ضعيفة أو معدومة إذا رأوا أن نتائج اتباعهم أو عدم اتباعهم للتعليمات ستكون واحدة.


شارك المقالة: