اقرأ في هذا المقال
- عوامل استمرار الاعتماد على الصورة الفوتوغرافية في الدراسات الأنثروبولوجية
- إسهامات طرق الأرشفة الحديثة في تدعيم استمرار استخدام الصور الفوتوغرافية
يوجد هناك مجموعة من الأسس والعوامل التي تساعد على استمرار الاعتماد على الصورة الفوتوغرافية في الدراسات الأنثروبولوجية الحقلية.
عوامل استمرار الاعتماد على الصورة الفوتوغرافية في الدراسات الأنثروبولوجية:
هناك مجموعة من العوامل التي تدعم من استمرار الاعتماد على الصورة الفوتوغرافية في الدراسات الحقلية ومنها:
• الصورة الفوتوغرافية مثلها مثل الفيلم الإثنوجرافي يمكن حفظها والرجوع إليها إذا احتاج الأمر إلى ذلك. ولكنها تمتلك مميزات أخرى على الفيلم في إمكانية تكبيرها أو تصغيرها حسب الهدف الذي يرغب الباحث في الوصول إليه.
• الصور الفوتوغرافية يمكن أن تستخدم كوثيقة تساعد في تحليل وشرح المعلومات المكتوبة، كما قد تستخدم كمرجع للمعلومات يسهل الرجوع إليه، بل ويمكن حمله في أي مكان، أو في أي وقت، دون الحاجة إلى أدوات أو ألات أو وسائل عرض متعددة.
• الصور الفوتوغرافية مثلها مثل الفيلم الإثنوجرافي، يمكن أن تخضع للتحليل ليس من قبل من التقطها فحسب، ولكن من قبل باحثين آخرين كما أكد جون كوليير على أن الصور الفوتوغرافية شيء ثابت يمكن تحليله، وإعادة تقييمه، فالمعلومات الموجودة في الصورة (مثلها مثل الفيلم) يمكن أن تُحَلَّلَ على مستويات مختلفة.
• تجمع الصور الفوتوغرافية معلومات مختارة، كما أنها تجمع أيضاً معلومات متعددة ولكنها متخصصة، حيث تتضمن المئات من التفاصيل، والجوانب الخاصة بموضوع الصور، كما تتضمن العديد من الرموز الثقافية. ومن ثم فإن تحليل الصور يكشف عن طبيعة الثقافة السائدة في المجتمع الذي أخذت منه الصور.
• الصورة الفوتوغرافية تتمحور حول الموضوع الذي تسجله من الواقع، بينما الفيلم الإثنوجرافي لا يقدم إلا تصوراً معيناً للواقع. كما أن عمليات تسجيل الصور والأصوات علاوة على إخراجها تمر باختيارات وانتقاءات عدة.
• يمكن استخدام الصور في عمل مقارنات على المستوى الزمني والمكاني. وفيما يخص المقارنة الزمنية فيمكن مقارنة صور جمعت من فترات زمنية سابقة بصور حديثة في نفس الموضوع (تمثل المقارنة الزمنية المحور الرئيسي لدراستنا الراهنة حيث تدور حول رؤية تغير أواني وأدوات الطعام). أما فيما يخص المقارنة المكانية، فإنه يمكن استخدام الصور لإجراء مقارنة بين ثقافات مختلفة لها نفس السمات والخصائص الثقافية. وهو ما قد يكشف عن وجود بعض الأنماط الثقافية العامة، علاوة على وجود اتصال ثقافي فيما بين هذه الثقافات وذلك إذا ارتبطت المقارنة ببعض التحليلات التاريخية.
• يعد استخدام الصور في دراسة المجتمعات المحلية أحد أوجه الاهتمامات السائدة في الدراسات الأنثروبولوجية. وقد ساهم ذلك في تدعيم استمرار الصور كأحد أدوات الجمع الميداني. ومن أمثلة هذه الاستخدامات: تصوير المنازل في مدينة أو قرية، ومن خلال عمليات المقارنة للصور يمكن تحديد أنماط المنازل من حيث شكل وأماكن منازل الأغنياء والفقراء، وكذلك أماكن تجمع كل منهما. كما أن تصوير الشوارع في مختلف ساعات اليوم يمكن من خلاله الكشف عن طبيعة أنماط الحياة، أو تفاصيلها، في داخل المجتمع المحلي الذي تم تصويره.
• تعد إقامة المعارض والمتاحف، واستخلاص الإحصائيات وعمل الرسوم البيانية من خلال استخدام الصور الفوتوغرافية فقط أحد الاتجاهات الحديثة في الأنثروبولوجيا، وقد دعمت هذه الاتجاهات الاستمرار في استخدام الصور.
• أسهم تقدم طرق حفظ الصور الفوتوغرافية في استمرار استخدامها، فإذا كان النيجاتيف هو الذاكرة الحافظة للصور، فإن تقدم تقنيات الحفظ والأرشفة قد لعب دوراً وظيفياً في هذا الاستمرار، حيث ساهم الحفظ من خلال استخدام مواد أخرى بخلاف الأسمنت المطاطي، وما يحتويه من مادة الكبريت التي كانت تلعب دوراً في إفساد الصور، وتهدد باختفاء محتواها، ساهم في المزيد من الإقبال على استخدام الصور.
إسهامات طرق الأرشفة الحديثة في تدعيم استمرار استخدام الصور الفوتوغرافية:
كما ساهمت طرق الأرشفة الحديثة بدور مهم في هذا الاتجاه، ومن ذلك: إعطاء رقم متسلسل لكل نيجاتيف، واستخدام حبر مقاوم للماء، وحفظ “رول الفيلم” في شكل شرائح توضع في أوعية زجاجية لسهولة الطبع، وحفظ الفيلم بطريقة مسطحة لحمايته من الخدش، وحفظ النيجاتيف في براويز منفصلة، ووضع ملفات للطبع الفوتوغرافي بمقاسات مختلفة وبفئات مختلفة مبينة على كل بطاقة ببرواز مرقم لسهولة الرجوع إليه.
وحفظ الصور على شكل هرمي من خلال استخدام مناديل جافة، وحفظ النيجاتيف في درجات حرارة محددة وإلى جانب ما تقدم، فإن وجود أجهزة حديثة لطبع الصور حتى القديمة منها وقدرة هذه الأجهزة على إعادة طبع الصور بطريقة واضحة رغم ما قد يكون بها من تلف نتيجة للحفظ غير الجيد، قد ساهم في تدعيم استمرار استخدام الصور في الأنثروبولوجيا المعاصرة.