ما قبل معركة موريان

اقرأ في هذا المقال


أحداث ما قبل معركة موريان:


سيطرت البندقيّة على العديد من الجزر في بحر إيجة والبحر الأيوني، وعلى عدة حصون ذات الموقع مهم، على طول ساحل البر الرئيسي اليوناني، وذلك منذ تأسيس الإمبراطوريّة البيزنطيّة بعد الحملة الصليبيّة الرابعة.


مع توسع الدولة العثمانيّة، خلال القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر، خسر الفينيسيون معظم هذه، بما في ذلك قبرص ووابية للأتراك، في الفترة الواقعة بين (1645) و (1669)، خاض الفينيسيّون والعثمانيّون حروبًا طويلة أرهقت الطرفين، على آخر حيازة البندقيّة الرئيسيّة في بحر إيجه كريت.


خلال هذه الحرب، اتصل قائد البندقيّة، فرانشيسكو موروسيني، بالمانيوت المُتمردة، اتفقوا على إجراء حملة مُشتركة في موريا، في عام (1659)، هبط موروسيني في موريا، أمّا المانيوت (وهو زعيم المتمردين أخذ كالاماتا)، أُجبر بعد فترة وجيزة على العودة إلى جزيرة كريت، وفشل مشروع بيلوبونيز، خلال القرن السابع عشر.
ظل العثمانيّون القوة السياسيّة والعسكريّة الرئيسيّة في أوروبا، لكن علامات التراجع كانت واضحة، عانى الاقتصاد العثماني من تدفق الذهب والفضة من الأمريكتين، وميزانية غير مُتوازنة بشكل مُتزايد وتراجع قيمة العملة بشكل متكرر.
ومن جهة أُخرى انخفض نظام سلاح الفرسان التقليدي والانكشاريين، الذين شكلوا جوهر الجيوش العثمانيّة، في الجودة واستبدلت بشكل مُتزايد بقوى غير نظامية أدنى من الجيوش الأوروبيّة النظاميّة.


نجحت جهود الإصلاح التي قام بها السلطان مراد الرابع (حكم 1623–1640) والإدارة القديرة لسلالة كوبرولو في فيزيرز الكبرى، التي حكم أعضاؤها الإمبراطوريّة من(1656) إلى(1683)، في الحفاظ على السلطة العثمانيّة، بل ومكنتها من غزو جزيرة كريت، لكنَّ الحرب الطويلة والمُمتدة استنفدت الموارد العثمانية.


وبعد الحرب البولنديّة العثمانيّة (1672-1676)، استطاع العثمانيّون زيادة توسعهم في أوروبا بغزو بودوليا، ثمّ حاولوا التوسع إلى الأراضي الأوكرانيّة على الضفة اليمنى لنهر دنيبر، لكنّهم احتجزوا مرّة أُخرى من قبل الروس، جعلت معاهدة (Bakhchisarai) نهر دنيبر الحدود بين الإمبراطوريّة العثمانيّة وروسيا.


في عام(1683)، اندلعت حرب جديدة بين النمسا والعثمانيّين، مع تقدم الجيش العثماني الكبير نحو فيينا، تمّ كسر الحصار العثماني في معركة فيينا من قبل ملك بولندا، جان سوبيسكي.


ونتيجة لذلك، تمّ تشكيل رابطة مُقدسة مُعادية للعثمانيّين في لينز في (5) مارس (1684) بين الإمبراطور ليوبولد الأول، سوبيسكي ودوجي البندقيّة، ماركانتونيو جيوستينيان.


على مدى السنوات القليلة التالية، استعاد النمساويّون المجر من السيطرة العثمانيّة، وحتى استولوا على بلغراد في عام(1688) ووصلوا إلى نيش وفيدين في العام التالي.


كان النمساويّون قد استنزفوا طاقتهم، بالإضافة إلى تورطهم في حرب التسع سنوات (1688-1697) ضد فرنسا، استعاد العثمانيّون، تحت حكم وزير كبير آخر، فضل مصطفى باشا، المبادرة ودفعوا النمساويين إلى الوراء، واستردوا نيش وفيدين عام(1690) وشنّوا غارات عبر نهر الدانوب.


بعد عام (1696)، تحول المد مرّة أخرى، مع القبض على أزوف من قبل الروس في (1696) تبعه هزيمة كارثيّة على يد يوجين سافوي في معركة زانطة في سبتمبر(1697)، في أعقاب ذلك، بدأت المفاوضات بين الأطراف المُتحاربة، ممّا أدى إلى توقيع مُعاهدة كارلوفجة في (1699).


شارك المقالة: