ما هي مداخل النظام التأديبي في إدارة الموارد البشرية

اقرأ في هذا المقال


للنظام التأديبي الذي تقوم إدارة الموارد البشرية بتصميمه ثلاثة من المداخل الرئيسية، وكل مدخل له الهدف الخاص به، وعلى من يُصمّم هذا النظام أن يقوم باختيار المدخل الملائم لتحقيق هدفه.

مداخل النظام التأديبي في إدارة الموارد البشرية

أولا مدخل العقوبة الفورية في إدارة الموارد البشرية

يقوم هذا المدخل على معلومة وقاعدة رئيسية وتعتبر العمود الفقري له، وهذه المعلومة هي من يقوم بلمس المدفأة تحترق يده بطريقة مباشرة، ويجب طرق الحديد وهو ساخن حتى يتشكل كما ترغب، وهذا المدخل يطبق مبدأ العقوبة الفورية والسريعة بحق أي شخص يخالف الأنظمة والأسس التي تنظم سير العمل.

حيث مجرد أن تقع أي مخالفة يجب أن يتم فرض العقوبة بأسرع وقت دون أن بيكون هناك أي تأخير، القواعد تعتبر بمثابة المدفأة الساخنة التي تقوم بحرق من يضع يده عليها مباشرة، وسوف يشعر بألم الحرق وبدرجات متنوعة، ويكون بناءً على درجة السخونة من جهة ومدى ملامسة الشخص يده لها من جهة أخرى.

عندما تكون قواعد العمل واضحة ويوجد مخالفة من المورد البشري لها بطريقة واضحة، مما لا شك فيه أن العقوبة سوف تكون قاسية ومؤلمة للمورد البشرية وتؤخذ بشكل فوري والعكس صحيح، والهدف من السرعة من تنفيذ العقوبة الفورية في هذا المدخل التأديبي هو عدم حصول أي تبسيط في فرض العقوبة من ناحية.

ومن ناحية أخرى حتى لا يحقق المخالف تعاطف من الآخرين، مع مرور الوقت ينسى الموارد البشرية الأخرى حتى نفس العنصر البشري ما سببه من مخالفات لقواعد العمل، والعقوبة الفورية تشعر كل الموظفين بأن العصا حامية، وهي لهم بالمرصاد لكل من يخطر له أن يقوم بمخالفة قواعد العمل وأنظمته سوف يتعرض لنفس العقوبات والمعاملة.

بالإضافة إلى كون المعاقبة تعتبر فورية يجب تطبيق هذا المدخل بطريقة دائمة لهذه العقوبة، لا يجوز أن تعاقب بطريقة ما مرة ومرة أخرى بطريقة أخرى، ولا يجوز أن تعاقب مخالف للقواعد ولا نعاقب مخالف آخر، وكل من يتعدّى على القواعد سوف يعاقب، وهنا لا يوجد مجال للمجاملة.

وهذا المدخل قائم على الصرامة في مخالفة كل من يعارض قواعد العمل ودون أن يكون أي استثناء، في بعض الأوقات تحصل مخالفات خارجة عن نطاق إدارة المخالف، وقد يغيب المورد البشري عن عمله بدون إجازة مسبقة وليوم كامل يكون بسبب ظرف عائلي مثلاً، فهل من المعقول أن يتم مخالفته، فالموضوع يتطلب جزء من المرونة في فرض العقوبات، لكن هذه المرونة سوف تصطدم مع المبدأ الأساسي الي يقوم عليه هذا المدخل، وبالتالي المنظمة التي ترغب بتطبيق هذا المدخل يلجأ للتراخي في بعض النقاط.

ثانيا مدخل التأديب المتدرج تصاعديا في إدارة الموارد البشرية

هذا المدخل قائم على مبدأ وضع الأنظمة والأسس التي تقوم بتنظيم سير العمل في المنظمة، ويقوم بتحديد درجات المخالفة من قِبل الموظفين، ويكون من المخالفات الأقل خطورة أو ضرر على المخالفات الأكثر ضرر وخطورة، وفي هذه الحالة سوف يكون لكل قاعدة من قواعد العمل، عدد من الدرجات لمخالفتها، وسوف يكون لكل درجة عقوبة خاصة بها، تتلاءم مع شدتها طردًا مع حجم المخالفة وخطورتها، بهذه الصورة تكون العقوبة خاصة بها، وبهذه الحالة تكون العقوبات متدرجة من حيث قوتها.

إن الهدف التي يقوم عليها مدخل التدريج التصاعدي، هو أن يكون هناك ملائمة بين شدة العقوبة مع خطورة المخالفة لتحقيق الموضوعية في النظام التأديبي، هذا بالإضافة إلى أن التدرج يوفر فرصة للمخالف أن يقوم بتعديل التصرف الذي قام به، ويمكن القول أن مدخل التدرج التصاعدي يقوم بتوفير ميزة أخرى وهي المرونة وعدم الشِّدة.

ثالثا مدخل التأديب بدون عقوبة في إدارة الموارد البشرية

هذا المدخل قائم على مبدأ توفير الفرصة لمجو العقوبة التأديبية، التي تتلاءم مع فلسفة النظام التأديبي الحديثة، التي تقول بأهمية جعل العقوبة طريقة للإصلاح وتعديل السلوك الذي يقوم به الموظف، وأن لا تكون العقوبة هي الهدف بحد ذاتها، من خلال هذا المدخل يوجد إمكانية للتخلص من العقوبة التأديبية من قبل المخالف، إذا لم يقوم بالتعدي على أنظمة وقواعد العمل الأخرى مرة ثانية لمدة زمنية تتلاءم مدتها طرديًا مع حجم مخالفته.

حيث ثبت أنه خلال فترة محددة إذا قام بالالتزام بقواعد العمل وعدّل سلوكه بناءً على ما هو مطلوب، لكن إذا خالف القواعد لمرة أخرى بعد محو العقوبة ورفعها في ملف خدمته، يُفرض عليه في هذه الحالة العقوبة الأشد، وتكون غير قابلة للحذف، وعند محو العقوبة لأول مرة يوقع المخالف على تعهد خطي بعدم تكرار المخالفة ثانية، والهف من هذا هو التعهد حتى يكون مبرر قانوني لفرض العقوبة الأقوى في حلة مخافته للقواعد الثانية.

إذًا يوجد ثلاثة مداخل لتصميم نظام التأديبي في منظمات الأعمال وهي مدخل التأديب بدون عقوبة، ومدخل التأديب المتدرج تصاعديًا، ومدخل العقوبة الفورية، ويجب على إدارة الموارد البشرية اختيار ما يلائمها من هذه المداخل.


شارك المقالة: