إن التوجيه والتدريب والتنمية للموارد البشرية لها دور كبير في اكتشاف المواهب والقدرات للعنصر البشري، ويطلب من المنظمة أن تستغل هذا من خلال إيجاد المناخ التنظيمي المناسب لاكتشاف الإبداع والابتكار للموارد البشرية لديها.
الإبداع والابتكار لدى الموارد البشرية
يرى المفكّر (Jean Piage) في نظرية تنمية المعرفة لدى الموارد البشرية أنها إمكانية العنصر البشري على تفسيرات متنوعة للفكر من مدة زمنية لأخرى وبناءً على عمر العنصر البشري، أما وينر (Heinz Werner) في نظرية السلوك العضوي أن سلوك الفكر للعنصر البشري غير مرتبطة بانفصال السلوك ولكن يكون معتمد على وحدة العنصر البشري ومعتمد على العاطفة والحاجات والأفكار للمورد البشري أي التنمية الإنسانية ومعدلات نمو العنصر البشري.
ويتم تفسير درجات الاختلاف في الإبداع والابتكار لدى العنصر البشري قائمة على التحليل السيكولوجي والتحليل العضوي ونظريات التعلم، ومن الأمور التي تهم المنظمة هي العوامل التي لها أثر على تطور الإبداع والابتكار للموظفين لديها، ومنها التدريب للموارد البشرية والتعلم فإنه له أثر كبير وواضح على تنمية الإبداع لدى الموظفين، فالتعلم الذي حصل عليه قبل العمل للمنظمة والتعلم الذي حصل عليه في المنظمة والتعلم الذاتي الذي يقوم به بنفسه سواء عن طريق التعلم الإلكتروني أو من خلال دورات الوجاهية، له دور في ظهور الأفكار المتميزة والمبدعة لهذا الموظف.
ومن العوامل التي لها أثر على الإبداع والابتكار للموظف التي يجب أن تراعيها المنظمة هي العوامل البيئية، البيئة التي تحيط بالموظف لها دور في تنمية القدرات الإبداعية له، فمن العوامل البيئة التي يمكن أن يكون للمنظمة دور فيها وهي الصحة العامة داخل المنظمة وبيئة العمل المناسبة التي تكون بعيدة عن الضجيج والتلوث، ووجود تأمين صحي للموظف الذي يوفر له العلاج.
أما تطوير التنمية الاجتماعية للموظف فأيضًا لها دور فعّال في تنمية الإبداع والابتكار فعندما يكون هناك علاقات اجتماعية للموظف مستقرة وثابتة فإنها تجعل له فرص ليحقق الإبداع والابتكار، فيجب أن تتوفر علاقات طبيعية بين الزملاء في العمل وتكون هذه العلاقة بعيدة عن صراعات العمل التي يمكن من خلال أن ينشغل فكر الموظف بها بدل من أن يبحث عن أفكار إبداعية جديدة، وكذلك يجب أن توفر المنظمة إجازات العمل التي تتيح له التفرغ لبعض الوقت لأسرته.
أما الشيء الذي ليس للمنظمة علاقة به بما يخص الإبداع والابتكار وهو شخصية الموظف، وهو كيفية تعامله مع الآخرين وكيفية تعامله مع زملائه في العمل هل هو شخصية منطوية أم لا، مدى التطور الثقافي له، هل سلوكه هجومي أم لا، الخوف وغيرها.
وفي النهاية إن ما يهم منظمات الأعمال هو الإبداع والابتكار لدى الموظفين، فعندما تهتم المنظمة بشكل عام وإدارة الموارد البشرية بشكل خاص بالعنصر البشري فإنها تحقق ما تطمح إليه من تحقيق ميزة تنافسية.