ما هي المدراس الإدارية الحديثة؟

اقرأ في هذا المقال


يشير مفهوم المدرسة في الإدارة إلى مجموعة من العلماء الذين يتّفقون في رؤيتهم وتفسيرهم لظاهرة مُعينة، وتحديد حددود الظاهرة وطريقة دراستها، ولا يشترط على العلماء الذين ينتمون لمدرسة مُعينّة أن يتواجدوا في مكان وزمان واحد.

المدارس الإدارية الحديثة:

مدرسة الإدارة الكلاسيكية:

ركَّزت الدراسات والأفكار في الإدارة الكلاسيكية حول معرفة العلاقة بين العوامل المادية وسلوك الإنسان العامل والموظف والتأثير على الإنتاج. والحديث حول الجوانب المادية يعتبر مدخل أساسي لتجريك سلوك العاملين. ويوجد عشرة مراحل لتكوين التنظيم، وهي كالآتي:

  • وضع كل الموظفين في مجموعات رسمية.
  • وضع المجوعات الرسمية في أقسام تخصصية وتحديد التخصصات.
  • وجود هيكل تنظيمي لهذه المجموعات وهذه الأقسام؛ لكي يتم تحديد السلطات ومكانها في الهيكل التنظيمي.
  • رسم خرائط للتنظيم بحيث يظهر عليها قنوات الاتصال وتسلسل الأوامر والتعليمات.
  • تحديد نطاق الإشراف حتى تسهل عملية الرقابة والإشراف.
  • تقسيم الإعمال للمهام.
  • وضع وصف تفصيلي وتخطيطي وتخطيطي لكل الوظائف.
  • تقليل مستويات السلطة حتى تسهل عملية الاتصالات.
  • العمل على تحديد جدول زمني محدد لضبط مواعيد العمل الرسمية للعاملين ضمن الأقسام والمجموعات والتخصصات الإدارية.
  • جدولة العمل الإداري والعمل على ضبط عملية إصدار الأوامر وطريقة اتخاذ القرار الإداري المناسب.

أنواع الإدارات الكلاسيكية:

النوع الأول: الإدارة البيوقراطية:

هي عبارة عن نمط إداري متعتمد على القواعد والقوانين والإجراءات الواضحة، وتعتمد على التقسيم الواضح للأعمال وتسلسل هرمي ثابت.

خصائص الإدارة البيوقراطية:
  1. نظام رسمي للأدوار والذي يعتبر دليل لكل سلوكيات العالمين.
  2. النظرة غير الشخصية والتي تعني عدم السماح للمدير بتقييم المرؤوسين بناء على مشاعره الشخصية، وإنماء البناء على قواعد منطقية.
  3. تقسيم الأعمال وتعني تقسيم الوظائف لأعمال صغيرة معينة.
  4. هيكلة الهرم الوظيفي، ويقصد به الهيكلية التنظيمية التي تحدد مقدار وكمية القوة والسلطة لملء موقع التنظيم.
  5. هيكلة السلطة وتعني الهيكلة التنظيمية التي تحدد الأشخاص الذين يحق لهم اتخاذ القرار في جميع مستويات التنظيم.
  6. الولاء الوظيفي والمقصود به نظرة الولاء المشتركة ولمتبادلة بين لموظفين والتنظيم.
  7. المنطقية وهي استعمال الوسائل المنطقية للوصول لأهداف التنظيم.
مميزات البيروقراطية:
  • تعتبر تطبيق نزية يخضع لقواعد وإجراءات التنظيم.
  • تقسيم الأعمال على مبدأ التخصص.
  • توضيح العلاقات التنظيمية بين الرئيس والمرؤوسين.
  • المساعدة في الاستقرار في العمل.
  • تحديد واجبات رسمية موزَّعة بطريقة معينة على الموظفين.
  • في الإدارة البيروقراطية تكون وظائف المستويات الدنيا خاضعة للرقابة والإشراف من قبل المستويات العليا.
  • يتم التوظيف بناءً على المؤهلات والخبرات.
  • تعطى الترقيات بناءً على الإنجازات.
تقسيم العمل:

المقصود بتقسيم العمل هو تجزئته لوظائف معينة تقوم بها الإدارات المحددة، ثم يتم تجزئة هذه الوظائف إلى أعمال تقوم بها الأقسام داخل الإدارات. ويتم تفتيت هذه الأعمال لواجبات ومهام يقوم بها أفراد متختصين، يتم تقسيم العمل في منظمات الأعمال الدولية بناءً على الأسس التالية:

  1. حسب الموقع الجغرافي.
  2. حسب السلعة المنتجة.
  3. حسب الخدمة المقدمة.
  4. حسب المستهلكين.
  5. حسب العملاء.
  6. حسب مراحل الإنتاج.
  7. حسب مراحل التوزيع.
  8. حسب عدد الأفراد العاملين.
  9. حسب الوقت.
  10. حسب الوظائف.
  11. حسب التطور الإداري.
  12. حسب آلية التسويق.
  13. حسب التكنولوجيا المطبقة.
النوع الثاني: الإدارة العلمية:

يوجد سته فروع للإدارة العلمية وهي عبارة عن مداخل خاصة للإدارة العلمية. وهي كالتالي:

1. مدخل النظم:

هو عبارة عن طريقة لحل المشكلات الإدارية عن طريق التشخيص في إطار المدخلات والمعالجة والمخرجات للنظام. والنظام عبارة عن مجموعة من الوحدات التي تعمل سويًا من أجل تحقيق هدف محدد، مثلاً لو أخذنا نظام الجامعة لوجدنا المدخلات تتكون من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والموظفين بالإدارة والمباني، أمّا عملية التفاعل أو المعالجة هي عبارة عن الطريقة أو التكنولوجيا التي تُتّبع لتحويل المدخلات إلى مخرجات.
والتكنولوجيا المتبعة في مثالنا هي المحاضرات والمؤتمرات والندوات والواجبات التي تُطلب من الطلبة والتجارب التي تتم في المختبرات والإمتحانات، أمّا المخرجات هي نفس المدخلات لكنها تظهر بشكل آخر فهي عبارة عن الخرجيين من الطلبة. ولكي يعمل النظام بنجاح يجب أن يستعمل ما يُسمَّى بالمراجعة.
وتقسم النظم إلى نوعين هما:

  1. النظم المفتوحة: هي النظم التي تتفاعل مع البيئة الخارجية مثل نظام إدارة التسويق، حيث يكون التفاعل مع المستهلكين والموردين والمستثمرين وتحاول معرفة ما يقوم به المنافسين وغيرها من التفاعلات.
  2. النظم المغلقة: هي التي لا تتفاعل مع البيئة الخارجية مثل نظام إدارة الإنتاج.
2. مدخل اتخاذ القرارات:

ينظر هذا المدخل إلى العملية الإدارية بأنها مجموعة من القرارات أكثر من كونها مبادئ إدارية أو وظائف يقوم بها المدراء، حيث تُركز هذه المدرسة على عملية اختيار البديل واتخاذ القرار. ويشير هذا المدخل الإداري إلى الأسس التي تقوم عليها عملية اختيار البدائل واتخاذ القرار، وهي كما يلي:

  1. تحديد المشكلة وتشخيصها.
  2. معرفة ماهية المشكلة التي تواجه المنظمة بالذات.
  3. تحديد حجم المشكلة الإدارية.
  4. معرفة طبيعة المشكلة الإدارية.
  5. العمل على تحديد الهدف.
  6. دراسة المنظمة للأهداف المرجو تطبيقها.
  7. إيجاد الحلول الملائمة التي تقوم بحل المشاكل الإدارية.
  8. البحث عن الحلول البديلة.
  9. المقارنة والقيام بعملية تقييم الحلول البديلة.
  10. احتيار أفضل الحلول البديلة.
  11. تنفيذ أفضل الحلول من بين البدائل المتعددة.
  12. المراقبة والمتابعة لعملية تطبيق الحلول.

ومدخل اتخاذ القرارات يشير أن العمل الإداري هو عبارة عن تطبيق أساليب حل المشاكل الإدارية، ومن هذه الأساليب: شجرة اتخاذ القرار، أسلوب المراجعة والتقييم، البرمجة الخطية، بحوث العمليات، نظم المعرفة، نظم دعم القرارات، النظم الخبيرة، الذكاء الصطناعي.

3. مدخل الإدارة بالاستثناء:

والمقصود به استثناء خاص يُطبق على البعض من العاملين والموظفين في المنظّمة، ويقصد به أيضًا زيادة تركيز الانتباه للمدراء على الفروع ووحدات التنظيم الذي ينحدر منه الأداء عن المعايير والمقاييس بطريقة ملموسة. وإن الإدارة بالاستثناء مدخل علمي معاصر لم تعرف عنه الكثير من المعلومات الإدارية اللازمة، كما يمكن التعبير عنه بطريقة علمية أن الإدارة بالاستثناء إدارة مهمة في المنظمات العلمية الحديثة.

4. مدخل الإدارة بالأهداف:

يتم نسب هذه النظرية للدكتور بيترف دركر، فهي عبارة عن طريقة التخطيط عن طريق اللقاء بين الرؤساء والمرؤوسين، وفي هذا اللقاء يتم وضع الأهداف التي تساهم في تحقيق العديد من الأمور، ومنها:

  • تحفيز المرؤوسين على العمل لزيادة الإنتاج.
  • تنمية قدرات المرؤوسين المعرفية وقدراتهم العلمية.
  • مراقبة أعمالهم والأداء بطريقة إيجابية وهذا لتحقيق أقصى ربح ممكن.
  • تقييم أعمال الموظفين وإجراء عمليات الإصلاح والتغيير والتعديل.
5. مدخل الإدارة الموقفية:

هي إحدى المدارس التي توعم أن كل حالة إدارية تحتاج ممارسة متنوعة، وتسمح باستعمال وجهات النظر الأخرى منفردة أو متجمعة لحل المشاكل الإدارية، والإدارة الموقفية هي حديثة للتعامل مع كل موقف إداري على حدة وبطريقة مختلفة عن الأمر الإداري الآخر، ويتطلب تطبيق مبدأ الإدارة الموقفية العادلة والمحايدة في اتخاذ القرار وحل المشاكل الإدارية، حيث أن لكل موقف إداري لا يشبه موقف إداري آخر فإن قرار الفصل يختلف عن قرار التعيين.

6. مدخل المهارات الإدارية:

يوجد العديد من المهارات الإدارية ومنها: مهارات فنية، مهارات علمية، مهارات عملية، مهارات لغوية، مهارات جسدية، مهارات نفسية، مهارات التواصل الفعّال، مهارات التأثير على العقل وتغيير القناعة البشرية الخاطئة، المهارات العقلية الإداركية السليمة التي تكفي لغسل دماغ البشر. وهذه المهارات تتنوع من مستوى إداري إلى آخر، فنلاحظ ضرورة تواجد المهارات العلمية في المدراء ومستويات الإدارة العليا والإدارة العامة، ويجب توفر المهارات العلمية في الفنيين والخبراء.

مدرسة الإدارة التنفيذية:

ركَّزت أفكار الإدارة التنفيذية حول لتركيز والاهتمام بالمفاهيم الفنية للإدارة ووظائف الإدارة، من تخطيط وتنظيم وقيادة ورقابة وتوجيه وظائف المشروع وظيفة الإنتاج والتمويل ووظيفة الموارد البشرية ووظيفة التسويق.

مبادئ الإدارة التنفيذية:

  • السلطة: وهي الحق في إصدار الأوامر.
  • النظام: وهو وجوب الاحترام لأعضاء التنظيم للقواعد.
  • وحدة الأمر: أي أنه على كل موظف يجب أن يستلم ويتلقى الأمر من شخص واحد وهو المدير.
  • وحدة التوجيه: أي أن كل المعاملات يجب أن توجه نحو شخص واحد.
  • تقديم المصالح العامة على المصلحة الذاتية.
  • المكافأة: وهو دفع ما يلائم جهد العامل وملائم لرأس المال بالنسبة لصاحب العمل.
  • المركزية: هو بقاء السلطة بيد المدير في المسويات العليا.
  • تفويض السلطة:وهي العملية التي يتم عن طريقها التفويض للمرؤوسين الحق في اتخاذ القرارات في موقع معين في التنظيم.
  • الترتيب: وضع الإمكانات والأفراد في المكان الصح.
  • المساواة: هي ضرورة العدالة للرؤساء وإظهار الصداقة مع مع المرؤوسين.
  • الثبات: وهو عدم استبدال وتغيير العاملين.
  • المبادرة: يجب إعطاء المرؤوسين الصلاحية في انتقاء الأعمال.
  • روح الفريق الواحد: وهو ضرورة التعاون بين الرؤساء والمرؤوسين.

مدرسة الإدارة السلوكية:

ركَّزت الإدارة السلوكية اهتمامها حول معرفة العامل المعنوي والعامل النفسي، وأثرها على سلوك الفرد وإنتاجه. واستنتجت هذه الأفكرا من مصانع هوثورن بولاية شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية. ومن تجارب مصانع هوثورن:

  • تجربة تحسين الإضاءة والتهوية وتأثيرها على إنتاج العمال، وكانت نتيجة هذه التجربة أهمية العوامل المادية كمحرك أساسي للسولك الإنساني.
  • تجربة الصداقة، وكانت نتيجة هذه التجربة أن عامل الصداقة أو القرابة كان سبب في زيادة الإنتاج.

ومن هذه التجارب تم استنتاج أربع مبادئ إدارية لها علاقة بالتنسيق وتتطلب من المدراء اتباعها، ومن هذه المبادئ:

  1. ضرورة الاهتمام بالوظائف الإدارية من تخطيط وتنظيم وتنسيق وتوجيه ورقابة أثناء المرحلة الأولية للمشروع.
  2. القيام بعملية التنسيق بين الوظائف الإدارية والقرار الإداري والمكاتب الإدارية بعد البدء في عمل المشروع.
  3. المحفاظة على روح التعاون والعمل بروح الفريق الواحد ضمن المكاتب الإدارية المتنوعة في المشروع.
  4. التركيز على عملية اتخاذ القرار الإداري وتفويض المدراء باتخاذ القرار الملائم.



شارك المقالة: