طرق تعليم مهارات تناول الطعام الذاتية للأطفال ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة:
يمكن لعدد كبير من الأطفال الذين يعانون من الإعاقات التعلم عن طريق مشاهدة الأشخاص وهم يتناولون الطعام ولكن عندما يعانون من الإعاقات الشديدة تظهر الحاجة؛ لأن يتم تعليمهم بشكل مباشر، وعندما يتعامل المعلمون مع الأطفال من ذوي الإعاقات الشديدة، فإنهم بحاجة لبعض الأساليب والطرق التي تحفز الأطفال على فتح أفوههم أو إغلاق شفاههم أو أن يقوموا بالبلع أو المضغ.
فعلى المعلم أن يقوم بالضغط عى المنطقة الواقعة بين الفكين لكي يقوم الطفل بفتح فمه، فعندما يقوم الطفل بفتح فمه يجب أن يتم إدخال معلقة نصف ممتلئة إليه ودفع المعلقة إلى الأسفل باتجاه لسان الطفل في المنطقة الواقعة في نصف الفم؛ لكي لا يختنق ولا يسكب الطعام.
يجب إخراج المعلقة بلطف، وعندما يكون الطعام في فم الطفل، حيث يتم إخراج المعلقة يجب إغلاق شفاه الطفل ويتم مرافقة إغلاق الطفل لشفاهه، والوقوف خلف الطفل ووضع إصبع السبابة على شفته العليا والإصبع الأوسط تحت ذقنه ومن ثم يتم الضغط بكلا الإصبعين؛ من أجل تحفيز الطفل على إغلاق شفاهه، بالإمكان وضع الإصبع على الشفاه العليا والضغط بلطف عدة مرات في اليوم، حيث أن مسك وشد الشفه السفلية بلطف كل يوم سيؤدي ذلك لتسهيل عملية البلع ومنع الطفل من قذف الطعام خارج فمه.
حيث يتم إكساب الطفل مهارات البلع عن طريق تدليك الشفة الخارجية عندما يكون الفك مغلق، وتدليك الحَلق عندما يكون الطعام داخل الفم، فعند تعليمهم مهارات المضغ يتم وضع كميات قليلة من الطعام في الفم بين صفوف الأسنان والضغط على الفك الى الأعلى والأسفل، أو عن طريق وضع قطع من الخبز تحت أسنان الطفل وإغلاق فمه والضغط على فكه لكي يشعر الطفل بعملية مضغ الخبز، بالإمكان تحريك فك الطفل للأعلى وللأسفل كل يوم قبل وجبة الطعام لتحفيز هذه المهارة لديه.
أن تدريب الطفل ذو الحاجات الخاصة على تناول الطعام من الأوعية يجب أن يبدأ بتعليمه كيفية استخدام أصابعه لتناول الطعام، ومن ثم استخدام المعلقة وأخيراً استخدام الشوكة، وإن وضعية جلوس الطفل يجب أن تكون مناسبة لتسهيل حركة الجذع واليد ويكون المعلم خلف الطالب ليقوم بتحفيزه على تحريك عضلاته بشكل طبيعي.
وإن استخدام الطعام الملتصق والمتماسك مثل البطاطا المهروسة واللبن والمعكرونة مفيد جداً؛ لأنه لا ينزلق من المعلقة حيث تمرر الملعقة داخل الطعام، ومن ثم ترفع متجهة إلى فم الطفل ومن ثم تُعاد هذه العملية، فعندما يبدأ الأطفال تناول الطعام دون مساعدة سوف يحدثون الكثير من الفوضى التي ستقل مع مرور الوقت واكتسابهم المزيد من الخبرة.
ففي بعض الحالات سوف يسقطون الملعقة ويبدأون تناول الطعام بأيديهم ويتم التغلب على هذا السلوك عن طريق إبعاد الملعقة والوعاء لبضع ثواني، ومن الضرورة الاهتمام بتعليم المعوقين إعاقات شديدة ومتعددة وتدريبهم على المهارات غير الأكاديمية.
فتكون مخرج لهم من جو الفشل الذي يحيط بهم في مجال التعلم الأكاديمي، وهكذا تتضح حاجة تلك الفئة إلى مهارات السلوك التكيفي والاستقلالي التي تُعد بقصد تنمية المهارات الشخصية والاجتماعية والأكاديمية؛ بهدف تحقيق الاستقلال الذاتي والتوافق الشخصي والاجتماعي.
