تصنيف المعززات في تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:
1- المعززات الأولية والمعززات الثانوية:
يتم تصنيف المعززات إلى معزز أساسي ومعزز ثانوي، المعزز الأولي (Primary Reinforcer) وهو عبارة عن المحفز الذي يعمل على تدعيم السلوك دون خبرة مسبقة أو تعلم للسلوك، وبالتالي يطلق أيضاً عليه اسم المعزز غير الشرطي (Unconditioned Reinforcer) أو المعزز غير المتعلم (Unlearning Reinforcer)، وهناك معزز أولي إيجابي كالطعام والدفء والحنان.
ومن المعززات الأولية السلبية البرد القارص ودرجات الحرارة الشديدة وغيرها، والمعززات الأولية قليلة للغاية فالاعتماد عليها وحدها سيحد بشكل كبير من قدرات المعدل السلوكي على تعديل سلوك الإنسان، فمعظم المثيرات تصبح معززات من خلال الخبرة من خلال تفاعل الفرد مع بيئته، ولهذا فإن الغالبية العظمى من المعززات التي يتم استخدامها بشكل يومي وفي برامج تعديل السلوك هي معززات ثانوية، والمعزز الثانوي (Secondary Re- inforcer) هي المثير الذي يكتسب خاصية التعزيز من خلال اقترانه بالمعززات الأولية ولهذا يسمى أيضاً بالمعزز الشرطي (Conditioned Reinforcer) أو المعزز المتعلم.
فالمعززات الثانوية هي مثيرات حيادية بالأصل اكتسبت خاصية التعزيز من خلال اقترانها المتكرر بمعززات أخرى، كذلك فهناك ما يسمى بالمعززات المعممة (Generalized Reinforcer) وهي مثيرات تكتسب صفة التعزيز نتيجة لارتباطها بمعززات أولية أو ثانوية متعددة، ومن الأمثلة على هذا النوع من المعززات النقدية فالنقود لا تعني شيئاً للشخص في بداية المرحلة العمرية من حياته، ولكنه يتعلم أنه يمكنه تحصيل أشياء كثيرة من خلال النقود، ونتيجة لذلك تصبح النقود من أقوى المعززات الشرطية.
2- المعززات الطبيعية والمعززات الاصطناعية:
يمكن تصنيف المعززات إلى نوعين آخرين وهما المعززات الطبيعية (Natural Reinforcer) والمعززات الاصطناعية (Artificial reinforcer)، والمعززات الطبيعية هي التابع الذي له علاقة بالسلوك بشكل منطقي، وداخل الغرفة الصفية مثلاً عندما يقوم المعلم بالابتسام للطالب ومدحه على الإجابات تعتبر من معززات طبيعية ذات أثر كبير على سلوكه، وأما تزويد المعلم للطالب بنجوم أو نقاط يتم تبديلها فيما بعد بأشياء معينة يرغبها الطفل أو محببه له فهذا يعد تعزيز اصطناعي.
وبالرغم من أن الكثير من السلوكات المقبولة تستمر بالحدوث نتيجة المعززات الطبيعية والمثيرات الإيجابية التي تلي السلوك دون تخطيط وتنظيم، إلا أن هناك كثير من الاضطرابات السلوكية لا تعمل فيها التوابع الطبيعية على تقوية السلوك المناسب.
فمدح المعلم على الطالب عند تأديته لسلوك مرغوب فيه قد لا يعني الكثير له، خاصة في مراحل التدريب الأولى، وفي هذه الحالات لا بد من البحث عن مثيرات معززة ذات فعالية وتأثير في السلوك، بغض النظر عن كونها طبيعية أو اصطناعية، وإلا إن المبدأ العام في تعديل السلوك مهم في استخدام المعززات التي تحصل بشكل تقليدي في البيئة الطبيعية كلما أمكن ذلك، وبالتالي يتم استخدام المعززات الاصطناعية فقط في حال عدم نجاح المثيرات الطبيعية.
3- التعزيز الإيجابي والتعزيز السلبي:
التعزيز الإيجابي (Positive Reinforcement) هو إضافة مثير بعد السلوك مباشرة، يعمل على ازدياد حدوث هذا السلوك في المستقبل في المواقف المشابهة، حيث يوجد الكثير من الأمثلة على التعزيز الإيجابي في الحياة اليومية، فمدح الطالب عند عمله واجبه المدرسي على نحو ممتاز، وزيادة رواتب الموظفون الذين يؤدون عملهم بشكل جيد في الشركة، وتقبيل أفراد الأسرة للطفل أو الابتسام له بعد تأديته لسلوك مرغوب فيه، وكلها أمثلة على التعزيز الإيجابي، والتعزيز الإيجابي ليس الوسيلة الوحيدة لزيادة احتمال حدوث السلوك المرغوب به.
ويمكننا أن نعمل على تقوية السلوك عن طريق إزالة منبه بغيض أو حدث غير سار أو حدث يكرهه الشخص فور حدوث السلوك المرغوب به مباشرة، ويطلق على هذا الإجراء بالتعزيز السلبي (Negative Reinforceinent) ويوجد أمثلة على التعزيز السلبي في الحياة اليومية، هي أيضاً عديدة فتناول حبة أسبرين في حالة الصداع، أو تخفيف السائق للسرعة عند معرفته بوجود رادار على الشارع، وتحضير الطالب أو الطلاب للحصة القادمة ليتجنب ما قد يفعله معلم المادة الذي يقوم بعقاب شديد، كلها أمثلة على التعزيز السلبي فجميعها تتضمن تجنب المنبهات البغيضة؛ مما يعمل على زيادة احتمال العمل على هذا النحو في الظروف المشابهة في المستقبل.
وغالباً ما تكون العلاقة بين الوالدين والأبناء محكومة بقوانين التعزيز السلبي، فالأبناء يستخدمون هذا القانون دون أن يعلموا ذلك بالطبع للتحكم في سلوكات الوالدين.
3- أمثلة على التعزيز الإيجابي والتعزيز السلبي:
فلنتخيل مثلاً طفلة في الخامسة من عمرها تقف إلى جانب أمها في السوق وتريد أن تشتري لعبة، في البداية قد تقول الطفلة: ماما أريد هذه اللعبة إنها جميلة وغالباً تجيب الأم لا لن اشتريها لديك لعب كثيرة في المنزل، وتطلب الطفلة مرة ثانية من أمها أن تشتري لها اللعبة، وتبقى الأم على إجابتها: قلت لك لا، بعد ذلك قد تبدأ الطفلة بالبكاء، وقد تصرخ بصوت أعلى فأعلى أريد اللعبة، فإذا قالت الأم في النهاية حسناً هاتِ اللعبة، فإن شيئين مهمين يكونان قد حدثا، أولاً أن سلوك الطفلة بكاءها وصراخها ولو أنه سيتوقف مباشرة بعد حصولها على اللعبة، إلا أن احتمال حدوثه في المستقبل في المواقف المماثلة سيصبح أكثر؛ لأن رضوخ الأم يشكل تعزيزاً إيجابياً للطفلة.
بمعنى آخر فإن الطفلة تكون قد تعلمت أن عليها البكاء والصراخ لتحصل على ما تريد، وتكون الأم أيضاً قد تعلمت كيف تتخلص من موقف غير مرغوب به وهو صراخ الطفلة وإحراجها لها أمام الناس في السوق، وطريقة التخلص من هذا الموقف المكروه هي إعطاء الطفلة ما تريد، بمعنى آخر فسلوك الأم يكون هنا قد عزز سلبياً، ولهذا فإن سلوك الأم بشراء ما تطلبه الطفلة سيزيد من احتمال حدوثه في المستقبل، وفي مواقف مماثلة، وما يجب تأكيده هو أن التعزيز الإيجابي أكثر استخداماً في برامج تعديل السلوك من التعزيز السلبي في الفترة الأخيرة؛ لأنه يشتمل على استخدام مثيرات تجنبيه يؤدي إلى الهرب (Escape) والتجنب (Avoidance) وغير ذلك من السلوكات غير المناسبة.
فالطالب الذي جرب قسوة عقاب المدرس مثلاً، قد يبدأ بخلق الأعذار كالتداعي بالمرض ليتجنب الذهاب إلى حصة ذلك المدرس، خاصة في حالة عدم التحضير لها جيداً، وكذلك يجب الإشارة في هذا السياق إلى أن الكثيرين يخلطون بين مفهومين التعزيز السلبي والعقاب؛ لأن الإجرائين يشملان على استخدام المثيرات التجنبيه المكروهة.
وإلا أنهما بالواقع إجراءان مختلفان تماماً، فالتعزيز السلبي يعمل على تقوية السلوك عن طريق إزالة المحفزات التي لا يرغب فيها الفرد، وبينما يؤدى العقاب إلى تقليل أو إيقاف السلوك من خلال تعريض الفرد لمثيرات غير مرغوب فيها بعد حدوث السلوك.