ما هي مسؤولية الأب بعد الطلاق تجاه أسرته؟

اقرأ في هذا المقال


مسؤولية الأب بعد الطلاق تجاه أسرته:

يبقى الأبناء قاعدة الاتصال بين الوالدين حتى بعد انتهاء الزواج، وبالرغم من أنهم في بعض الحالات يسكنون مع أمهم بعد الانفصال وبالأخص في العمر الصغير، لكن هذا الوضع لا ينهي واجبات الأب بعد الطلاق نحوهم من جانب واجباته المالية والعاطفية بل قد تكبر الحاجة لممارسة دوره في هذا الوضع، لسد الفراغ الذي تركه وقت غيابه في نفسيتهم وحياتهم.

مسؤولية الأب بعد الطلاق تجاه أبنائه:

إن ابتعاد الزوجين وانفصالهم عن بعضهم لا يؤثر عليهم فقط، بل أيضاً على الأطفال بطريقة أكثر، فبعد الأب عنهم شيء ليس سهلاً عليهم وبالأخص  إذا كانوا متعلقين به بطريقة ضخمة، وللأسف قد يحس بعض الآباء بأن واجباتهم نحو أطفالهم ضعفت بعد الابتعاد أو أنها اختصرت عليه فقط نحو الحاجات المالية، الأمر الذي يتطلب إلى وضع خطوط كبيرة نحو  واجباته نحوهم بعد هذا الأمر، والتي تشمل:

1- الالتزام على رابطة جيدة بالأم:

على الرغم من أن الوضع قد يكون للمرة الأولى ليس له رابطة بمهمات الأب نحو أبنائه، ولكن المقدرة على الالتزام على رابطة جيدة بالأم شيء له أهمية كبيرة وتكون لصالح أطفالهم، لذا لا يجب أن يتكلم عنها بصورة سيئة أمامهم مهما كانت نتيجة ابتعادهم، وعلى الأم أيضًا أن تستمر على رابطة حسنة مع الأب ولا تتكلم عنه إلا بكلام حسن أمام أبنائها، لتربيتهم على التقدير والاحترام.

2 الاتصال مع الأبناء بشكل مستمر:

حتى بعد الانفصال يمكن للزوج الوجود في حياة أبنائه بشكل مستمر وهو شيئ يجب مراعاتها على وجه التحديد، فغياب الزوج عن البيت له تأثير سيء في نفسية الأبناء، يمكن أن يحدث ذلك من خلال تحديد أوقات معينة للزيارة، وكذلك الاتصال بالجوال المتكرر عليهم وابعاث رسائل نصية؛ ليحس الابناء بأن الأب معين لهم ومتواجد في حياتهم ويساندهم في أحداث يومهم على استمرار.

3- الالتزام بالأوضاع المالية:

وتشمل مسؤوليات الأب نحو  تكاليف أبنائه بعد الطلاق، وللأسف فإن بعض الرجال قد لا يلتزمون مع أبنائهم في هذا الجانب؛ مما يؤثر في نفسيتهم ويفقدون الشعور بالطمأنينة والسلام، وسواء كانت نفقة الأولاد محددة من قبل الجهات المختصة أو بالموافقة الودية فيجب الالتزام بها، ولكن إن كان تقصير الأب بسبب خلاف مالي يمر بها، فيجب على الأم أن تتمتع ببعض الصبر حتى تنتهي أزمته.

4- تلبية الحاجات العاطفية للأبناء:

تتغير أحاسيس الأبناء بعد ابتعاد الزوجين عن بعضهم، إذ يصبحون أكثر تحسس عن قبل؛ مما يجعلهم معرضين للكآبة، الأمر الذي يتطلب الاتصال بين الأم والأب وإخباره بأي وضع صعب يمكن أن يمر به أبنائه؛ حتى يكون متواجد فيها، ليدعمهم ويحتويهم وينصت إليهم ويقضي حاجاتهم العاطفية، ويقلل من الآثار المسبية للطلاق عليهم، ليرتاحوا ويحسوا دائمًا بأنه إلى جانبهم.

5- التفاهم مع الأم على قوانين مؤكدة:

من الخطوات المهمة التي يجب على الزوجين اتباعها بعد الانفصال هو التفاهم على قوانين مؤكدة، والتصميم لاجتياز يوم أبنائهم، حتى لا يسبب تغيير أسلوب التنشئة بين الأم والأب في إحساسهم بالضياع، ويقودهم بعد ذلك للتمرد على الطرف المتشدد منهم.

دور الآباء في تربية الأبناء:

يجب توزيع حاجات الأبناء بين الزوجين، ويتضمن مكان الأب في تنشئة أبنائه على النحو الآتي:

1- الإرشاد والتوجيه:

تعليمات الأب بمكانة دعم التنشئة لأبنائه يميلون إليها طول حياتهم، وتنصحهم إلى كيفية التصرف في المواقف، والتعاون على ازدهار وتقوية وبناء مهاراتهم، لذا من واجب الأب أن يقدم  الإرشادات لأبنائه. بالتأكيد ليس المعنى التحكم بمسار الأبناء أو ميولهم، ولكن إيضاح الطريق أمامهم، حتى يمكنهم تجاوز العوائق والمشاكل التي تواجههم، وإتمام طريقهم بعد ذلك بمفردهم.

2- الدعم العاطفي:

الحياة ليست طعام وشراب وملابس فقط، فمعرفة ما يوتر الأبناء وما يتعرضون من خلافات والتعامل معهم على الجانب النفسي والعاطفي، من الأمور التي لا يجب على الأب تجاهلها أبداً، فلا بد أن يحدد ولو بعض الوقت يوميًّا للانصات إليهم والتكلم إليهم في كل ما يتعلق تفاصيل يومهم وأحاسيسهم وخلافاتهم، ليس شرط أن يقدم الأب حلول ولكن إعطاء الاهتمام هو ما يحتاجونه، ليحسوا بأن هناك من يقلق عليهم بجد، وأن أحاسيسهم ليست شيء غير مهم، فيكون لديهم المقدرة على التكلم عن أحاسيسهم ولديهم ثقة في أنفسهم.

3- الانتباه على السلوكات والطباع:

على الأب أن يكون فخر واعتزاز لأبنائه واقتدائهم له، لذا فإنهم أول من يمثلون تصرفات والدهم وطباعه، لذا يجب أن يكون مثال يُفتخر به، وعلى الأب أن يكون حذر لتصرفاته أمام أبنائه، لأنهم يمتثلون به.


شارك المقالة: