تتمكن منظمات الأعمال من الوصول لتنفيذ الميزة التنافسية عن طريق الاستخدام الأفضل للقدرات والمورد الفني والمورد المادي والمورد المالي والمورد التنظيمي المتوفر، والتي تجعلها قادرة على تصميم وتنفيذ الاستراتيجيات التنافسية.
آليات تحقيق الميزة التنافسية عن طريق الموارد البشرية
تعرّف الميزة التنافسية على أنها إمكانية المنظمة على تحديد الاستراتيجيات وتنفيذها والتي تجعلها تحقق موقع أحسن مقارنة مع المنظمات الأخرى العاملة في نفس المجال، بمعنى آخر هي عنصر تفوّق المنظمـة ويتم تحقيقها في حالة تطبيقها لاستراتيجية محددة للتنافس وذلك من خلال استغلال مواردها المادية والموارد البشرية والموارد الفكرية.
تنبع أهمية الميزة التنافسية بصورة عامة؛ لأن التغيير صار هو المبدأ الثابت في بيئة الأعمال في الوقت الحالي، حيث أن الشرط الوحيد في النمو والتطور هي المنافسة واختلاف استراتيجيتها وأساليبها ومداخلها، حيث تتزايد في هذه البيئة المنظمات بطريقة غير مسبوقة وتتغير هذه الأسواق وتتطور التكنولوجيا وتتقادم المنتجات وتتغير الأنشطة بشكل سريع، فالعالم اليـوم هو عصر المعرفة، وقد كان من أخطر ما تركه العصر الحديث من أثر هو ظهور التنافسية فعلية رئيسية تقوم بتحديد نجاح منظمات الأعمال أو عدم نجاحها بدرجة غير مذكورة، وصفات وملامح وآليات ومعايير هذا العصر متنوعة بشكل جذري عن كل ما سبق.
وتفرّض بالتالي على كل من يعاصره أهمية مراعاة المفاهيم والطرق الحديثة والمتجددة، وتكوّن الموارد التي تقوم على المعرفة في البيئة الحالية المصدر الرئيسي والفعلي لديمومة الميزة التنافسية للمنظمات، كذلك فإن بناء المجتمعات الحديثة وتطويرها قائم إلى حد كبير على تنمية مواردها البشرية في قطاعات العمل الاقتصادية والاجتماعية المتنوعة باعتبار أن الفرد هو وسيلة التنمية وأداتها وغايتها.
وقد ازدادت أهمية العنصر البشري في الجهود التنموية في العقود الأخيرة، في ضوء التطورات الكبيرة في العلوم والمجالات الحياتية المتنوعة و في تقنيات المعلومات والاتصالات الحديثة، فانتقل بذلك مركز الثقل للنمو الاقتصادي والاجتماعي إلى عنصر المعرفة والموارد البشرية بدلاً من الموارد المادية والموارد المالية.
من هنا أصبحت المنظمات الاقتصادية الحديثة قائمة على العلم والمعرفة أو على المعلومات وإن هذا أجبرها على تطبيق إدارة الأداء بأساليب متنوعة عما كان مطبّق في السابق، وهذا من خلال تطبيق مجموعة من مداخل التطوير والتحسين، ويعتبر الاستثمار في المجالات المعرفية أو العناصر غير الملموسة لها أهمية عظيمة لما يحققه من وفور في التكلفة ورفع الكفاءة والإنتاجية، خصوصًا مع دعم روح الابتكار والإبداع المتواجدة في نشاط تحسين الموارد البشرية، ومن هنا كان التركيز المرتفع بالموارد البشرية عن طريق استثمار رأس المال الفكري.
ويمكن للمنظمة أن تحول رأس المال الفكري إلى قيمة من خلال مجموعة من الأشكال وهي كما يأتي:
- تحقيق الإيراد المرغوب به.
- تحقيق الميزة التنافسية عن طريق رفع الإمكانات الإبداعية والابتكارية.
- تحسين الإنتاجية وتقليل التكلفة.
- تحسين اتجاهات الموظفين والصورة الذهنية الخارجية.
- رفع قيمة الحصة السوقية وبناء مركز تنافسي قوي.
أبعاد تحقيق الميزة التنافسية
يوجد ارتباط لتحقيق الميزة التنافسية على بعدين رئيسيين هما:
1. القيمة المدركة لدى العميل
يقصد به قيام المنظمات بالاستفادة من القدرات المتنوعة في تطوير القيمة التي يفهمها العميل للسلع والخدمات التي توفرها تلك المنظمات، مما يكون له دور في تكوين الميزة التنافسية لها حيث يحتوي مفهوم القيمة مضاف لها السعر والجودة، ومدى الاقتناع بالمنتج أو الخدمة وخدمة ما بعد البيع، وإدارة رأس المال الفكري له دور وأهمية في دعم مفهوم القيمة لدى العميل الذي يعتبر من الدعائم الرئيسية لإيجاد الميزة التنافسية عن طريق الاهتمام بمكوناتها والذي يمثل رأس مال العلاقات.
2. التميز
يمكن تحقيق الميزة التنافسية عن طريق عرض سلعة أو خدمة لا يمكن للمنافسين أن يقلدوها أو عمل نسخة منها، وهناك مجموعة مصادر لنحقق التميز من أهم هذه المصادر الموارد المالية ورأس المال الفكري والإمكانيات التنظيمية ويمكن توضيح كيفية تحقيق ودعم الميزة التنافسية للمنظمات عن طريق رأس المال الفكري من خلال:
1. رأس المال البشري كآلية لدعم الميزة التنافسية، يقصد به الذي يتضمن أشخاص من أصحاب المواهب والذين يتميزون بالقدرة على التفكير الإبداعي.
2. الابتكار كآلية لدعم الميزة التنافسية، الابتكار هو العامل الرئيس في قدرة المنظمة على الحفاظ بمكانتها بين المنظمات المنافسة كلما ارتفعت السرعة والجودة في الابتكار كلما احتفظت بالتفوق.
3. التعلم كآلية لدعم الميزة التنافسية، التعلم إذا كان مستمر ومتعدد المصادر من الطرق المهمة لتحقق الميزة التنافسية للمنظمة لأنه من الطرق الرئيسية لنشر المعرفة.