دور الاتصال في تفعيل الكفاءات البشرية

اقرأ في هذا المقال


الاتصال في منظمات الأعمال له دور كبير وأهمية بالغة؛ لأنه يعتبر أحد الركائز الرئيسية لفلسفة الكفاءات البشرية، الاتصال يتيح توفير المجال الملائم لانتقال واتفاق الأفكار والآراء.

دور الاتصال في تفعيل الكفاءات البشرية

إن جوهر الإدارة في منظمات الأعمال هو صنع القرار، ولا يمكن تحديد المشكلة أو الموقف وتحديد البدائل للتصرف والتقييم، واختيار الملائم في عدم توفر المعلومات التي تتوفر في المنظمات عن طريق الاتصال، بسبب التطور الذي يعرفه مجال الأعمال فإن الاتصال بنوعيه سواء كان الاتصال الداخلي الذي يسعى لتحقيق التكامل في العناصر الداخلية للمنظمة، أو الاتصال الخارجي الذي يقوم بالوصول للتلاحم والترتيب مع البيئة الخارجية.

إن نجاح الاتصال الخارجي قائم على مدى تحقيقه للمستوى الداخلي؛ لأنه يؤثر بشكل مباشر في تحديد الاستراتيجية وأهداف المنظمة واتخاذ القرارات، حتى يأتي دور الاتصال الخارجي الذي يهدف إلى ايصال رسالة المنظمة إلى المتعاملين معها، وهذا يعكس صورة المنظمة لديهم.

وبما أن هدف المنظمة هو الوصول لمستوى التفوق والميزة التنافسية الدائمة، فيطلب منها التركيز بتفعيل الكفاءة الداخلية لكي تخدم ما تصبو له، والكلام هما عن الكفاءات لا يقصد به الاهتمام فقط بالكفاءات الفردية بل يتضمن الموارد المادية وكفاءة العنصر البشري والموارد التنظيمية.

حيث الكفاءة الحقيقية لا ترتبط بعنصر واحد، وإنما هي القدرة على العمل بأسلوب أكثر فاعلية، عندما تقوم على آليات التعاون والتكامل في حدود علاقات التأثير المتبادل بين الكفاءات المتنوعة في المنظمة.

دور الاتصال فهو يقوم بتحديد المعارف المتنوعة والكفاءات بين العناصر البشرية

وهنا يظهر دور الاتصال فهو يقوم بتحديد المعارف المتنوعة والكفاءات بين العناصر البشرية في المنظمة، مما يرفع من مستوى القدرات لاقتناء الأجود منها والاستفادة منها، مضاف لها العمل على تحقيق التكامل فيما بينها وفي ما يخص المعرفة الذاتية التي يقوم العنصر البشري ببنائها بذاته، وبالقدرات الفكرية الذهنية أو التجارب التي مر بها وتكون تجارب خاصة به، فوجود الاتصال يولّد نوع من التواصل بين هذه المعارف والكفاءات التي تكون مختلفة من عنصر بشري لآخر.

بالتالي إن الاحتكاك بينها يساهم في بناء الانسجام فيما بينها لتحقيق أهداف مشتركة، يمكن أن تنبثق أفكار إبداعية جيدة من مصدر وحيد، لكن التطبيق على أرض الواقع يحتاج مساعدة من الآخرين من خلال مستويات المنظمة، ولن يكون في غياب الاتصال الداخلي الي يتيح فهم واستيعاب الفكرة المرغوب تحقيقها، بذلك تتلاقى المعارف والأفكار، مما يولّد الكثير من الخيارات المعرفية للاختيار كما أن إحداث التكامل بينها يبعد حدوث النزاع الداخلي.

أما الاتصال الخارجي فيتيح تدفّق المعرفة بين المنظمة والبيئة الخارجية، فهو يحقق نوع من التفاعل بين البيئتين، حيث تسهم البيئة الداخلية في تشكيل البيئة الخارجية، كما تتأثر المعارف الداخلية وتتكون في  الكثير من الأوقات بتأثير من المعرفة الخارجية.

وفي النهاية يقوم الاتصال الإداري بمهمة تنشيط الكفاءات البشرية وانتقالها، والابتعاد عن الصراعات مضاف لها التعلم الجماعي للتجارب والخبرات عن طريق تبادل الأفكار وانتقالها.


شارك المقالة: