صعوبات اللغة الشفهية لدى الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


مفهوم اللغة

تعد اللغة الشفهية من أكثر مهارات التواصل أهمية بين الأطفال، حيث يعبر الطفل عن طريقها عن مضمونه المعرفي، ويستخدمها كوسيلة لتبادل الخبرات والمعلومات وتبادل الأفكار مع الآخرين، وهي  تعتبر أداة  فعالة في التفاعل مع المحفزات البيئة المختلفة بشكل عام.

ولقد اتفق أغلب العلماء على تعريف اللغة، بأنها تُعدّ عدد من الرموز غير ذات معنى في الأصل يعبر فيها الطفل عن مضمونه العقلي والمعرفي، والمقصود بالرمز هنا أي شيء يقوم مقام ذات الشيء أو أي شي يدل عليه، وتخدم اللغة غالباً وظيفتين أساسيتين، هما الاتصال بين الأفراد من ذوي اللغة المتشابهه، وتزويدنا بنظام أو تزويدنا بمجموعات من الرموز ومجموعات من القوانين التي هدفها تسهيل تفكيرنا.

نظريات نشأة اللغة لدى الأفراد

1- يظن أصحاب هذا الجانب بأن اللغة تبدأ وتتطور بصورة فطرية وطبيعية، وأن الأفراد يولدون وعندهم ميول  نحو استعمال اللغة، بالإضافة إلى أن لديهم الميل تجاه المشي، وكذلك يكونون مزودين بآليات وطرق وميكانيزمات بيولوجية تساعد على تعلم اللغة، ويمكن للفرد عن طريق تلك الميكانيزمات الوراثية، تكوين وإنشاء قوانينه الخاصة عن طريق استعمال اللغة وبنائها، ويعني أن هذه الميكانيزمات تهيئة حتى يتمكن من إنتاج الألفاظ.

وكذلك المصطلحات والكلمات الجديدة عندما تتم استثارتها من خلال البيئة، وتؤكد وجهة النظر هذه التطور الناتج في الأجهزة الخاصة بالنطق خلال المرور بالمراحل النمائية.

2- الاتجاه السلوكي والذي لاحظ من خلاله العالم (سکنر)، بأن اللغة نستطيع اعتبارها سلوك لفظي نستطيع تطويره ونستطيع تنميته عن طريق المؤثرات البيئية، وعن طريق التقليد والتعزيز مثل غيرها من السلوكات البشرية التي من الممكن تعلمها، وركز في رأيه إلى أن الفرد حديث الولادة لا يوجد لديه سلوك لفظي واضح، ولكنه عن طريق المناغاة وعن طريق التقليد والتعزيز الفارقي للسلوك، يتمكن الطفل من استيعاب وفهم واستخدام اللغة.

مراحل تطور اللغة لدى الأفراد

تمر اللغة في عدد من  مراحل نمائية تطورية حسب مراحل نمو البشر البيولوجية والنفسية والعقلية، من فترة الولادة وحتى فترة الممات، وهناك تشابة في هذة المراحل عند أغلب الأطفال مع الانتباه إلى الفروق الفردية، ولقد بين جزء من العلماء خمسة مراحل تمر من خلالها اللغة في فترة تطورها.

1- مرحلة الأصوات الانعكاسية

وهذه المرحلة هي صوت خروج الهواء من خلال الرئتين، مثل أصوات الصراخ المتنوعة؛ نتيجة إحساس الفرد بالجوع والعطش، وشعوره بالبيئة المحيطة مثل الحرارة والبرودة.

2- مرحلة المناغاة

وتظهر هذه المرحلة في الأسبوعين السادس والسابع من عمر الطفل، وتكون عندما يصدر الرضيع أصواتاً مختلفة وعشوائية، وتعد المناغاة نشاطاً انعكاسياً يرتبط بالإثارة الداخلية عند الفرد ليتمكن من استكشاف  اللسان والشفتين والحلق، ولا يشترط أن تكون المناعة فقط في حالة وجود السمع، فمن الممكن أن يناغي الفرد الأصم.

3- المرحلة الآلية

وهذه المرحلة هي إعادة الأصوات أو إعادة مركبات الصوت الذي يسمعه الفرد مثل (بابا دادا)، وتعد إحساس الفرد بحركة شفتيه وكذلك سماعه لصوته معززاً له حتى يستمر في إصدار الأصوات، ويمكن للفرد أن يقوم بتقليد أصوات الأفراد الآخرين، وقد يعيد الفرد الأصم جزء من الأصوات بسبب الإثارة اللمسية والإثارة الحسية الحركية.

4- مرحلة المحاكاة والتقليد

وهنا يبدأ الرضيع بتقليد الأصوات التي تنتج عن الأفراد الآخرين، وتظهر في حوالي الشهر التاسع، ولا يشترط استيعاب هذه الأصوات لتقليدها.

5- مرحلة النطق

والتي تظهر بين الشهر الثاني عشر والثامن عشر من عمر الرضيع، إذ يبدأ الاستعمال المقصود بالألفاظ والكلمات وأنماط الأصوات، وينتظر الاستجابات التي من المتوقعة ان تصدر لتلك الأصوات، وتعد هذه الفترة البداية الفعلية لعملية النطق الحقيقي، وللعمل على تطوير الرموز والمفردات والأفعال والأفكار والعلاقات، ومع مرور الزمن يبدأ الفرد باستعمال الحروف في إنتاج الكلمات.

مراحل النمو اللغوي لدى الأفراد

1- مرحلة الكلمة الواحدة

وتكون هذه المرحلة في أوائل السنة الثانية من حياة الفرد، إذ تكون حصيلته اللغوية في الجزء الأول من هذه السنة ما يقارب خمسين كلمة، يتكون أغلبها من أسماء تدل إلى أشياء واقعية تتواجد في بيئة الطفل مثل الطعام والملابس، وكذلك أفعال تدل على العمل مثل راح ولعب، وتعبر في كل مرة عن فكرة مختلفة ومعقدة، فكلمة أكل يقصد بها أن الطفل جائع ويريد أن يتناول الطعام، بينما الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يواجهوا مشكلة في مرحلة تكوين الكلمة الواحدة.

وتدل كلمات هذه الفترة بالصيغة الآمرة، سواء كانت عند التحدث مع الأفراد الآخرين أو كانت مع الذات، وكما انها تتصف بظاهرة التعميم الزائد مثال كلمة کرة تعبر عند الطفل عن كل شيء دائري او كروي.

2- مرحلة الكلمتين

يتمكن الفرد في منتصف أو في نهاية السنة الثانية من أن يصل كلمتين مع بعضهما البعض؛ بهدف التعبير عن الصيغة النسبة أو صيغة الملكية كان يقول (بابا سيارة) يقصد من خلالها سيارة أبيه، ويستعمل كذلك بعض الكلمات حتى يعبر عن التنوع في النوع والتنوع في الكمية مثل (أكثر أكل)، ويقصد بها التعبير عن المزيد من الأكل، ويكتسب كذلك مصطلح النفي للدلالة إلى عدم وجود الشيء.

3- مرحلة الأكثر من كلمتين

وعندما يصبح الفرد قادراً على وصل أكثر من كلمتين حتى يتمكن من تكوين سلسلة للتعبير عن فكرة معينة، وتتصف هذه المرحلة بمزيد من المعروفة بقواعد اللغة ودلالاتها وترکیباتها، مما يدل على تقدم عالي في جانب تنظيم النظام اللغوي واستعماله، كما يدل على نمو القدرة العقلية للفرد، فهو يميز المفرد والمؤنث والعدد والأفعال والزمن بينما الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم مشكلة في هذه المرحلة.

وتتبين في هذه الفترة قدرة ابتكارية عند الفرد في استعمال اللغة ما بين السنة الثانية والخامسة، وتختفي مع كبر عمر الفرد، وفي آخر المطاف يكون الفرد قد أنشأ لغة كاملة من جانب الشكل والتركيب والمعنی، هذا ونستطيع النظر إلى اللغة من ثلاثة جوانب صنفها جزء من العلماء وهي المحتوى، وهو الرموز وتفسيرها حتى تكون الألفاظ لها دلالات ومعاني واضحة، عندما يستعملها الطفل أثناء تفاعله مع البيئة المحيطة.

والشكل وهو البعد الثاني ويعني وحدات الصوت التي يتم ربطها بالمعنى، وذلك من خلال بناء الجمل
أو بناء أجزاء النطق أو خواتم الكلمات علم الصرف، وعلم دلالة الألفاظ يقصد به اللغة شكلها، أما فيما يخص البعد الثالث فهو استعمال اللغة، إذ ترتبط  وظيفة اللغة سلوك الشخص المتكلم الاجتماعي والمعرفي مع مواقف الحياة المتنوعة.

فنبرات صوت الفرد المتكلم في فترة الحديث العادي تختلف عن نيرانه أثناء التساؤل، أو التعجب أو إصدار الأوامر، وأخيراً يعد التكامل في الأبعاد السابقة جميعها هو الذي يبين كفاءة استعمال الطفل اللغة، ويبين معرفته بعلم قواعد اللغة.


شارك المقالة: