من هم خلفاء زوسر؟
كانت مدة حكم زوسر لمصر عهداً زاهراً ولكن منذ مماته حتى آخر أيام الأسرة لم يخلفه على العرش من نستطيع أنّ نقارنه به. ويذكر مانيتون أسماء ثمانية ملوك حكموا في هذه الأسرة بينما لا نجد في ثبت أبيدوس إلا أسماء ستة ملوك فقط، أما بردية تورين المهشمة فلم تحفظ لنا غير خمسة أسماء.
وجاء بعد زوسر ابنه وكان اسمه ينطق حتى عهد قريب (سمرخت)، ولكن بعد اكتشاف هرمه المدرج في سقارة في صيف عام ((1954، صار نطقه (سخم خت)، أكثر احتمالاً ويسمى أحياناً زوسر الثاني.
أراد (سخم خت)، أنّ يُشيد بناء شبيهاً ببناء أبيه فاختار له مكاناً قريباً منه، ولكنه مات دون أن يتمه وبدلاً من أنّ نرى تقدماً في العمارة عما بدأه إيمحوتب، نرى أنهم كانوا يُقلدون ما شيّده تقليداً أعمى، ونرى أيضاً من الشواهد ما يدل على أنَّ خزانة الملك لم تعُد تحتمل الإنفاق الكثير.
لم يتم ذلك الملك هرمه لا في تشييد المصاطب التي فوق بعضها ولا في داخل الهرم، كما عثر على تابوته فارغاً عند الكشف عنه، ولكن مهما كانت نتيجة الحفائر حتى الآن فإنَّ هذا الهرم أضاف إلى معلوماتنا شيئاً غير قليل عن طريق تشييد الهرم، وتأكد لدينا الآن كيف كان المصريون منذ ذلك العهد البعيد يشيدون أهرامهم بواسطة عمل طريق صاعد طويل يجرون فوقه الأحجار اللازمة للبناء وأنَّ ذلك الطريق الصاعد كان يطول ويرتفع كلما تقدم البناء، فإذا ما تم كل شي أزالوه من مكانه.
وبالرغم من أنه لم يعثر على جثة مشيدة في التابوت فإن الأمل مازال باقياً في العثور عليه في المستقبل، ومع ذلك فقد عثر على عدد كبير من الأواني الحجرية بعضها قد تم صنعه وأكثره لم يتم، كما عثر أيضاً على بعض الحلي الذهبية القليلة التي ربما كانت من الأسرة الثالثة.
لم يحكم (سخم خت)، إلّا سنوات قليلة، وريما كان أهم أثر معروف له قبل العثور على هرمه في سقارة هو ذلك النقش الذي تركه في وادي المغارة على مقربة من نقش أبيه زوسر والذي كان يعتقد بعض الأثريين خطأ أنَّ صاحبه هو الملك (سمرخت)، من ملوك الأسرة الأولى.
ونعرف من أسماء الملوك الذين حكموا في الإسرة الثالثة اسم حورس (سانخت)، وحورس (خع با)، واسم الملك (نب كاوو)، أو (نب كاوو رع)، وثانيهما مشيد الهرم المعروف باسم الهرم ذي الطبقات في منطقة زاوية العريان بين أهرام الجيزة وأبو صير، أما ثالثهما فقد أراد أنّ يُشيد هرماً على مقربة من هرم من سبقه أي في منطقة زاوية العريان أيضاً ولكن العمل لم يتقدم أكثر من الإنتهاء من الجزء الأسفل المحفور في الصخر تحت الأرض، وفيه التابوت المنحوت من الجرانيت.
آخر ملوك الأسرة الثالثة:
إنّ آخر ملوك تلك الأسرة هو الملك (حوني)، (وينطقه بعض الأثريين (حو)، فقط الذي حكم أربعة وعشرين عاماً وقد تكرر التكلم عن اسمه في أثبات أسماء الملوك ونعرف من إحدى البرديات التي كتبت في الدولة الوسطى أنه جاء إلى العرش بعد الملك (نب كاوو)، وأنَّ الملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة قد تولى الحكم بعده.
وريما كان الملك (حوني)، هو الذي بدأ هرم ميدوم، ولكنه مات دون أن يتمه فقام بإتمامه الملك سنفرو بعد ذلك، وربما كان ذلك أيضاً هو السبب في صلة اسم سنفرو بذلك الهرم، والذي جعل كثيراً من المصريين القدماء في أيام الدولة الحديثة ينسبون هذا الهرم إليه في كتاباتهم التي دونوها على أحجاره عندما كانوا يأتون لزيارته.
ومن الشخصيات البارزة التي بقيت في أيام الأسرة الثالتة وأمتد به العمر إلى أوائل أيام الأسرة الرابعة أحد كبار الموظفين ويسمى (متن)، ومن نقوش مقبرته التي نقلت بأكملها إلى متحف برلين نعرف الشيء الكثير عن التنظيم الإداري للبلاد في ذلك العهد، والوظائف التي تدرج فيها والأقاليم المختلفة التي كان يشرف على إدارتها.